النصر نادٍ كبير لا شك في ذلك، وإن قلّت بطولاته وتقلّصت منجزاته يبقى كبيراً بجمهوره العريض، الذي يعد الثالث بعد طغيان جماهيرية الهلال وانتعاش جماهيرية الاتحاد. النصر يجد دعماً حكومياً وشرفياً كبيرين لا يتناسبان مع بطولاته وإنجازاته وتاريخه الطويل، فكم خرج بمواسم صفرية في وقت كان باليد أن يحقق لو منجزًا واحدًا على الأقل. والآن يجد النصر دعمًا لا محدود من الحكومة مثله مثل أندية الصندوق الأربعة اجتاح بها صفقات عالمية نادرة كانت جديرة باكتساح مباريات الدوري خاصة بعد إنجاز البطولة التي تحمل الاسم الغالي على كل مواطن سعودي. وهذه البطولة وإن كانت ودية كما أشار وزير الرياضة لو استخدمت كما يجب ستكون وسيلة دعم نفسي ومعنوي للفريق ليواصل قدمًا نحو تحقيق البطولات. هناك مشكلة يجب تشخيصها وحلها في أسرع وقت، فالجماهير النصراوية متعطشة وطال انتظارها ترغب أن تجد فريقها منافسًا شرساً للهلال والاتحاد في تحقيق الإنجازات القارية والعالمية. في رأيي إن مشكلة النصر في إدارات لم تجد إرثاً من الفكر المدروس بعناية وخطط مرسومة واستراتيجيات محددة، ومشكلة النصر أيضًا في فكر إعلامي يقدم المناكفات والانتصارات الذاتية على مصلحة الفريق وأولوياته. فقدان النصر للنقاد الذين يضعون الدواء قبل انتشار الداء، بعض جماهير النصر ارتوت من الإعلام المطبل الذي يرمي فشل الفريق على حكم المباراة ومراقب الفار وادعاء المظلومية والتباكي على اللبن المسكوب. خسارة مباراتين في مستهل الدوري سلاح ذو حدين، قد يطيح بالفريق ويحطم المعنويات ويستمر التفريط في النقاط حتى يأتي وقت ينقطع الأمل في تحقيق الدوري، وقد يكون وسيلة لإيقاظ المعنويات وتقويتها والعودة بالفريق للمسار الصحيح. ست نقاط الفارق بين أندية المقدمة ونادي النصر، نقاط ليست بالبسيطة حتى وإن كان الدوري مازال في بداياته.