تضافرت عوامل عدة أخرجت الهلال من مسابقة الدوري الآسيوي عند الخطوة قبل الأخيرة.. حضور السبعين ألف شكل انعكاساً سلبياً على لاعبي الهلال.. الذين لم يستطيعوا استيعاب الضغوط والشحن وحجم وثقل المسؤولية بشأن تحقيق رغبة هذه الجماهير الهادرة.. فتحولت هذه الضغوط والمشاعر إلى شحنات سالبة بدلاً من أن تكون قوة دافعة للفريق.. هذا الحضور الهائل والذي تكرر في غير مباراة يجعل الفرق المنافسة للهلال تعيش في رعب وقلق.. فيدفعها تلقائياً للانكماش أكثر في ملعبها وحشد متاريسها الدفاعية!!.. ما يزيد الأعباء على لاعبي الهلال.. وهذا حدث في غير مباراة ملأت فيه الجماهير الزرقاء الملعب.. الهلال بوادر خسارته للمنافسة بدأت منذ مباراة أصفهان عندما حرمه الحكم من حقه القانوني.. وأبقى المدافع الإيراني بالملعب في مجاملة فاضحة.. ولو كان الحكم الماليزي أميناً وطبق القانون وطرد المدافع.. لكان ذوب آهن هو من يأتي للرياض بحثاً عن هدف أو أكثر وليس الهلال.. وعلى كل حال خسارة الهلال الآسيوية لا يجب الوقوف عندها طويلاً وإهمال الاستحقاقات القادمة.. فهذا لن يعيد اللبن المسكوب.. ولا بد من دراسة الأخطاء من تكتيك وعناصر أجنبية تحسباً لما هو قادم ومنها الآسيوية.. والتعويض ما زال متاحاً.. وقد وجه المحلل الفني فيصل أبوثنين رسالة لجماهير الهلال.. بالا تجعل من هذه البطولة محبطاً.. فقال «بطولة آسيا للأندية استحقاق سنوي والتعويض فيه مهيأ بشكل كبير وهي ليست مثل بطولة المؤسس تحققها كل مئة عام كما أنها ليست مثل لقب فريق القرن.. والذي يجب أن تنتظره كل مئة عام حتى تحصل عليه.. والهلال بعد أشهر سيبدأ خوض بطولة آسيا للأندية والأمر متاح له لتحقيق اللقب».. وحتى المشاركة في بطولة القارات فالهلال سبق أن تأهل رسمياً من الملعب كأول فريق آسيوي.. ولم يشارك فعلياً لإلغاء البطولة لأسباب مالية.. والفرق التي شاركت لم تحقق شيئاً جديداً.. وآخرها الأهلي الإماراتي.. فأقصى إنجاز للأندية العربية هي العودة ببعض «الصفعات الأجنبية» والفوز على فريق عربي آخر.. ولم يفلح أي منها في الفوز على فريق أجنبي!!.. أي مشاركات دون إنجاز صريح.. وعلى كل حال الأندية الأوروبية تشن حملة هذه الأيام على هذه البطولة وتطالب بإلغائها..! ويرونها غير مجدية ومجرد عبء على الأندية.. ولو صحت هذه الأنباء فهذا يعني أنها بطولة تافهة وعادية لا قيمة لها.. بدليل أن أندية القارة المرشحة دائماً للقبها زهدوا بها ويرونها عبثاً لا فائدة منه.. الهدايا مستمرة كل ما رأيت الهدايا القيمة التي يقدمها مدافعو الهلال لمهاجمي الفرق المنافسة.. تذكرت بعض المسلسلات البدوية عندما يقول شيخ العشيرة «هذي هديه ما من وراها جزيه».. وأكمل المرشدي الهدايا القيمة بعد هدية خيرات للغرافة وهدية أسامة في مباراة ذوب آهن.. والجهاز التدريبي والإداري لا يحرك ساكناً لتعديل هذا السلوك.. مشكلة مدافعي الهلال أنهم يستكثرون تشتيت الكرة ويرونه عيباً.. مع أن تشتيت الكرة عند وجود ضغط على المدافع من مبادئ السلامة الكروية.. مدافعو الهلال ومحاوره يبالغون في تناقل الكرة في مساحات ضيقة وقريبة من مرمى فريقهم.. ويعطلون الكرة وهجمات فريقهم.. وحتى في مباراة النصر أهدى أسامة عدداً من الهدايا النفيسة لريان بلال.. بمحاولته الاستعراض وترقيص المهاجمين! ولكن الله ستر.. اقتدوا بجمهور الصبر جر جماهير الهلال للمناوشات الجانبية هي محاولة لإفقادها التركيز والاهتمام بفريقها الذي ينافس على لقب الدوري.. فعلى جماهير الهلال الاقتداء بجمهور الشمس.. وتعلم أن القناعة كنز لا يفنى.. والابتعاد عن الشره البطولي المبالغ به ضروري لأنه يتسبب بالبطنة وعسر الهضم.. فهذا النصر حتى وهو يبتعد عن تحقيق البطولات منذ أكثر من 11 عاماً.. ما زال جمهوره وفياً ومقتنعاً بما يقدمه فريقه.. وحتى تحقيقه للمركز الرابع في سلم الدوري يعتبره إنجازاً يعتد به.. جمهور الصبر والوفاء لم يمنعه من الوفاء مع فريقه.. إن خزانته تخلوا من أي لقب عربي.. وأهمها لقب (بطل العرب).. فلم يسبق للأصفر أن حمل لقب بطولة النخبة ولا كأس الكؤوس ولا بطولة أبطال العرب.. ويخلو دولابه من كأس ثمينة مثل كأس المؤسس.. وليس لديه كأساً تسمى كأس الرئيس المصري.. ولم يسبق له أن كسب بطولة آسيا للأندية البطلة.. وليس لديه لقب فاخر وفريد من نوعه (فريق القرن الآسيوي).. هذه النفائس النادرة والألقاب الفريدة.. جميعها موجودة في خزينة الهلال السعودي المنافس!!.. ومع هذا ما زال جمهور الأصفر وفياً.. ولا يقل عن وفاء جمهور الوحدة العريق.. فهو يرى فريقه أعظم فريق في العالم !!.. حتى وهو يتحول إلى أحد أبرز أندية الوسط.. وسيظل ضمنياً ضمن هذه الفئة حتى يحرز لقب بطولة كبيرة ليعود إلى مستوى أندية الصدارة.. فعلى جماهير الهلال الاتعاظ وتعلم أنها في عافية ونعيم رياضي. احتفال مشروع من حق النصر أو أي نادٍ أن يحتفل بأي إنجاز يراه عظيماً.. حتى لو كان قديماً وغابراً وأكل عليه الزمن وشرب.. لنفترض أن نادياً مثل أرطاوي الرقاص قرر الاحتفال بتأهله لدورة الصعود قبل 15 عاماً (لو حدث هذا) ما العيب في هذا؟.. إذن هو شأن خاص بالنادي الأصفر وفرصة ذكيه لتعويض الجمهور الوفي عن الانقطاع المزمن عن الإنجازات والبطولات.. والذي يبدوا أنه سيدوم إلى إشعار آخر. لا بد أنه تم عمل مسح عاجل وسريع للأعوام العشرة الأخيرة.. بحثاً عن إنجاز عليه القيمة.. فكان أقرب الإنجازات هو «قرار الترشح لكأس الأندية» قبل عشرة أعوام!.. ولاشك أن خروج الهلال والشباب من الآسيوية.. هو الذي أخرج هذا الاحتفال الفريد من نوعه وفكرته إلى النور!. وهذه الفكرة الفريدة لا يمكن تطبيقها في الهلال.. لأنها تناسب نادياً منقطعاً عن البطولات والإنجازات.. ولو فكر الهلاليون بمثل هذه الاحتفالات.. فسيضطرون للاحتفال في العام الواحد مرات عدة.. وإذا أرادوا الاحتفال بإنجازات عشرة أعوام سابقة.. فسيقيم النادي أكثر من عشرين حفلاً !.. ضربات حرة - ستظل مباراة الهلال وذوب آهن تحمل الرقم القياسي في الحضور الجماهيري للملاعب على مدار تاريخ الكرة الخليجية.. وهذه المباراة وما قبلها الغرافة وبونيوكور أعلنت رسمياً: «انتهى زمن المجان بالنسبة لجماهير الهلال».. - جمهور الوفاء ينتظر الاحتفال على مرور 15 عاماً على الفوز بآخر «دوري بنظام المربع».. والاحتفال بمرور 22 عاماً على آخر «دوري نقاط» فاز به الفريق.. والاحتفال بمرور 40 عاماً على آخر كأس ولي عهد.. هذا سيجعل جمهور الصبر يتمتع دائماً بالمسرات والأفراح والليالي الملاح.. - سيكون الوحدة منافساً شرساً على المقعد الرابع مع النصر والاتفاق والفيصلي.. بعد أن اتضح أن المقاعد الثلاثة الأولى لن تتجاوز الأندية الكبار الهلال والاتحاد والشباب. - الإعلامي الموسوعي سلمان العنقري ما زال يرد وبقوة بالحقائق والأرقام.. ولا بد من الإشادة أيضاً بالقلمين الصاعدين بسرعة الصاروخ سطام الثقيل وناصر الجديع.. فانتظروهم - حارس النصر الأولمبي.. أخشى أن يؤسس على فهم خاطئ لقانون الكرة.. بسبب جبن بعض الحكام.. فللمرة الثانية أراه يوقف مهاجماً منفرد ويعطل هدفاً أكيداً بطريقة غير مشروعه.. حدث هذا أمام الأهلي كما حدث قبلها مباشرة أمام الفتح.. والحكام لا يتجرؤون على إشهار الكرت الأحمر.. - للمرة الثانية يلعب الاتحاد في ملعب شبه خال من الجماهير وهذا حدث في مباراته مع الفتح بالأحساء وحدث قبلها مع الرائد في بريدة.. والسبب تزامن مبارياته مع مباريات الهلال الآسيوية!. - كان حضور مباراة الرائد والنصر يتراوح بين الستة آلاف والسبعة آلاف متفرج.. وغداً سنرى معدل الحضور لمباراة الرائد والهلال.. - كثرة أخطاء الحكام الأجانب وآخرها تغاضي الحكم عن ضربة جزاء واضحة للهلال ضد النصر.. هل الهدف منه الضغط على الأندية التي تريد صافرة أجنبية.. لتعود للحكم المحلي؟!! - هذا النرجسي محتقن دائماً ضد الهلال.. وكأن الهلال هو المعني بإقامة حفل اعتزال له.. أو هو سبب رفض القنوات الخليجية الرياضية في استقطابه كمحلل فني.. - سجل قبل 17 عاماً «ضربة ثابتة « في الفريق الكبير بدون دولييه.. وصجنا.. لا عادت عليه من فاول.. هذا الماضي المجيد الذي يريد نبشه !! - شكر خاص.. للشاعر وعضو شرف الهلال الأستاذ عبدالعزيز بن محمد بن رشيد الخثلان على الأبيات الشعرية.. ولولا أنها تدخل في نطاق المدح لنشرتها لجمالها وروعتها.. - قال المتنبي.. وتكبر في عين الصغير صغارها