ليست القضية في خسارة الهلال لبطولة ودية هي في النهاية جزء من برنامج الإعداد للموسم الطويل، وليست الكارثة في أن تكون هذه الخسارة من أمام جاره الذي يأمل محبوه أن يخفف فوزهم هذا من وطأة وآلام خسارة نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2021؛ لكن الحقيقة التي يدركها النصراويون قبل الهلاليين هي أنَّ تلك الخسارة القارية التاريخية الرسمية لن تعالج جراحها كل البطولات الإقليمية التنشيطية؟!. على الهلاليين حتى لا تستمر خسائرهم في البطولات الرسمية الاعتراف بأنَّ النصر تفوق فنيًا وعناصريًا في المواجهة، سواء قبل الطرد أو بعده، وأنَّه استطاع بسبب أفضليته واكتماله العناصري أن يعود للمباراة وهو ناقص، وأن يسجل التعادل ويتبعه بالثاني في الشوط الإضافي الأول، وأنَّ هذه الأفضلية ستستمر طوال الموسم إن لم يضرب الهلال بقوة في صفقاته المتعثرة، وإن لم تستطع إدارة النادي في الأسابيع الثلاثة المقبلة أن تحول صفقاتها المتعثرة إلى صفقات مؤثرة!. كان من المنطق أن يفوز فريق يهاجم برونالدو وماني وتاليسكا وخلفهم فوفانا وبروزوفيتش، على فريق يلعب بدون مهاجم، وفي رواقه الأيسر طريق سريع يؤدي مباشرة للمرمى الأزرق، ولو لم يكن العويس في أفضل حالاته لحسم النصر المواجهة من شوطها الأول، كما أنه كان من الطبيعي أن ينتصر فريق وصل به البذخ لاستبدال ظهيره الأيسر الأجنبي بظهير أجنبي آخر على فريق يستجير في خانة الظهير الأيسر من رمضاء الشهراني بنار البريك، ويعير ظهيره الشاب معاذ فقيهي للرائد تاركًا المركز حقلًا للتجارب والترقيع بلاعب محور أو ظهير أيمن!. لا أعتقد أن هناك نصفا مليئا في كأس هذه الخسارة؛ فالاحتياجات الهلالية معروفة حتى قبل هذه البطولة، وأكثر ما يخيف الهلاليين هو ألا يكون لهذه التأخيرة خيرة، وأن تكون نهاية هذا الانتظار هي نفس نهاية الانتظار في فترات سابقة انتهت بلاعبين من عينة بيريرا وفييتو، والأكيد أنَّ الصفقات التي يجب أن تتم في الأسابيع الثلاثة المقبلة هي ما ستحدد إذا كان الهلال سيبقى صاحب الكعب الأعلى بين الأندية السعودية، أم أنَّ هذا التفوق العناصري والفني سيصبح في زمن الأجانب الثمانية ذكرى من الزمن الجميل؟!. * قصف * تغريداتهم البليدة في حسابهم الرسمي لم تكن وليدة اللحظة؛ بل كان يتم تجهيزها منذ سنوات، وفي كل مرة كانت آمالهم تخيب وآلامهم تزداد، وجاءت الفرصة هذه المرة للتنفيس عن بعض من وجع السنين!. * هل كان الأمر بحاجة لأن يأخذ جيسوس كل هذا الوقت ليكتشف حاجة الفريق لظهيرٍ أيسر، لو أن هناك صانع قرار شجاعا وجريئا وفطنا يعرف حاجة الهلال القديمة لتدعيم هذا المركز، وقام بذلك قبل حتى أن يوقع مع المدرب كما فعل في صفقتي كوليبالي ونيفيز؟!. * ما يميز الهلاليين أنهم لا يتعلقون بالأخطاء التحكيمية ليبرروا خسارتهم ويخففوا من وطأتها ويقللوا من أحقية الآخر بالفوز؛ بل يبحثون فورًا عن مكامن الخلل ويطالبون بتصحيحها وعلاجها!. * رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم قطع قول كل خطيب وهو يؤكد بالصوت والصورة أن البطولة العربية الحالية (ودية)، ولم يعد هناك حاجة للاستدلال على عدم رسميتها بمشاركة بعض الفرق فيها على طريقة (المعازيم)!.