دقة تشخيص المطايا المصابة وسرعة عودتها للميادين أسهمت في تطور المنافسات اقتحمت أسماء مشروعات "رؤية المملكة 2030" مهرجان ولي العهد للهجن، حيث فضل العديد من الملاك تسمية مطاياهم بأسماء مشروعات الرؤية تفاؤلاً بها وافتخاراً بالطموح الكبير الذي سيصبح واقعاً بعد أعوام قليلة. ويطلق الملاك مسميات كثيرة على الهجن، سواء تبعاً للونه أو لعلامة فارقة في جسده أو مسلكه أو طبعه أو قدرته. وأكد بدر محمد الغامدي أحد الملاك المشاركين في النسخة الخامسة من المهرجان أنه أطلق على ثلاث مطايا لديه باسم ثلاثة مشروعات وطنية وهي: نيوم من فئة اللقايا، شيبارة من فئة المفاريد، وذا لاين من فئة اللقايا. كما تضمنت قوائم المطايا المشاركة في المهرجان اختيار الملاك المشاركين لأسماء مثل الدرعية، المملكة، اليمامة، العلا، والبحر الأحمر، وغيرها. وأوضح الغامدي أن سبب تسمية مطاياه لبعض مشروعات "رؤية المملكة 2030" هو إيمان منه بمشروعات الوطن العملاقة ومستقبله المشرق والناجح بإذن الله، وقال "لذلك فضلت بأن تتسمى بهذه المشروعات وأن يكون لها نصيب من أسمائها العملاقة في هذا المهرجان العملاق". وأضاف "المطايا الثلاث هي في أكثر من فئة بين المفاريد وسن اللقايا، تحقيقها للمراكز الأولى وظهور اسمها في قوائم الفائزين هو ما أسعى له لإظهار مشروعات وطني الغالية". من جانبه، شدد مروان الجهني مدير المسابقات والتسجيل في الاتحاد السعودي للهجن أن الاتحاد يفخر بتواجد أسماء هذه المشروعات الوطنية في كشوفات مهرجان ولي العهد للهجن، وقال "سباقات الهجن ليست بمعزل عما يحدث من أحلامنا ورؤى وطننا العظيم". إلى ذلك تشكل العوائد الاقتصادية لأي نشاط محفزاً لانطلاقه وديمومة فاعليته في المجتمعات، ولذلك ترتبط كثير من الأعمال الناجحة بمقدار ما تحققه من عوائد اقتصادية. ويعتبر مهرجان ولي العهد للهجن بالطائف أحد الأنشطة التي تقدم خدمة رياضية وتراثية وترفيهية عالية المردود، كما أنها تنسجم مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع الموارد الاقتصادية وفتح المزيد من المنافذ التي تدعم الازدهار الاقتصادي في الوطن. المحلل الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث، ألقى المزيد من الضوء على هذا الجانب في تصريح قال فيه إنه منذ أن أطلق الاتحاد السعودي للهجن مهرجان ولي العهد للهجن بالطائف وهناك حراك اقتصادي كبير لا يمكن تجاهله، يقوده اتحاد الهجن بكل احترافية بدءاً من التنظيم الإداري وتسجيل الهجن عبر شرائح إلكترونية دقيقة، لتبدأ رحلة استثمار اقتصادي ضخم لعشرات الألوف من المطايا المميزة التي تقدر قيمتها المالية بالمليارات، يتخللها صفقات بيع بالملايين تزيد وتنقص حسب إنجازات المطية. وذكر أن هناك حركة نشطة في عمليات البيع والشراء تتم على هامش كل سباق من بيع مستلزمات الهجن وسوق متكامل للأسر المنتجة التي تتسابق في إثبات وجودها، هذا بالإضافة إلى المدينة التي تستضيف سباقات الهجن وتستقبل عشرات الألوف من عشاق الهجن والمهتمين بهذه الرياضة العريقة التي تجمع بين النخبة والمواطنين. وذكر المغلوث أن مهرجان وسباقات الهجن تساهم بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد في المناطق والمحافظات التي تدشن فيها سباقات الهجن، من حيث احتياج ملاك الهجن إلى السكن ومتطلبات التخييم من خيام وبيوت شعر وكذلك وسائل الطبخ والتدفئة وشراء الذبائح وشراء الملابس والتعامل مع الأسر المنتجة من حيث شراء أدوات تستخدم في تربية الإبل مثل الخطام والقيد وكذلك من حيث إعداد الطعام. كما أن الفعاليات تشهد إقامة حفلات شعبية متعارف عليها بين ملاك الهجن عند الفوز بأحد الأشواط مما يجعل سباقات الهجن رافداً قوياً لأي منطقة أو محافظة تنظم فيها سباقات هجن بالإضافة إلى عمليات بيع أساسي، في شراء وبيع الهجن سواء من أجل الإنتاج أو السباق طوال فترة المهرجانات المخصصة لسباقات الهجن وكذلك حركة كبيرة في مجال خدمات مياه الشرب ونقل الإبل مما ينشط حركة المواصلات بشكل كبير. وعلى هامش ذلك يتم الشراء والبيع في كل ما يخدم قطاع الإبل والهجن بشكل خاص، ومن الملاحظ أيضاً وجود حراك اقتصادي وإعلامي وثقافي من خلال نشاط القنوات الشعبية ومواقع التواصل والتصوير لتوثيق الزيارات والحفلات التي تشهدها احتفالات عزب الملاك. وختم المغلوث تصريحه بالقول إن سباقات الهجن أصبحت بالفعال محركاً اقتصادياً مهماً، وتسهم في رفع نسب تشغيل قطاعات اقتصادية عدة منها قطاع الإيواء والخدمات والنقل، وبذلك ترفع الناتج المحلي؛ إذ لم تعد ذات أثر محدود على الملاك والفرق الفنية المرتبطة به. من ناحية أخرى أسهمت الخدمات الطبية البيطرية المتنوعة والمقدمة من اللجنة المنظمة لمهرجان ولي العهد للهجن والجهات الطبية المساندة في تطور منافسات النسخة الخامسة من المهرجان فنياً وبشكل ملفت، حيث أنتج ذلك في دقة تشخيص المطايا المصابة، وسرعة عودتها لميادين المنافسات، وتقليل فترة غيابها لأسبوع في الإصابات العضلية وأقل من 20 يوم بسبب إصابات المفاصل وهي الأكثر شيوعاً في المهرجان. وأكد الدكتور المصري أحمد سعيد جاويش أن الإمكانيات التي سخرت في هذا المهرجان جعلت هذه النسخة الأميز طبياً مقارنة بنسخ الأعوام الأربعة السابقة، وقال "أيضا وعي الملاك والمضمرين ساهم في بيئة آمنة للمطايا، حيث ساهمت الخدمات الطبية المقدمة من إدارة المهرجان والجهات الطبية المساندة في خلو هذه النسخة من الأمراض المعدية التي تنتج من هكذا تجمعات". وعد الدكتور جاويش علاج الأوزون للهجن أحد طرق العلاج الحديثة في الطب البيطري، وقال "هو مضاد للالتهابات والبكتيريا ويساهم في رفع المناعة بشكل عام، علاج الأوزون يحسن الأداء العضلي والجهاز التنفسي للهجن". وأضاف "أيضاً استخدام جهاز الاشعة السينية والذي يختص بالكسور والشروخ وتأكل المفاصل ساهم بشكل كبير في تفادي هذه الإصابات، اكتسب الطبيب والمالك والمضمر معرفة أكثر على الإلمام بالطرق المختلفة التي تستخدم للعبث في الهجن وأماكن الحقن المختلفة، كما ستكون لديهم المقدرة على تقييمها والتعرف على الأمراض المعدية التي تتشابه مع العبث وكيفية التفريق بينهما". كما وصف الدكتور جاويش الحركة المتبعة في دخول المطايا للأشواط في المهرجان بالمدروسة بعناية، وقال "أسهمت في قلة احتكاك الهجن وقلة العدوى وانتشار الأمراض، فالدعم المستمر لرياضة الهجن من قبل القيادة الرشيدة ووزارة الرياشة واللجنة الأولمبية والاتحاد السعودي ساهم في تطور هذه الرياضة، أصبحت الطائف بفضلها موقع ثابت في رزنامة أهل الهجن، أيضا نشكر اللجنة المنظمة على تعاونها مع الجميع وتركيزها بشكل تام على إنجاح المهرجان وتلبية رغبات المشاركين". من ناحية اخرى حَقَّقَت المطية "الشبابية" لمالكها فهد آل محمد الهاجري،التوقيت الأفضل في منافسات فئة "جذاع" ضمن المرحلة التمهيدية من مهرجان ولي العهد للهجن على أرض ميدان الطائف التاريخي. ونجحت (الشبابية) بخطف المركز الأول في الشوط الأول والرئيسي خلال الفترة المسائية اليوم، بزمن وقدره 8:05.525 دقائق، وبمسافة 5 كلم. فيما حَقَّقَت المطية "غرام" لمالكها مسفر آل مرسان الهاجري ثاني أفضل توقيت في المنافسة بزمن وقدره 8:06.199 دقائق، وحَقَّقَت المطية "أشقر" لمالكها سعيد الدحبة العامري ثالث أفضل توقيت بزمن وقدره 8:07.773 دقائق. وأقيم يوم الأربعاء في منافسات فئة جذاع (بكار قعدان) في يومه الأول ضمن المرحلة التمهيدية 18 شوطاً، قطعت من خلاله المطايا 90 كلم، مسافة كل شوط 5 كلم، شارك فيها 447 مطية، بواقع 285 مطية في الفترة الصباحية،و162 مطية في الفترة المسائية.