أبدعت حرفيات نساء من منطقة نجران في صناعة الجلديات اليدوية، ضمن البرنامج الذي ينظّمه معهد الحرف والصناعات اليدوية "حرفة"، بالتعاون مع جمعية لار للأسر المنتجة بالمنطقة، حيث استفاد منه 15 سيدة من نزيلات التأهيل الشامل، والمستفيدات من خدمات اللجنة الوطنية "تراحم"، وعدد من المهتمات بالتصميم والتطريز، بما يسهم في الحفاظ على الحرف اليدوية والموروث الوطني، ونقله من الأجداد والآباء إلى الأجيال، لضمان استمراريته وتجدده. بدورها، اطلعت وكالة الأنباء السعودية، على إنتاج الحرفيات من الصناعات الجلدية التي تنوعت بين الحقائب النسائية، وسديريات الأطفال، والجداريات، حيث التقت بالمدربة انتصار الرشيد، التي أكدت أن البرنامج التدريبي يهدف إلى تدريب وتأهيل الحرفيات على صناعة الجلود التي تشتهر بها المملكة، وتعريفهن على أهم أنواع الجلود التي تتمثل في جلود الأبقار والماعز، وتزويدهن بالمهارات الأساسيات للصناعات الجلديات كطريقة القص الصحيحة والخياطة والتفصيل، ومهارات الدق والضغط، إضافةً إلى كيفية استخدام المهارات الفنية التي تشمل الحرق والرسم على الجلد لإخراج المنتج بشكل جميل، مع توظيف تراث منطقة نجران في مخرجات صناعة الجلديات بإضفاء النقوش، والرسومات، والأماكن الأثرية والتراثية على القطع الجلدية؛ بما يميزها عن غيرها من القطع الجلدية الأخرى. وأشارت الرشيد، أن برنامج صناعة الجلديات يهدف إلى المحافظة على الموروث الحرفي وتوثيقة ونقلها من جيل إلى جيل، وتشغيل الحرفيات والإشراف عليهن وتنظيم عملهن، وكذلك تقديم المشورة والإرشاد والخدمات الفنية للحرفيات والمصممات؛ لتنفيذ المشاريع الإنتاجية والحرفية والفنية، وإيجاد قنوات تمويل لتأمين احتياجات عمليات إنتاج الحرف، لاستمرار الصناعة للأجيال القادمة. من جانبها قالت المستفيدة من البرنامج أسماء حسين، أنها التحقت بالبرنامج التدريبي لتطوير مهاراتها الحرفية، حيث تمكنت من صناعة سديريات الأطفال مع أضافة نقوش بالخط المسند عليها لإبراز الجوانب التراثية والثقافية للمنطقة، وصنعت جدارية من الجلد الطبيعي، مؤكدة اكتسابها المهارات الاساسية في الصناعة الجلدية إلى جانب المهارات الفنية في تزين القطع الجلدية. فيما ذكرت المتدربة زينه، أنها انظمت للبرنامج التدريبي لتطوير مهاراتها في تصميم العباءات النسائية التي تمارسها من خلال اكتساب المهارات الحرفية في صناعة الجلود التي تمكنها من ابتكار تصاميم جديدة للعباءات عبر استخدام بعض من جوانب التراث النجراني بالجلد، وتزين العباءات النسائية به. يذكر أن صناعة الجلود في منطقة نجران، تُعد أحد الجوانب الفنية والتراثية التي مارسها السكان منذ العصور القديمة، مستخدمين جلود " البقر والجمال والغنم والماعز " بعد دباغتها وتجهيزها، التي لا تزال قائمة حتى وقتنا الحاضر وتتمثل في صناعة " الميزب " وهو أداة تستعمل لحمل الطفل الرضيع، وتحمل على الكتف عند الحاجة، وتتم صناعتها بأساليب مختلفة، كما أنها مزودة بزخارف جميلة، وكذلك "المسبت" وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، ويتفرع من الخلف إلى جزأين يوضعان على الكتفين، وأيضاً "الزمالة" وهي حاوية كبيرة تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة، إضافةً إلى "المسب" وهو جراب لحمل الغذاء، ويحمل على الكتف بواسطة سير من الجلد، و"العصم" وهو جراب من الجلد صغير الحجم، له فتحة تقفل بسير من الجلد، و"القطف" وهو جراب أصغر من العصم، تحفظ به القهوة.