في مواسم نشطة تجارياً لا تعرف التوقف، أو حتى التثاؤب، تظل أسواق الصرافة أو تبديل العملات بمكةالمكرمة واحدة من أشهر أسواق تبديل العملات في الشرق الأوسط، في ظل تنامي أعداد الحجاج والمعتمرين، من كل بقاع العالم، لتأمين مصاريف إقامتهم ومستلزماتهم في مكةالمكرمة. جولة "الرياض" كشفت أن محلات الصرافة تشهد إقبالاً في الفترة المسائية من قبل المعتمرين لتجاوز حرارة الطقس وتكون الذروة قبل وبعد أداء الصلوات في الحرم المكي من قبل المغرب إلى العشاء. أكثر من خمسين عملة أجنبية يتم التعامل معها في محلات بيع وتبديل العملات الورقية، لكن عملات دول الاضطرابات السياسية تغيب عن السوق، فيما الطلبات تزداد على الريال السعودي من قبل الحجاج الذين يحرصون على جلب الدولار واليورو وهم الأكثر بنسبة تفوق 60 % فيما تتسابق العملات العالمية في سوق الصرافة بأم القرى على الفوز بالريال السعودي من قبل المعتمرين لتيسير أقامتهم أثناء العمرة ولقضاء حاجاتهم. في سوق الصرافة بأم القرى تنعكس أعداد الحجاج من دولهم على السوق بشكل مباشر لذلك يظل حجاج دول الهند وبنجلاديش وباكستان ومصر وإندونيسيا الأكثر طلباً للريال السعودي مع ارتفاع سيولة عملاتهم في سوق الصرافة السعودي. قرابة ثلاثين محلاً متخصصاً لتبديل العملات بمكةالمكرمة 80 % في المنطقة المركزية وحدها، كما أن أحياء الجميزة والخريق والعزيزية والمسفلة تمارس نشاط بيع تبديل العملات الأجنبية. ومع المتغيرات التطويرية التي شهدتها القطاعات المرتبطة بخدمات الحج والعمرة، مثل النقل والإسكان والتسوق والإعاشة، إلا أن محلات الصرافة، بحاجة إلى وثبة جديدة، لمواكبة تلك المتغيرات بتوفير تقنيات مالية جديدة تخدم المؤسسات والعملاء. متعاملون التقت بهم "الرياض" أكدوا إلى حاجة المحلات لراحة العملاء ونقلها من محلات بمساحات ضيقة، إلى مراكز صرافة حديثة بزيادة أعداد الموظفين في المكاتب الأمامية، قطعاً لطوابير الانتظار التي تشهدها محلات الصرافة، خاصة في مواسم وساعات الذروة. ارتباط أبناء العالم الإسلامي بمكةالمكرمة لأداء الحج والعمرة حول أم القرى، منذ أكثر من 70 عاماً لمركز لتبديل العملات من خلال البسطات والدكاكين الضيقة التي كانت تستقبل الحجاج والمعتمرين في الأسواق المجاورة للحرم المكي، لتبديل العملات، مما وسع مساحة الاحتراف في هذه المهنة منذ عقود طويلة في أم القرى. عبد الستار حمدين معتمر مصري ألمح إلى تحول زحام الصرافة إلى طوابير خارج بعض المحلات، أضحى محرجاً للنساء مطالباً بتحديد مساحات أكبر لاستقبال العملاء بحيث تكون مثل فروع البنوك. عمرو مكرم متخصص في الصرافة، أوضح أن سوق بيع العملات بمكةالمكرمة قادر على توفير أكثر من 100 وظيفة في سوق يعتبر الأكبر على مستوى المملكة والخليج بسبب ديمومة الحج والعمرة وعدم انقطاعها. ووفقاً لإحصائيات وزارة الحج والعمرة لأعداد الحجاج والمعتمرين لعام من أول عام 2013 إلى موسم الحج الأخير، تجاوزت ستة ملايين وثماني مئة ألف حاج ومعتمر، فإن تقديرات الأموال المتداولة في سوق الصرافة بمكةالمكرمة يلامس أربعة مليارات ريال. ومن جهته حدد البنك المركزي السعودي عشرين ألف ريال لقاء إصدار الترخيص لنشاط شراء وبيع العملات الأجنبية وتداولها داخل المملكة، ومبلغ (5,000) خمسة آلاف ريال لقاء تجديد الترخيص، وخمسة وثلاثين ألف ريال لقاء إصدار الترخيص لنشاط أو أكثر ومبلغ (10,000) وعشرة آلاف ريال لقاء تجديد الترخيص. وحدد البنك مليوني ريال لرأس المال المدفوع لمحلات بيع العملات، وسبعة ملايين ريال لرأس المال المدفوع للمراكز المرخص لها بمزاولة نشاط استيراد وتصدير النقد.