القيادة السعودية تدرك بوعي أن الحج الآمن والمريح والمليء بالخدمات والتسهيلات حق لكل مسلم تطأ أقدامه الأرض السعودية متجهاً إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة أقدس البقاع الإسلامية، فالحج وأمن الحج وخدماته مسؤولية الحكومة السعودية منذ أكثر من قرن، وسوف يستمر ذلك «بإذن الله إلى ما لا نهاية».. قبل قرابة مئة عام من اليوم كان أول تنظيم سعودي للحج بدخول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى مكةالمكرمة 1924م، لقد كان التاريخ على موعد استثنائي لمرحلة سياسية قادها الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث استشعرت القيادة السعودية منذ ذلك اليوم وحتى اليوم أن خدمة الحجاج والمعتمرين ركن من أركان الدولة السعودية عبر تسخير الإمكانات والخدمات كافة، مما أنتج تجربة سعودية لا مثيل لها عبر تاريخ خدمة الحرمين، لم تكن هذه السنوات المئة سهلة في تحدياتها التي كانت تواجَه بالكثير من أدوات التطوير والتنظيم، فلم يكن من السهل أن يتم استقبال تلك الأعداد الهائلة من الحجاج والمعتمرين في مساحة جغرافية ضيقة ولمدة محدودة، يؤدون المشاعر نفسها في المكان ذاته والتوقيت ذاته. لو افترضنا أنه في موسم الحج فقط استقبلت السعودية نصف مليون سنوياً على مدى قرن من الزمان، سيكون العدد هائلاً، فالحج ليس رحلة سياحية تتكسب منها الدولة الأموال، بل هو رحلة دينية تقدم فيها السعودية الخدمات المتكاملة وبالمجان على جميع المستويات، حيث يجند مئات الألوف من السعوديين لتقديم الخدمات بشتى أنواعها وبلا استثناء، فإدارة الحشود بهذه الطريقة تتطلب خدمات أمنية وصحية وتمويل وتنقلات وتسهيلات للطرق والخدمات، وكل ما يمكن أن يفكر به الحاج يتم توفيره بالمجان وبلا مقابل. على سبيل المثال: يعد جسر الجمرات واحداً من التحف المعمارية غير المسبوقة، وقد كلف بناء هذا الجسر أكثر من أربعة مليارات ريال، بطاقة استيعابية تصل إلى ثلاث مئة ألف حاج في الساعة، وبطول يقارب كيلومتراً وعرض ثمانين متراً، وقد تم تصميم الجسر ليكون قادراً على تحمل اثني عشر طابقاً في المستقبل، بحيث يمكنه استيعاب خمسة ملايين حاج، هكذا تفكر السعودية للحاضر والمستقبل، من أجل تقديم الخدمات الاستثنائية للحجاج. القيادة السعودية تدرك بوعي أن الحج الآمن والمريح والمليء بالخدمات والتسهيلات حق لكل مسلم تطأ أقدامه الأرض السعودية متجهاً إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة أقدس البقاع الإسلامية، فالحج وأمن الحج وخدماته مسؤولية الحكومة السعودية منذ أكثر من قرن، وسوف يستمر ذلك "بإذن الله إلى ما لا نهاية"؛ لأن الدولة السعودية استطاعت فعلياً عبر التاريخ أن تثبت للعالم أجمع أن خدمة الحج تخصص سعودي بامتياز، فالسعودية تقدم ميزانيات ضخمة من أجل هذه المناسبة الإسلامية، ولعل العنوان الأكبر لما تقدمه الدولة من خدمات للمقدسات الإسلامية وزائريها هو لقب خادم الحرمين الشريفين الذي يتسمى به الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله–، وتسمى به إخوته ملوك السعودية من قبل. عندما تذهب إلى مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة وتشاهد عظمة الاهتمام السعودي بهذه المدن المقدسة، ينتابك شعور قوي بأن الله سخر هذه الدولة وقياداتها عبر التاريخ من أجل خدمة هذه المقدسات، فالكعبة المشرفة وعبر ملايين السنين بقيت شامخة مقدسة يأتيها الحجاج والمعتمرون من كل بقاع الأرض بلا توقف، وخلال العهد السعودي ارتبط الخطاب السياسي بمنهجية خالدة أكدت أن أهم مرتكزات السياسة السعودية هي خدمة الحرمين الشريفين ورعايتها وتسهيل وصول المسلمين إليها وتقديم أقصى وأرقى الخدمات، ففي الحج والعمرة الجميع يسعى إلى إكمال مناسكه وعباداته، وتقف السعودية في الجانب الأهم لهذه القصة لجعل رحلة الحج أو العمرة ميسرة آمنة. في حج هذا العام بلغ عدد الحجاج مليوناً وثماني مئة ألف حاج وحاجة، منهم مليون وست مئة ألف أتوا من خارج المملكة، بما يعادل تسعين بالمئة من إجمالي عدد الحجاج، هذا الرقم الهائل مرشح للزيادة في الأعوام المقبلة، فرؤية المملكة 2030 تحمل في طياتها توسعاً سوف يصل إلى ثلاثين مليون زائر خلال العام الواحد ما بين معتمر وحاج، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال استعداد الدولة السعودية -وفقها الله– بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بأن توفر لمثل هذا العدد كل الإمكانات والخدمات المرتبطة بما يتطلبه وجودهم في بقعة محددة ولزمن محدد. السعودية اليوم أصبحت رقماً إسلامياً وعالمياً صعباً في تقديم الخدمات لضيوف المقدسات الإسلامية، وباعتراف العالم أجمع استطاعت السعودية أن تمسك بالورقة الإسلامية بكل ثقة واقتدار عبر حمايتها وصيانتها للمقدسات الإسلامية وتوفير أرقى الخدمات بجميع أشكالها الحديثة بلا توقف، بل إن الخطط السعودية من أجل مستقبل المقدسات الإسلامية تتجاوز التوقعات، وسوف تشهد السنوات المقبلة نقلة نوعية في خدمات الحج والعمرة، خاصة أن المخططات تذهب إلى استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي في خدمات الحج لكي تكون أكثر يسراً وسهولة أمام الحجاج والمعتمرين.