«هم ضيوف لبوا دعوة الرحمن إلى بيته فخدمته تشريف منه: تعي حكومة المملكة العربية السعودية أن القيام على شؤون ضيوف الرحمن وتسهيل وصولهم إلى البيت الحرام والحفاظ على أمنهم .. تكليف وتشريف من الله، لذا وضعت خدمة المسجد الحرام وزواره دائما على قمة أولوياتها. فتذكروا يا من خصكم الله بخدمة الذين أكرمهم بزيارة بيته أن هؤلاء جاءوا لينشدوا منه الغفران ويقدموا لعطائه فروض العرفان ويبتغوا من لدنه الفضل والرضوان في رحلة كانت فرضا على كل من بالاسلام دان. أهلا بكم في مكة .. حيث الضيافة إيمان». «هم ضيوف لبوا دعوة الرحمن إلى بيته .. فالترحيب بهم تقرب إليه: الاحتفاء بضيوف الرحمن وحسن استقبالهم واجب ديني وأخلاقي على كافة أفراد مجتمع هذا البلد. كما أنه ثقافة عريقة توارثتها المدينة المقدسة طوال تاريخها منذ أن شرفها الله لتكون موقع أول بيت وضع للناس. فتذكروا أهل مكة الكرام أن الحجاج والمعتمرين يأتون تلبية لدعوة من الذي لا ترد دعوته، راجين رحمته عند باب بيته الذي جعل السفر إليه والقيام على زواره ركنا من أركان دينه». «هم ضيوف لبوا دعوة الرحمن إلى بيته .. فمعاملتهم إخلاص له: سكان هذا البلد يدركون خصوصيتهم الجغرافية والتاريخية وأنهم يعيشون على أطهر بقاع الأرض حيث تضاعف الحسنات وتشتد السيئات ويتهيبون لجوار البيت بقدر ما يتشرفون به، لذا فهم يعبدون رب هذا البيت ويتقونه في أولئك الذين دعاهم إليه. فتذكروا يا من جعل الله لكم رزقا ومنافع في الحج والعمرة أنكم تعملون في حرمه وتتعاملون مع ضيوفه، هؤلاء الذين جاءوا وفاء لحقه مطمئنين إلى أمنه ناشدين عدله مخلصين له الدين». هذه نماذج من حملة توعوية نفذتها إمارة منطقة مكةالمكرمة تحت عنوان (الحج عبادة .. وسلوك حضاري). تتضمن معاني جميلة وأخلاقا إسلامية أصيلة .. وترسخ لرسالة نبيلة سامية .. بأسلوب جميل رصين. فالرفق وحسن المعاملة من قبل المسلم نحو أخيه المسلم من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة .. والله يحب الرفق في الأمر كله، وما صاحب الرفق شيئا إلا زانه وما فارقه إلا شانه. وهناك الكثير من الآيات القرآنية الدالة على ذلك. فما بالك بضيوف الرحمن. ولقد علمنا معلم البشرية سيدنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلوات والتسليم كما جاء في الحديث: «تبسمك في وجه أخيك صدقة». ويؤكد قادة هذا البلد بحرص شديد على راحة ضيوف الرحمن الكرام وإكرامهم حجاجا ومعتمرين .. وتجند الدولة في سبيل ذلك إمكانيات مادية وبشرية هائلة سعيا لراحتهم. يقول الأمير خالد الفيصل إن الملك وجهنا بمتابعة المعتمرين وتفقد أوضاعهم وإكرامهم .. مشددا على بذل أقصى الجهود وتوفير كافة الإمكانات لتقديم أفضل وأرقى مستوى من الخدمات اللازمة للمعتمرين. ودوما يكرر الأمير القول بأن الحجاج والمعتمرين هم ضيوف الرحمن .. ونحن نكرم ضيوفنا فما بالكم بضيوف الرحمن .. إن علينا أن نكرمهم ونرعاهم ونهتم بهم منذ أن تطأ أقدامهم أرض هذه البلاد وحتى يغادروها بسلام بعد أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة وسهولة. هذا هو ديدن القيادة والدولة والشعب السعودي عموما تجاه ضيوف الرحمن الكرام .. ولكن للأسف هناك بعض الملاحظات المحدودة في الحرم المكي الشريف التي تقتضي المعالجة حتى تتحقق تطلعات ولاة الأمر في هذا الصدد .. لعل منها هؤلاء الذين يطلق عليهم مراقبون أو مرشدون من رجال ونساء .. يركض بعضهم خلف النساء بشكل مزعج يطالبونهن بغطاء الوجه وغيره من مسائل الخلاف المعتبر التي لا يجوز الإنكار على الناس فيها .. كما يقومون بتعطيل خشوع الخاشعين في حجر إسماعيل بطلبهم المتكرر من المتعبدين بسرعة إخلاء المكان!! أما في المسعى فإن تصرفات بعض أصحاب العربات تعكس الحاجة إلى حسن اختيار العاملين في هذه المهنة. كما أن هناك حاجة ماسة لتنظيم دورات توعوية لرجال الأمن العاملين في الحرم لتنويرهم بطبيعة المهمة في أقدس بقاع الأرض .. والأهمية الكبرى للمعاملة الحسنة والرفق بالمعتمرين .. مع كامل التقدير للجهود الكبيرة التي يبذلونها. هؤلاء لا بد أن يتبنوا حرص القيادة وتوجه الدولة .. وليقدموا صورة مضيئة عن الشعب السعودي لهؤلاء القادمين من شتى أصقاع المعمورة.