المملكة وهي تقدم هذه الخدمات لحجاج بيت الله تستشعر واجبها الإسلامي ومكانتها حيث شرفها الله أن يكون الحرمان الشريفان ضمن أراضيها كي تعمل على خدمتهما عبر كل فرد في هذا الوطن الكبير.. من لا يعيش في المملكة لا يمكنه أن يتصور كيف يمر موسم الحج بالسعودية التي تنذر نفسها من أجل خدمة ضيوف الرحمن الذين يأتون إليها من كل بقاع الأرض، فالجنسيات التي تصل إلى مكة لأداء الحج تصل من كل دول العالم تقريباً دون استثناء، ولكن لنبدأ بالحقيقية الأهم والتي تقول إن المملكة خلال ربع قرن مضى استقبلت 54 مليون حاج وهذا الرقم كبير جداً ويحتاج إلى جهد كبير، نجحت المملكة خلال عقود مضت أن تجعل من تجربتها قصة نجاح عالمية فكيف تقدم المملكة خدماتها لهذه الأعداد التي تصل بمعدل مليوني حاج سنوياً أو يزيدون. عندما يأتي هذا العدد الكبير من ضيوف الرحمن فهم بحاجة إلى عدد أكبر من البشر يقدمون لهم الخدمات، وهذا ما تمكنت التجربة السعودية من تحقيقه خلال مئة عام مضت، وخاصة أن تلك الأعداد الهائلة تجتمع في مساحة جغرافية محدودة الزمان والمكان حيث الالتزام بمناسك الحج والعمرة، ففي حج هذا العام 1439ه يدخل الحرم 278000 مصل كل ساعة تقريباً حسب آخر إحصائية قبل كتابة هذا المقال، ويطوف بالحرم 107000 طائف كل ساعة، وهذه أعداد هائلة تتضاعف يومياً حتى نهاية أيام الحج. هذه الأعداد يقابلها خدمات اعتادت المملكة وانطلاقاً من واجبها الإسلامي على تقديمها، فكيف تقدم المملكة خدماتها للحجاج بهذه الأعداد الهائلة..؟ وسوف لن أتمكن من حصر كل الخدمات لأن المملكة تجند كل شيء خلال موسم الحج من أجل ضيوف الرحمن، ولكني سوف أكتفي ببعض الأمثلة لتلك الأرقام والحقائق حول خدمة الحجاج كما تقدمها المملكة قبلة الإسلام. ففي المجالات الصحية والإسعافية فقط فإن عدد القوى العاملة في تقديم الخدمات الصحيَّة والإسعافية لضيوف الرحمن هذا الموسم بلغ أكثر من 32.579 من منتسبي وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي ومنتسبي الهيئة العامة للغذاء والدواء، وبلغ عدد الخدمات في قطاع الخدمات العامة المقدمة لضيوف الرحمن أكثر من 136 خدمة مقدمة من 19 جهة حكومية، وعدد القوى العاملة على ذلك تقدر ب 192,254 فرداً، عدد الأسرة في المستشفيات المعدة لخدمة الحجاج أكثر من خمسة آلاف سرير فقط خاصة بالمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن. خلال أيام الحج يتم ضخ أكثر من أربعين مليون متر مكعب من المياه النقية فقط للمشاعر المقدسة وفي سبيل خدمة الحجاج، كما أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام توفر 25.000 (ترمس زمزم) يوميًّا وتقوم بتعبئتها على مدار الساعة لتسهيل عملية شرب الحجاج والمصلين، قطار المشاعر لحج هذا العام سوف ينقل أكثر من مليوني حاج عبر أكثر من ألف رحلة خلال سبعة أيام بين المشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة. في خدمات الاتصال وفرت هيئة الاتصالات السعودية حوالي 16 ألف محطة قاعدية، وأكثر من 3000 نقطة وصول لشبكة (الواي فاي) في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتستورد المملكة ما يقارب ثلاثة ملايين رأس من الأغنام خلال موسم الحج. هذه مقتطفات من تلك الأرقام التي لا يمكن لهذا المقال استيعابها عن تلك الخدمات الهائلة التي تقدمها المملكة للحج، وبقي الأهم حول الأفراد الذين يخدمون الحجيج من القطاعات المختلفة سواء الأمنية أو الخدمية فعددهم يقترب أو يزيد على نص مليون فرد، يخدمون الحجاج بشكل مباشر، بجانب حوالي عشرين مليوناً من السعوديين يخدمون الحجاج بشكل غير مباشر عبر توفير الأجواء المناسبة لهم والترحيب بهم والتفاني من أجل خدمتهم في أي موقع على الأرض السعودية. المملكة العربية السعودية وهي تقدم هذه الخدمات لحجاج بيت الله تستشعر واجبها الإسلامي ومكانتها حيث شرفها الله أن يكون الحرمان الشريفان ضمن أراضيها كي تعمل على خدمتهما عبر كل فرد في هذا الوطن الكبير، وقد نجحت المملكة بتميز في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن قاصدي بيت الله الحرام، فالتجربة السعودية جعلت منها مثالاً يحتذى في التعامل مع تلك الأعداد الهائلة من ضيوف الرحمن حيث تقف قيادة هذا الوطن وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان من أجل تقديم خدمات أفضل ورعاية مكتملة لكل حاج تطأ قدماه الأرض السعودية. Your browser does not support the video tag.