ناقش قادة الاتحاد الأوروبي أمس الخميس تداعيات التمرد الذي تم إخماده في روسيا، مع التعهد بمزيد من الدعم لأوكرانيا في حربها ضد موسكو. وتحدث القادة أيضا خلال قمة بروكسل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في الالتزامات الغربية لتعزيز أمن أوكرانيا.وقالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، إن الزعماء يدركون أن المناقشات ستتطرق إلى التمرد الذي حدث يوم السبت الماضي، على يد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، على الرغم من أنه ليس على جدول أعمال القمة أو مذكورا في مسودات البيان الختامي. وصرحت للصحفيين في بروكسل عشية القمة التي تستمر يومين "سيحدث ذلك بالتأكيد". كما ستناقش القمة أيضا مسائل أخرى منها الهجرة والعلاقات مع الصين.وقالت كالاس، إن التمرد كشف عن تصدعات في القيادة الروسية، مضيفة أنها رأت وجهات نظر مختلفة حول كيفية تأثير التمرد على حرب أوكرانيا، والمخاطر التي تشكلها روسيا على الغرب. وستبحث قمة بروكسل أيضا طبيعة المساعدة المقدمة لأوكرانيا، إذ تعمل الدول الغربية على حزمة من الضمانات طويلة الأجل، لتوفير الأسلحة والمعدات والذخيرة والتدريب والمساعدات العسكرية الأخرى لكييف. وذكرت مسودة للبيان الختامي إن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة للمساهمة في الالتزامات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا "لمساعدتها في الدفاع عن نفسها على المدى الطويل وردع أعمال العدوان ومقاومة جهود زعزعة الاستقرار".أوكرانيا تعلن إحراز مكاسب في قتال "شرس" حول باخموت. مكاسب بطيئة في المقابل، أعلنت كييف أن قواتها تحرز مكاسب بطيئة حول باخموت، وأنها تخوض قتالًا "شرسًا" مع القوات الروسية حول البلدة المحاصرة في شرق أوكرانيا. وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي "نتقدم قرب باخموت ونحن مستمرون". في مايو، أعلنت القوات الروسية، التي كان يدعمها مقاتلون من مجموعة فاغنر المسلّحة، السيطرة على باخموت بعد أشهر من المعارك الضارية في البلدة المدمّرة حاليًا، والتي كان يقطن فيها قبل الحرب نحو 80 ألف شخص. وتحقق القوات الأوكرانية منذ عدة أسابيع تقدمًا بطيئًا عند أطراف باخموت، التي تشكّل مركز القتال في منطقة دونباس بعدما باشرت هجوما مضادا في وقت سابق من هذا الشهر.من جهتها، أكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار الخميس، أن "هجوم قواتنا في اتجاه ميليتوبول وبرديانسك (جنوب شرق) وباخموت متواصل". وقالت في بيان "تقضم قواتنا كل متر من أرض العدو في هذه المعركة الشرسة"، مضيفة "إنهم يحرزون تقدمًا".وتابعت "يحاول العدو التمسك بمواقعه وشنّ هجمات مضادة، لكنه ينسحب تدريجيًا بعد تكبدّه خسائر". ولم تقر وزارة الدفاع الروسية مؤخرًا بأي خسارة أراض حول باخموت، وقالت في آخر إحاطة إعلامية إنها تصدّ الهجمات الأوكرانية في منطقة دونيتسك (شرق). وسبق أن أعلنت روسيا ضمّ منطقة دونيتسك وثلاث مناطق أخرى في أوكرانيا.الأسبوع الماضي، قالت موسكو إن القوات الأوكرانية تستغل تمرد مجموعة فاغنر المسلحة داخل روسيا للإعداد. تأييد بوتين قال الكرملين أمس الخميس، إن بياناته تشير إلى استمرار التأييد القوي بين المواطنين الروس لما تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين.جاء ذلك في إطار رد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في إفادة صحفية على سؤال عن استطلاع للرأي، يشير إلى تساوي عدد المؤيدين لإجراء مفاوضات تنهي العملية العسكرية المستمرة منذ 16 شهرا في أوكرانيا مع عدد من يفضلون استمرار الصراع. وأضاف بيسكوف "تظهر البيانات التي لدينا شيئا مختلفا تماما، تأييد واسع النطاق للعملية العسكرية الخاصة وللرئيس". وتابع قائلا: "الأمر الرئيس بالنسبة للروس هو تحقيق الأهداف التي أمامنا، والتي صاغها الرئيس".