لم يدر بخلد الحاج المصري حسنين "75 عاماً" القادم من قرية بمحافظة دمياط المصرية أن الحج بمكةالمكرمة يتجاوز أداء الشعائر في أيام معدودة في المشاعر المقدسة، فيما سيظل أيام أخرى داخل سكنه الذي يفيض بالحجاج إلى حين موعد يوم التصعيد إلى المشاعر، لكن الحاج المصري لم يصدق أنه مدعو إلى ليلة مكّية لعدة ساعات، تنقله من مقر سكنه بحافلة فاخرة إلى مقر الاحتفال باستقبال الحجاج "مركاز العمدة" ليستقبل بماء الورد والحلوى والقهوة السعودية، ثم يعيش ذكريات نصف قرن من الحج قديماً إلى أن يعيش فعاليات ترفيهية وتوجيهية مع الضيافة السعودية. هذه ملامح لقصص وحكايات كثير من الحجاج وهم يعيشون ليال خالدة لن تطمس في ذاكرتهم وسط أجواء مغلفة بمشاعر رطبة بالحب والتقدير والكرم واللحظات الجميلة التي تشبع ذائقتهم. من جهته أوضح خالد المالكي - مدير مركز حي العمرة المنفذ للبرنامج - أن البرنامج يقدم حزمة فعاليات توجيهية وترفيهية وإنسانية، ويبث رسائل جميلة تعكس ثقافة وتعليم وكرم أبناء الشعب السعودي، ويبدأ بنقل الحجاج من مقار سكنهم إلى مقر الاستقبال واستقبالهم بماء الورد والحلوى والقهوة السعودية، ثم التجول في المعارض المقامة وهي معرض مكة قديماً وحاضراً ومستقبلاً حيث يجسد ملامح الحج والعمرة قبل 60 عاماً وكيف أصبحت وكيف ستكون مع رؤيتنا المجيدة، ثم معرض "مكة كلها حرم" الذي يقدم رسالة عدم الزحام والتعرض للإجهاد، ومعرض "رجال الوطن" الذي يبرز الأدوار الأمنية والخدمية لأبناء هذه البلاد المباركة في خدمة الحجيج من دخول الحجاج عبر المنافذ وإلى رجوعهم، ثم المعرض التوجيهي الذي يبث رسائل تكرس لحج حضاري ومنظم بلا مخالفات من عدم الافتراش أو حمل الحقائب في الحرم المكي أو عند الجمرات، ثم يقدم البرنامج الترفيهي بعدة مسابقات وفقرات منوعة ويختم بتقديم الهدايا التذكارية ثم تناول وجبة العشاء. وفي السياق ذاته قالت فتحية صلحي - حاجة مصرية -: أنتم شعب مسكون بحب الكرم وخدمة الحجاج، وأنا أعيش أجمل وأحلى اللحظات في رحلة لم أكن أتوقع أن تكون بهذا الجمال وهذه الحفاوة السعودية. ولم تحصر الآثار الرائعة لمركز استقبال الحجاج في ضيافة الحجاج فقط بل تجاوزت الحدود لتصل إلى تدريب أبناء السعوديين على فن وصناعة العمل التطوعي بتأهب عشرات الشباب السعوديين في خدمة الحجاج بكل متعة وبلا كلل أو ملل، فيما تكونت شبكات كبيرة من التعارف بين الحجاج أنفسهم وبين أبناء مكةالمكرمة المحتفين بضيوف بيت الله الحرام. وتحول مركاز العمدة إلى منصة إعلامية تبث آلاف الصور ومقاطع الفيديو ليلاً لدول الحجاج في قارات العالم وهم يرصدون احتفاء السعوديين بهم بطريقة عصرية وفاخرة وبكرم لافت. استقبال الحجاج بماء الورد ملامح الحج القديم تبهج الحجاج