بعد حراك استمر أكثر من ثلاثة أسابيع، عادت مقرات الضيافة التي أعدها أبناء مكةالمكرمة لحجاج بيت الله الحرام منذ قدومهم وحتى مغادرتهم، خاوية، بعدما كانت تستقبل في اليوم أكثر من مئات الحجاج. وفيما كان العناق سيد المشهد في الاستقبالات التي زينت أكثر من 28 حيا في مكةالمكرمة، وبدأت منذ 28 ذي القعدة الماضي، اختلطت الدموع بالعناق في لحظات التوديع، مع رحيل ضيوف الرحمن بعدما أدوا مناسكهم في سهولة ويسر. «عكاظ» تواجدت في أحد مقرات الضيافة التي تستقبل في اليوم الواحد قرابة 1000 حاج بمقر عمدة حي الروضة والششة، حيث أكد العمدة غازي الهذلي أنه يتم تجهيز مقر ضيافة في مركازه منذ 5 سنوات، ليستضيف الحجاج من كافة الدول من تركيا وإندونيسيا ومصر والسودان، ليعيشوا أجواء أخوية، يجلسون على الطاولات يتناولون الفاكهة ويرتشفون القهوة العربية مع حبات التمر التي أعجبتهم كثيرا فلا تسمع إلا عبارات الشكر لهذا البلد وأهله الكرماء، والكل يرفع يديه للسماء بأن يبارك الله عز وجل لمن قام على هذا العمل ومن جهزه ومن ساهم فيه فالحجاج يتبادلون الحديث مع أبناء البلد في جو أخوي تجدهم يتحدثون ويسألون وهم في فرح شديد. وأضاف: كلنا هنا نخدم ضيوف الرحمن، حيث يقوم الميسورون من أعيان الحي بدعم المركز بالمياه والفاكهة والقهوة والتمور التي يتم توزيعها على الحجاج، كما قام شباب الحي بالمشاركة في العمل، الكل متطوع يرغب في الأجر والمثوبة من الله، ونعيش هنا أجمل اللحظات رغم أننا نجهد أنفسنا حتى أن بعضنا ينام في بعض الأحيان بعيدا عن أسرته، لكن طعم الفرح يبدد كل هذا الجهد عندما نجد الكل يشكر والكل يدعوا لهذا البلد بالرخاء والأمن والاستقرار والعيش الرغيد فننسى كل التعب. وقال الهذلي: لا تستمع إلا لعبارات «شكرا جزاكم الله خيرا، وأنتم كرماء، رغبة في الأجر لقد أدخلتم السعادة إلى قلوبنا لن ننسى هذه الأيام التي قضيناها هنا معكم، منذ القدم وأنتم تقومون بالسقاية للحاج وتقدمون لهم الطعام وها أنتم تسيرون على ما سار عليه أجدادكم لقد خدمتم الحجاج خير خدمة وأدخلتم السعادة إلى قلوبنا» وغير ذلك من الألفاظ الجميلة. وفيما أصر حاج من تركيا على ارتداء الشماغ والعقال السعودي تعبيرا عن حبه لأهل هذا البلد، أحضر والده ليعبر عن شكره لكل أهل مكةالمكرمة بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة، مبينا أنهم يحرصون على الحضور في كل مساء لتناول القهوة والتمر، فيما تغمرهم السعادة بهذه الحفاوة. وأوضح الحاج الإندونيسي عبدالجليل خليل: كنت أتوقع أن هذا المكان هو مطعم عندما رأيت الناس متجمعين داخله، لكنني استغربت عندما دخلت أنا وزوجتي ورأيت أن كل ما يقدم مجانا، وجدت السعادة على وجوه الحجاج الإندونيسيين، لقد غمرتمونا بكرمكم». ويرى سيد فهمي (من مصر)، أنه عاش في هذا المكان أسعد اللحظات، وقال: في ضيافتكم لم نشعر بالغربة بل شعرنا كأننا في بلادنا بين أهلنا وذوينا، وكنا نحرص على الحضور يوميا مع عائلتي لزيارة هذا المكان وتناول القهوة والفاكهة والتمر وماء زمزم.. شكرا لكم». أبو أحمد طيار من تركيا أكد أنه في غاية السعادة، مشيرا إلى أن ينوي تسمية أحد الأماكن في اسطنبول باسم الروضة تيمنا بهذا الحي. وأشار المشرف على مركاز حي النزهة خالد المالكي، إلى أنه يتم استقبال ما يقارب 300 حاج يوميا، بواقع جنسية معينة كل يوم، حيث يتم نقلهم من مقر سكنهم إلى المركاز ليعيشوا اللحظات السعيدة في ضيافة أهل مكة، ثم نودعهم بالهدايا. من جانبه، أوضح الدكتور يحيى زمزمي الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة، أنه تمت الموافقة من قبل إمارة منطقة مكةالمكرمة على إقامة 86 احتفالا، وزعت على الأحياء، لتقديم واجب الضيافة للحجاج، وإقامة الألعاب التراثية، ومرافقتهم في جولات على الأماكن الأثرية والتراثية، وعقد اللقاءات مع أعيان مكةالمكرمة.