أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، أن دول المجلس تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة المخدرات، التي باتت آفة غزت العالم أجمع، تقتل حاضر شبابنا ومستقبلهم. جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي يصادف تاريخ 26 يونيو من كل عام. وأشاد معالي الأمين العام لمجلس التعاون بجهود جميع الجهات المعنية في دول المجلس بشكل خاص، والمجتمع الدولي بشكل عام في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتتجاوز الحدود والأوطان والقارات وتخلف آثاراً مدمرة على مستقبل مجتمعاتنا وتنميتها. وقال معاليه: إننا ندرك جميعاً أن مكافحة المخدرات تتطلب تعاوناً دولياً فعالاً وجهوداً مشتركة من قبل الجهات الحكومية والمدنية والأفراد، ونحن في دول مجلس التعاون نلتزم بتعزيز التعاون الدولي والتنسيق بين الدول في هذا المجال بوضع رؤية وآليات عمل منهجية لمحاربة هذه الظاهرة والوقاية منها، إضافة إلى تطوير الإجراءات والسياسات المعمول بها لمكافحتها، وذلك لهدف الوصول لعالم خالٍ من المخدرات بمحاربة تجارتها قبل وصولها لعالمنا، وتقديم العون لمتعاطيها بتوفير سبل العلاج لهم وإعادة إشراكهم في المجتمع ودمجهم مع أفراده بعد تعافيهم. وأضاف أن ظاهرة المخدرات عالمية الملامح والأبعاد، بسبب انتشارها الواسع عبر الدول والقارات، فإن مكافحتها تقتضي تعزيز أوجه التعاون بين الجهات المتخصصة في هذا المجال، وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية حتى يتسنى تطويقها، وشل حركة مهربيها، والحد منها عرضاً وطلباً، وهذا ما سعى إليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، من خلال مباركتهم السامية لإنشاء مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 2008م، والذي اتخذ من الدوحة مقراً له، ليشكل دافعاً قوياً لجهود دول المجلس في دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات. وشدد معاليه على أهمية توعية المجتمع بأضرار المخدرات وخطورتها وأثرها عليه بجميع فئاته، داعياً إلى توخي الحيطة والحذر من هذه الآفة وآثارها، ودعم الجهود الرسمية المبذولة لمكافحتها، والإسهام بكل الإمكانيات المتاحة لمواجهة تحدياتها، وحماية مجتمعاتنا منها، والنأي بشبابنا عن مآسيها، ليبقى الأمل كبيراً في أن يشكل هذا اليوم فرصة واعدة لتحقيق المزيد من التوعية بأخطار المخدرات وتحصين البشرية جمعاء من آلام هذه الآفة ومآسيها المفجعة، وتحفيز المجتمعات على المشاركة الفاعلة في مكافحة المخدرات وتظافر الجهود لمحاربة امتدادها داخل نطاقنا الجغرافي وخارجه، فالصحة هي توازن كل القوى، وانسجامها معاً.