لم يحالف التوفيق الملتقى الأول للكتاب والمؤلفين لجودة الإنتاج الفني الذي نظمه نادي الكتاب والمؤلفين في مركز الملك سلمان الاجتماعي مساء الأحد من الأسبوع الماضي برعاية ودعم هيئة المسرح والفنون الأدائية، فقد ساده فوضى وعدم الالتزام بوقت الندوات الثلاث، حيث ألغيت الندوة الثالثة بلا سبب مقبول، مما أغضب المشاركين فيها، وخرج البعض بعد الندوة الثانية، الفعالية الوحيدة التي تحسب للملتقى هي الورقة البحثية التي قدمها الدكتور سامي الجمعان الأستاذ المشارك في الدراما والسرديات بجامعة الملك فيصل بالأحساء والتي جاءت تحت عنوان (مسرحنا وأزمة الأثر الرجعي المجتمعي) في الندوة الأولى، والتي أشار فيها إلى وجود أزمة حقيقية بين مسرحنا السعودي ومجتمعه، موضحاً أنها قد تكون أزمة تواصل أو أزمة ثقة أو أزمة فن، مؤكداً أن العلاقة المعنية في ورقته، ليست جمهوراً يحضر بعض المسرحيات أو يشتري تذاكر أو أناساً معينة بالأمر، الحديث منصب على المجتمع بكل فئاته وتوجهاته وأجياله، حتى صرنا كما يقول: نحن أمام قضية تستحق التفاتة جادة من كل الوزارات والهيئات ذات العلاقة، إذا ما خيف على مستقبل المسرح ودوره المجتمعي، وقد طرح الجمعان على نفسه أسئلة ثلاثة، ما علاقة المسرحي السعودي بمجتمعه المحلي؟ هل حقق المسرح السعودي حضوراً اجتماعياً فاعلاً؟ هل ترك المسرح السعودي أثراً اجتماعياً واضحاً يمكننا قياسه؟ ليجيب على نفسه بالقول: بعيداً عن التزييف وعن المحاباة وعن المجاملة، إن المسرح له أثران، الأول أثر مباشر يتحقق جراء عرض المسرحية فينعكس أثره مباشرة على جمهور المشاهدين والمحيط الاجتماعي الذي شاهد العرض، وقد حدث هذا التأثير المباشر كما سماه د. سامي في مسرحيات سعودية تركت أثرها في حينه وما يزال أثر هذا الصدى، ومنها: مسرحية تحت الكراسي، ومسرحية ليلة النافلة، ومسرحية الأيتام، ومسرحية عقاقير وعقارات وطبيب رغم أنفه، هذه عروض ثبتت في ذهن المشاهد السعودي وانعكست إيجاباً على رؤيته لحضور المسرح السعودي في مجتمعه، والأثر الثاني غير مباشر تحقق عبر امتداد التجربة المسرحية، كنتيجة طبيعية لتراكمها وصيرورتها جيلاً بعد جيل، وهذا عليه خلاف كبير في كونه تحقق أو لم يتحقق، ويعزو د. سامي السبب إلى عدم تمكين المسرح ضمن برنامج المجتمع السعودي اليومي، ليصبح ذراعاً من أذرع الحياة الاجتماعية، ويعود الجمعان مرة أخرى من خلال ورقته البحثية ويتساءل، لماذا لم يتحقق ذلك لمسرحنا السعودي بحيث يحضر حضوراً مجتمعياً مؤثراً؟ فيخاطب الحضور بالجواب قائلاً: أضع أمامكم خمسة أسباب أدت إلى حالة الانسحاب المسرحي من الحياة الاجتماعية السعودية، أولاً: التحول عن مرحلة قوة حضور المسرح اجتماعياً التي عشناها في السبعينات والثمانينات، حيث كانت القضية الاجتماعية هي فرس الرهان في المسرح السعودي.. يتبع.