ما الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي من أدوار في المسرح؟ في البدء نتطرق الى مفهوم الذكاء الاصطناعي والذي كانت بداياته ظهرت في خمسينات القرن الماضي، عام 1950 عندما قام العالم "الن ماتيسون تورينج" بتقديم اختبار يقوم بتقييم الذكاء لجهاز الكمبيوتر وتصنيفه ذكياً في حال قدرته على محاكاة العقل البشري، إلا أن المصطلح بدأ علمياً عام 1956 في كلية دارتموث في هانوفر بأمريكا، خلال انعقاد مدرسة صيفية نظمها أربعة باحثين أمريكيين "جون مكارثي، مارفن مينسكي، ناثانييل روتشستر وكلود شانون" لكن فيما بعد شهدت الفترة 1980-1974 انخفاضاً في هذا المجال، وهي فترة عُرفت باسم شتاء الذكاء الاصطناعي، ومع مرور السنوات أخذ المفهوم بالانتشار مجدداً وانبثق عنه العديد من التقنيات والعلوم، وجاء تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية والدور المهم الذي يلعبه في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، فبعد أن نجح العلماء في تطوير ذكاء اصطناعي يحاكي الذكاء البشري، حيث اعتبر هذا التطور مهماً في تاريخ البشرية بعد أن أصبح موجوداً في كل مكان ليغزو كل مفاصل حياة بعض الناس اليومية في بعض دول العالم، كما بات يتطور بوتيرة سريعة لافتة للنظر ليمتلك القدرة على تغيير العادات اليومية، والنظرة للواقع الاجتماعي، لكن السؤال المفصلي الذي يطرح نفسه، هل الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة على البشرية؟ ما مميزاته وأضراره؟ وكيف سيؤثر على مستقبل حياتنا الاجتماعية؟ هذه الأسئلة وغيرها تبقى الإجابة عليها مازالت تحت قيد الدراسات والتجارب، أما السؤال الذي بدأنا به هذا المقال، ما الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي من أدوار في المسرح؟ فالإجابة عليه يقول عنها الكاتب عبداللطيف الزبيدي -وهو أديب تونسي وإعلامي وشاعر-: الذكاء الاصطناعي له أدوار لا تحصى في الموسيقى، من كتابة الأغنية والعزف إلى صنع آلات جديدة وعشرات الأشياء الفنية الأخرى، وفي المسرح لم يعد ضرباً من الخيال العلمي، فقد انطلق العمل المسرحي الاصطناعي ورفع الستار عنه تحت عنوان "عندما يكتب الذكاء الاصطناعي مسرحية" وهي أول مسرحية يكتبها الذكاء الاصطناعي، مدتها ستون دقيقة، عرضت أول مرة في أغسطس 2021 في العاصمة التشيكية براغ، أخرجها المسرحي التشيكي "دانيال هربك" قصة المسرحية رائعة من إبداع الذكاء الاصطناعي، تروي ملحمة روبوت مات صاحبه فقادته معاناة الترحال إلى اكتشاف المجتمع والموت والمشاعر، ومع أن مشاهد المسرحية غير مترابطة ولا تسير طبق أيّ نمو منطقي، إلا أنها أظهرت الأبعاد الفلسفية والعاطفية فيها شديدة التفجر والتوهج، انتهى كلام الكاتب الزبيدي وبقي أن نقول: إن مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي سيقود الذهن إلى مستقبل مسرحي جديد ومختلف، فنحن في دنيا العجائب، ولماذا العجب؟ فقد تشهد الثقافة العالمية، بعد جيلين مؤتمراً تعقده الروبوتات تحت عنوان "جنون أبو الفنون" مع دعواتي للمسرح والمسرحيين بسلامة عقولهم من الجنون.