بفضل علوم النانوتكنولوجيا، اقتحمت المعلوماتيّة جبهة اكتشاف الكون عبر صنع «الأقمار الاصطناعيّة المصغّرة» («مينتشار ساتلايت» Miniture Satellite). وظهرت في «وادي السليكون» الأميركي مجموعة من الشركات المختصة بال «مينتشار ساتلايت» على غرار «ديجيتال غلوب» Digital Gloge و «إيرباص ديفانس أند سبايس» Airbus Defense & Air، لكن الصدارة آلت إلى شركة «آلفابيت» Alphabet التي يعرفها الجمهور جيّداً باسمها القديم «غوغل»! وإذ استطاعت تلك الشركات تقليص الأقمار الاصطناعيّة إلى ما يشبه مكعّبات الألعاب التي تحمل باليد، انخرطت في نشر أساطيل من ال «مينتشار ساتلايت» لتنزنر المدارات الفضائيّة القريبة من الأرض. ويتوقّع أن تطوق الأرض قريباً بأسطول أقمار اصطناعيّة يفوق مجموع ما أطلق منذ القمر «سبوتنيك» (1957) بقرابة عشرة أضعاف. (أنظر «الحياة» في 16 تشرين أول (أكتوبر) 2016). وبفضل تلك الأقمار الاصطناعيّة عينها، تمكّنت شركة «تيرابيلا» Terra Bella المتفرعة عن «غوغل»، من صنع أول شريط فيديو فضائي من النوع العالي الدقّة «آتش دي». (أنظر «الحياة» في 16 كانون أول (ديسمبر) 2016). في 2016، تمكّنت أوروبا من مواصلة المنافسة الصعبة مع أميركا وروسيا، عبر بدئها بتشغيل نظام «غاليليو» الذي يشبه نظام «جي بي أس» الأميركي و «غلوناس» الروسي و «باييدو» الصيني. وفشلت تجربة السيارة الروبوت في وصولها التجريبي الأول للشوارع، على نحو ما كان ليفاجئ شخصاً كالبروفسور مارفن مينسكي، وهو اختصاصي مرجعي في الذكاء الاصطناعي، رحل في ربيع 2016 عن عمر ناهز ال88 سنة. إذ دأب مينسكي على «إزعاج» الاختصاصي سباستيان ثور الذي أشرف لسنوات طويلة على مشروع «غوغل» للسيارة الذاتية القيادة. إزعاج؟ ببساطة، لأن مينسكي كان يقدّر أن القفزة النوعيّة فعليّاً في الذكاء الاصطناعي تحدث عندما تتمكّن الآلات من محاكاة الذكاء البشري في ملمحه الأشد تميّزاً: ابتكار ما لم يجر تعلّمه سابقاً واستنباط ما ليس مخزّناً في الذاكرة. وعلى رغم عمل مينسكي في مشاريع أثبتت تألّقها في الذكاء الاصطناعي ككومبيوتر الشطرنج الذي ما زال متفوّقاً على أدمغة البشر، إلا أنه ظل يعتقد أن هناك «شيئاً ما ناقصاً» في ذكاء الآلات. هل يشهد العام المقبل تلك القفزة، أم تنتظر البشرية أعواماً اخرى؟ لننتظر ولنر.