بدعم من الشريك الأدبي وهيئة الأدب والنشر والترجمة؛ أقام مجتمع الكتابة ورشة تدريبية بعنوان "الكتابة الإبداعية للقصة القصيرة" قدمها الروائي الكويتي طالب الرفاعي على مدى يومي 5و6 مايو في الرياض، حضر الورشة خمسة وعشرون متدرباً ومتدربة من المهتمين بالكتابة القصصية، تم قبولهم بين أكثر من سبعين شخص تقدموا للورشة. وتضمنت الورشة الحديث عن الفن وأهميته في معالجة القضايا الإنسانية وأبديّته طالما بقي الإنسان، ليتحدث بعد ذلك عن الأجناس الأدبية ويفصّل في تعاريف القصة القصيرة ومضامينها وعناصرها. بعد ذلك تحدث بشكل أكثر عمقًا عن بناء الشخصيات والزمن وبيئة القصة والحبكة واللغة وصيغ الكتابة وضرورة التشويق في الكتابة وغيرها من التفاصيل الفنية الخاصة بالقصة القصيرة، مع استعراض لعدد من القصص القصيرة العربية والمترجمة لرواد القصة القصيرة مثل يوسف إدريس وتشيخوف، ومناقشة لآراء المشاركين وتجاربهم. كما شاركت الروائية السعودية أميمة الخميس بالورشة من خلال تقديمها شهادة أدبية حول تجربتها الإبداعية، والتي تحدثت فيها عن تنقلها من كتابة القصة والرواية والفرق بينهما، وضرورة عدم استسهال كتابة القصة باعتبارها عتبة مرور لكرنفال الرواية، وأن التكثيف الموجود في القصة القصيرة أصعب من الإسهاب الموجود في الرواية. أكّد الروائي طالب الرفاعي في الورشة على أن الفن يعمل دائماً على وصل الفرد، فكرياً وأدبياً ومعرفياً، بالجموع البشرية القريبة منه والبعيدة عنه. كما بيّن أن القصة القصيرة حاضرة وباقية مهما زاحتمها الأجناس الإبداعية الأخرى وأن الفنون الأخرى عالة على الكتابة التي تسبقها. شدد الروائي طالب الرفاعي على أن الكتابة الإبداعية تعتمد على الموهبة، ولكنها بحاجة إلى على عناصر كثيرة للنهوض بها، مثل صقلها بالقراءات المتنوعة والمستمرة للتعرف على أنواع الآداب والفنون، والتأمل في تجارب الحياة وخبراتها، ودراسة واستيعاب العناصر الفنية المكوّنة للجنس الأدبي، والأسس العلمية للكتابة الإبداعية، وكذلك التدريب المستمر على الكتابة، وتجويد الكتابة بمزيد من الكتابة، وغير ذلك من الأدوات المهمة للكاتب في رحلته الكتابية. يذكر بأن "مجتمع الكتابة" مبادرة شبابية تهتم بمساعدة الكتاب على إنجاز أعمالهم وتطوير مهاراتهم وتحسين مخرجاتهم الكتابية من خلال عدة مسارات، ( مجلس الكتابة: وهو لقاء دوري يجمع المعتمين بالكتاب من أجل التفرغ لكتابة نصوصهم وإنجاز مهامهم، معمل الكتابة: وهو برامج تأهيلية ودورات تدريبية وورش عمل عملية في مختلف مجالات الكتابة، تعتمد على البعر العلمي، ملتقى الكتابة: هو مسار مخصص للمحاضرات والجلسات الحوارية حول الكتابة وقضاياها بهدف تبادل الخبرات، معتكف الكتابة: هو مخيم لعدة أيام يتخلله العديد من الأنشطة لمجموعة متخصصة من المشاركين بهدف إنجاز تقدم كبير في المشروع الكتابي، مدونة الكتابة: وهي منصة إلكترونية لنشر مخرجات المجتمع والإعلان عن الفعاليات وتبادل الخبرات حول الكتابة).