أقام مجتمع الكتابة ورشة تدريبية بعنوان "الكتابة الإبداعية للقصة القصيرة" قدمها الروائي الكويتي طالب الرفاعي على مدى يومين في الرياض، وقد حضر الورشة خمسة وعشرون متدرب ومتدربة من المهتمين بالكتابة القصصية، تم قبولهم من أكثر من سبعين شخص تقدموا للورشة. قسم المدرب المادة التدريبية على يومين، والتي تضمنت الحديث عن الفن وأهميته في معالجة القضايا الإنسانية وأبديّته طالما بقي الإنسان، ليتحدث بعد ذلك عن الأجناس الأدبية ويفصّل في تعاريف القصة القصيرة ومضامينها وعناصرها. بعد ذلك تحدث بشكل أكثر عمقًا عن بناء الشخصيات والزمن وبيئة القصة والحبكة واللغة وصيغ الكتابة وضرورة التشويق في الكتابة وغيرها من التفاصيل الفنية الخاصة بالقصة القصيرة، مع استعراض لعدد من القصص القصيرة العربية والمترجمة لرواد القصة القصيرة مثل يوسف إدريس وتشيخوف، ومناقشة لآراء المشاركين وتجاربهم. كما شاركت الروائية السعودية أميمة الخميس بالورشة من خلال تقديمها شهادة أدبية حول تجربتها الإبداعية، والتي تحدثت فيها عن تنقلها من كتابة القصة والرواية والفرق بينهما، وضرورة عدم استسهال كتابة القصة باعتبارها عتبة مرور لكرنفال الرواية، وأن التكثيف الموجود في القصة القصيرة أصعب من الإسهاب الموجود في الرواية. أقيمت الورشة في مكتبة صوفيا بدعم من الشريك الأدبي وهيئة الأدب والنشر والترجمة، ضمن البرامج التي يقدمها "مجتمع الكتابة" والتي يسعى فيها إلى تأهيل الكتّاب في مهارات الكتابة وأدواتها من خلال مجموعة من المسارات المتكاملة مثل مجلس الكتابة ومعمل الكتابة وملتقى الكتابة. أكّد الروائي طالب الرفاعي في الورشة على أن الفن يعمل دائماً على وصل الفرد، فكرياً وأدبياً ومعرفياً، بالجموع البشرية القريبة منه والبعيدة عنه. كما بيّن أن القصة القصيرة حاضرة وباقية مهما زاحتمها الأجناس الإبداعية الأخرى وأن الفنون الأخرى عالة على الكتابة التي تسبقها. شدد الروائي طالب الرفاعي على أن الكتابة الإبداعية تعتمد على الموهبة، ولكنها بحاجة إلى على عناصر كثيرة للنهوض بها، مثل صقلها بالقراءات المتنوعة والمستمرة للتعرف على أنواع الآداب والفنون، والتأمل في تجارب الحياة وخبراتها، ودراسة واستيعاب العناصر الفنية المكوّنة للجنس الأدبي، والأسس العلمية للكتابة الإبداعية، وكذلك التدريب المستمر على الكتابة، وتجويد الكتابة بمزيد من الكتابة، وغير ذلك من الأدوات المهمة للكاتب في رحلته الكتابية. جانب من الحضور