عقدت جلسة المؤتمر الدولي للسياحة والاستثمار السياحي في الشرق الأوسط اجتماعها السنوي خلال سوق السفر العربي 2023 لاستكشاف التوقعات الاقتصادية للسياحة الإقليمية، حيث سلطت الجلسة الضوء على العلاقة الوثيقة بين الاستدامة والاستثمار في هذا القطاع وكذلك الفرص المتزايدة للمرأة في صناعة السياحة في الشرق الأوسط مع التركيز بشكل رئيسي على سلطنة عمان. وتمت إدارة القمة من قبل جيرالد لوليس، مدير المؤتمر الدولي للسياحة والاستثمار وسفير المجلس العالمي للسفر والسياحة، بحضور كل من: نيكولاس ماير، مسؤول مركز بي دبليو سي العالمي للتميز في السياحة والضيافة ونيكولاس ماكلين، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة سي بي آر إي الشرق الأوسط. وتعد المملكة العربية السعودية كمنطقة نمو خاصة لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سجلت المملكة وصول 93.5 مليون سائح في عام 2022. وتعليقًا على وضع الاستثمار في السعودية، قال ماير: "في المملكة العربية السعودية هناك تسارع ليس فقط في زيادة عدد الفنادق والغرف فحسب، ولكن من الوجهات الكاملة التي تنطوي على عدد من فئات الأصول المختلفة، سواء كان ذلك في مجال الترفيه أو بناء القدرات البشرية أو الخبرات، حيث يُنظر إلى صناعة السياحة على أنها قطاع تحويلي عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهداف الاستدامة التي أصبحت شرطاً رئيسياً للاستثمار في المملكة". وأدار سمير هاشمي، مذيع بي بي سي موضوع الاستدامة من جلسة المؤتمر الدولي للسياحة والاستثمار، ومن بين المتحدثين الآخرين في هذه الجلسة كل من: عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي لمجلس ترويج السياحة المصري، عبد الرزاق عربيات مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية، وإدموند بارتليت، وزير السياحة في جامايكا، وراكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة، و ماهر أبو نصر، نائب الرئيس للعمليات لفنادق ومنتجعات آي إتش جي في المملكة العربية السعودية؛ وحمزة فاروقي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Millat Investments. فيما يتعلق بالتحديات التي تطرحها الاستدامة على صناعة السياحة، فقد تم تسليط الضوء خلال القمة على مواءمة السياسات الخضراء عبر القطاعين العام والخاص كأولوية، حيث يعد التعاون العالمي عبر البلدان أمرًا حيويًا أيضًا لتحقيق هدف الاستدامة المشترك. ووفقًا لمنظمة التجارة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تشكل النساء 54 ٪ من القوة العاملة في السياحة على مستوى العالم، وتشكل النساء ما يقرب من ربع وزراء السياحة، حيث ناقشت إليزابيث ماكلين، العضو المنتدب المشارك لشركة هيردويك كوميونيكاشنز الفرص المتاحة للمرأة في مجال السياحة، إذ قامت بإجراء مقابلة شيقة مع الدكتورة لبنى بدر سالم المزروعي، مديرة استثمارات التنويع الاقتصادي بهيئة الاستثمار العمانية خلال جلسة مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتعد السياحة واحدة من الصناعات الرئيسية في عمان والتي تساعد على تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل للسكان المحليين، حيث أنشأت الحكومة العمانية كلية عمان للسياحة في عام 2001 في إطار جهودها لتعزيز صناعة السياحة في المنطقة، وعندما تم افتتاح المنشأة لأول مرة كان هناك ما يقرب من 80 طالبة وارتفع هذا العدد إلى 400 في عام 2023، حيث يعمل النساء الآن عبر عدة مجالات من صناعة السياحة المحلية في كلٍ من: الفنادق وشركات الطيران والمطاعم والجولات. واختتمت المزروعي حديثها قائلة: "الجدير بالذكر أنه عندما تأسست وزارة السياحة في عمان في عام 2004 كانت المرأة هي أول وزير للسياحة في السلطنة، وهدفنا هو خلق 500,000 فرصة عمل في السياحة العمانية بحلول عام 2040، حيث نقوم بتنفيذ مبادرات جديدة للتعليم والتدريب والتوظيف لتعزيز قطاع السياحة العماني بشكل أكبر، ولدينا قسم مخصص لرأس المال البشري يشرف على جميع احتياجات القطاع ويتم إدارته في الغالب من قبل النساء". الذكاء الاصطناعي التوليدي ومن جهة أخرى، تستقطب أنشطة الذكاء الاصطناعي التوليدي والأنشطة البيئية والاجتماعية والحوكمة أعلى مستويات الاستثمار في تكنولوجيا السفر في الوقت الحالي، وفقًا لشركة بلج آند بلاي المتخصصة بالابتكار، حيث شارك خبراء من شركة سيليكون فالي التي تتخذ من وادي السيليكون مقراً لها مجموعة من الأفكار حول أحدث اتجاهات الاستثمار على مسرح ترافيل تك في معرض سوق السفر العربي 2023 الذي سيختتم فعالياته اليوم في مركز دبي التجاري العالمي. استكشف متخصصو الابتكار خلال ثالث أيام المعرض كيفية تأثر شركات السفر الناشئة بالرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي والمخاوف من الركود العالمي كجزء من جلسة بعنوان "اتجاهات الاستثمار الرائدة في مجال تكنولوجيا السفر". وأشارت كريستي تشوي، مستثمر تقني مبكر في شركة بلج آند بلاي، إلى أن استثمار رأس المال الاستثماري قد شهد تراجعًا دراماتيكيًا في النصف الثاني من عام 2022، وهو اتجاه استمر حتى الربع الأول من عام 2023، حيث صرحت قائلة: "لا تزال هناك مليارات الدولارات التي يمكن ربحها عبر العديد من الاستثمارات، حيث تميل ديناميكيات جولة تكنولوجيا السفر إلى اتباع أنماط مماثلة لسوق التكنولوجيا الأوسع، ونحن نشهد تركيزًا متزايدًا على الربحية والكفاءة النقدية في هذا القطاع". وأردف تشوي قائلة: "إن قطاع السفر كان يقود المنحنى من حيث الاستثمار التوليدي في الذكاء الاصطناعي واعتماده، حيث يتم الاستفادة من هذه التقنية لتحسين تجربة العملاء من خلال تسهيل تخطيط الرحلة وأتمتة عمليات الاسترداد ودعم إنشاء المحتوى، وأوضحت أن الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات هو أيضًا محور تركيز رئيسي لقطاع تكنولوجيا السفر مع الاستثمارات المستمرة في تقارير البيانات الشفافة ووقود الطيران المستدام الذي يعمل على تعزيز نمو السياحة المسؤولة، وفي الوقت نفسه، فإن الاقتصاد المؤثر "يدفع الأعمال بعيدًا" عن وكالات السفر عبر الإنترنت، حيث تتطلع الشركات إلى استقطاب وجذب الجيل "زد (Z)" من خلال دمج الحجز المباشر في قنوات صانعي المحتوى. وانضم مايك سونغ، مدير نجاح شركاء السفر والضيافة لدى شركة بلج آند بلاي إلى ناتالي سيتير، مديرة المنتجات في شركة أو إيه جي (OAG) إلى خشبة مسرح ترافيل تك لإجراء محادثة حول اتجاهات الاستثمار في تكنولوجيا السفر. وفي حديثه عن الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في صناعة السياحة، صرح سونغ قائلاً: "سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى كيف تتم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة بين موردي السفر في عالم ميتافيرس الافتراضي، حيث هناك الكثير من التجارب التي تحدث في ميتافيرس، وبالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي فالأمر لا يتعلق فقط بالنص فحسب، بل إنه يتعلق أيضًا بالصوت والفيديو والرسومات، لذا أعتقد أن هذه التكنولوجيا ستزيد من سرعة حلول الجيل الثالث للويب خاصة في قطاعي السفر والضيافة". تنعقد النسخة الثلاثين من سوق السفر العربي كجزء من أسبوع السفر العربي الذي يقام في الفترة الممتدة من 1-10 مايو 2023، وهو مجموعة من الأحداث المخصصة لتمكين المتخصصين والمهنيين في هذا المجال من جميع أنحاء العالم للتعاون والاستفادة من فرص السوق من خلال المعارض والمؤتمرات وجلسات الإفطار والجوائز وإطلاق المنتجات وأحداث التواصل.