يؤثر على الشاعر عامل خارج عن إرادته يفرض عليه التفاعل، وموقف له مع الشاعر ارتباط مشاعر، وهذا لا خلاف حوله، فهو المحفز الأول للشاعر، بل ومحفز إجباري ومحرض لا يهدأ. لكن قد تمنع التعبير ظروف كثيرة: اجتماعية وشخصية وعلاقات وتقدير نتائج تكون فوائدها أقل من ضررها، فتبقى مشاعر الشاعر طي الكتمان لا طي الإحساس. وهذا العامل المؤثر على الشاعر كإنسان، ليس عليه وحده بل لا بد أنه مر على أكثر من شخص، كلهم تأثرت مشاعره وأحاسيسه، وربما تأثرهم أكبر واقوى، باعتبار أن الهمّ مشترك والكل في المواقف المشتركة وحدة واحدة، ولكن الشاعر مختلف عن غيره كونه يعبر عن ردة الفعل التي تأثر بها، حيث يملك موهبة الشعر والتعبير به، بينما غيره يفتقد وسيلة التعبير تلك، ويبقى شعوره حبيس نفسه. وهذه ميزة عند الشاعر وفي الوقت نفسه مسؤولية كبرى. وما دمنا بصدد المسؤولية فالشاعر أحيانا يجبر شعوره على أن يشارك ولو لم يستجب ذلك الشعور ابتداء. فيشارك الشاعر بقصيدة اجتماعية أو توجيه وتحذير أو دعم لجوانب وطنية فهو عضو اجتماعي يستشعر أن عليه واجبا ما، وليس من الوفاء انتظار قريحة تتحرك في وقت يفوت أو زمن يمضي أو مناسبة حاضرة والغياب عنها نقصير. يقول الشاعر عبدالله بن زويبن -رحمه الله-: سمعت لي كلمة مدري وش اقصاها حزت بنفسي وأنا مانيي هارجها لوكل كلمة إلى جتنا طردناها بعنا الثمينة بسعر مايخارجها لو مرت السمع ماكنا سمعناها ونقفل الراس عنها لا يبرمجها ومن يم هذا لهذا مانقلناها والناس واجد وتلقى من يروجها من جابها بين خلق الله وداها لو به مراجل ترى نفسه يسمجها ومن عامل الناس عن سابق خطاياها يقعد بدار خلا ماداج دايجها في كنة تكوي الجربوع رمضاها وتابس غصون الشجر من حر واهجها والناس بالحق حكم الشيخ ما ارضاها ماتقنع الناس لو انك تحججها ياللي تبا الطيبة خذها وعطناها وخل الطريفة طرية لا تثلجها وأقضب طريق الأوادم وامش ممشاها اتبع دروب العرب وأدرج مدارجها وأرسم لنفسك حدود ولا تعداها من حط نفسه بدرب الضيق يحرجها وان كان نفسك هواها قام ينحاها حط الأعنة بروس الخيل وأسرجها وفكر بمنكافها قدام مغزاها واضرب حساباتها وتشوف ناتجها وكل بعضده يموح الدلو برشاها وتلقى كبود الظوامي من يبرهجها وان كان توك على صدرك تهجاها حنا ترانا ندرس في مناهجها من يم مصباحها نبعد معشاها إلى قعد راعي الضالع يدرجها لو هي صعيبة إلى انعاجت عدلناها واللي تجي مستقيمة ما نعروجها نهتم في وزنها وابرام معناها ومن الكرستال واللولو نتوجها مثل الجواهر ليا منا نظمناها وسلوكها من جديد الزري ننسجها مخايل ترتدم والصدر منشاها لا دك بالبال داكوك يهيجها وليا أمطرت ضاقت الوديان في ماها تاخذ إلى الحول ما يبست مدالجها وان صدت الناس عنا ما اعترضناها ما تقفي الناس عنا ونتولجها وإن جاتنا الطيبة بالطيب زدناها الطيبة بالعسل والسمن نمزجها وان جاتنا الثانية نصبر ونرفاها يمكن إلى فاق راعيها يعالجها وان عادها عودة ماعاد ينساها من حربة في صميم الصدر نولجها مسمومة يبلش الدكتور بدواها مايقنع الخبل لين أنه يلامجها ويقول الشاعر فهد إبراهيم المفرج: العين هلّت مدامعها ياالله يا قابل التوبة تعز نفسي وتقنعها يا معطي العبد مطلوبه الارض جفت منابعها والآدمي ما اكثر ذنوبه والنفس تهوى مطامعها وهي عن الغيب محجوبه شاخت على قلب طايعها لين اطلق الخير و دروبه الله كريمٍ يسنّعها دام الفتى ساتره ثوبه ليالي العمر ما اسرعها تمضي والآجال مكتوبة نفرح بالايام نقطعها وهي من العمر محسوبة ويقول الشاعر نايف أبا العون: نلهى ونخطي ونذنب والله الغافر والمؤمن اللي بربه ما اختلف ظنه مرهي علينا عطاه وخيره الوافر من غيره اللي له المعروف والمنة لكن قبل ما يجيك الدور وتسافر حاول تكثّر رصيد الفرض والسنة الموت مكتوب للمسلم وللكافر والفرق باللي يموت ويدخل الجنة نايف أبا العون فهد المفرج عبد الله بن زويبن ناصر الحميضي