فشل ذريع وصلت له البرامج الحوارية التلفزيونية السعودية، هذه حقيقة أثبتتها أكثر من 15 حلقة حوارية لأكثر من برنامج حواري سعودي على قنوات متنوعة، لم ترسخ بالذاكرة وتثير الجدل إلا حلقة الإعلامي داود الشريان (اللي كب العشاء) كما نطلق عليه بالعامية السعودية، أي تحدث بكل ما مر عليه خصوصاً خلال مسيرته الإعلامية باختصار وتناوله أسماءً بعضها كان ممنوع الاقتراب منها بالنقد، وكان اللافت رد عبدالرحمن الراشد عليه وإن كان رد مع احترامي غير مقنع نوعاً ما، ولكن جرأة الشريان المعهودة تناولت الراشد وفتحت أموراً عديدة حول قناة العربية على وجه التحديد وأسلوب إدارتها، الشريان انتشل برنامج عبدالله المديفر الذي لم يكن بمستوى الأحداث بالفعل، فكان برنامجه لهذا العام وكأنه مجاملات أو ضيوف علاقات عامة، مع احترامي للجميع، فمع اتفاقنا أو اختلافنا مع حديث الشريان، إلا أن الحقيقة تقول إنه هو الأبرز حوارياً هذه العام، وفتح ملفات من المهم تناولها إعلامياً وأيضاً قانونياً ولابد من انتظار وجهة نظر "نزاهة" ببعض الفقرات التي تطرق لها الحوار. أما علي العلياني فلا تعليق على برنامجه، فلو قدمه على منصة "تك توك" كان أفضل، لأن الحوارات الراقية ليس مقياسها المشاهدات التافهة حتى لو وصلت لملايين المشاهدات لأنها آنية ولا تعني شيئاً، وهذه حقيقة إلا إذا كان مسؤولو التلفزيون يهمهم هذا الأمر على حساب جودة الضيوف والحوار المتزن، وهذا السقوط للعام الثاني على التوالي طبيعي لأن توجه الإعلامي وفقدانه لأدواته ونجوميته تجعله يتعلق "بالقشة" أو بشخصيات نتقبلهم بالتفاهات ولكن لا يمكن أن نحترم تقديمه بصورة المفكرين أو المفيدين للمجتمع، وهذه حقيقة أستغرب أن تكون على قنوات يفترض أنها على الأقل تحترم المشاهد، والحال كذلك مع سامي الجابر الذي نتقبله كلاعب ونجم سابق فقط، ولكن نحاول استغلال تواجده النشط على وسائل التواصل الاجتماعي ونقدمه كمحاور تلفزيوني يحاور شخصيات فكرية وعلمية وإدارية فهذا الأمر غير مقبول ومثير للشفقة على النجم السابق! وإذا انتقلنا من البرامج الحوارية المباشرة للبرامج التي تشابهها ولكن بالأسلوب السردي للضيوف، نجد أن "حكاية وعد" ورغم أنه جمع كمية كبيرة من الوزراء والمسؤولين ولكنها عانى من التكرار وعدم الاستفادة من الضيوف بصورة أفضل، والحال كذلك مع برنامج "الراحل" والذي من وجهة نظري كان لا يحتمل أكثر من موسمين فقط، أما برنامج "اللقاء من الصفر" فتم إجهاضه بوقت بثه بعد أن كان بالفترة المميزة بالسنوات الماضية، كما أن البرنامج ورغم براعة الزميل مفيد النويصر إلا أنه أيضاً لا يحتمل هذه الاستمرارية التي قد تؤثر على النجاحات الكبيرة في الأعوام الماضية. البرامج الحوارية الإعلامية من نجاحها يتم توثيقها بكتب ويتم الاستعانة بفقرات كبيرة من الحوار كدلائل وتجارب حياتية، ولكن وليعذرني من تناولتهم والذين اعتادوا على المجاملات بالكتابة عنهم، لا ينطبق عليهم المأمول من مفهوم الحوار التلفزيوني الاحترافي.