العلاقة بين السعوديين وقيادتهم فريدة من نوعها في الشكل والمضمون، كما أنها تتمتع بخصوصية استثنائية، تنطلق من التفاف المواطن حول قيادته في جميع الأوقات والظروف، وتتجلى مظاهر هذه العلاقة في أروع صورها، أثناء المناسبات الوطنية والمواقف الصعبة على حدا سواء، وفيها يُظهر المواطن مشاعر الحب والتأييد والمبايعة، ويبعث معها أيضاً برسائل الشكر والعرفان والتقدير إلى ولاة الأمر، الذين لا يدخرون جهداً من أجل إسعاد المواطن وتأمين احتياجاته. ولعل المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم التي يخصص حكامها أياماً أسبوعية، وبصورة منتظمة للقاء المواطنين، ومعرفة احتياجاتهم ومطالبهم، والأهم من ذلك تعزيز التقارب، وفي هذا الإطار حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - على استقبال المواطنين في بداية شهر رمضان، وهو ما يعكس تقدير واعتزاز سموه بالشعب السعودي، الذي وصفه في مرات عدة بأنه أغلى ما يملكه هذا الوطن. استقبال سمو ولي العهد المواطنين يعكس اهتمام سموه بتعزيز الروابط الاجتماعية مع كل أفراد المجتمع، وخصوصًا في هذا الشهر الفضيل، في تأكيد على نبل القيم الإنسانية السامية التي تُرسّخ طبيعة العلاقة بين القائد وأبناء وبنات شعبه، والتي تمتاز بالتلاحم والولاء والوفاء. ولطالما احتل المواطنون في المملكة موقع الصدارة والأولوية في أحاديث ووجدان سمو ولي العهد؛ لما لهم من دور مهم وبنّاء وحيوي في خدمة الوطن، ودعم مشروعاته التنموية الطموحة، ويأتي الاستقبال مُعززًا لهذا الوفاء المتبادل بين القيادة والشعب. يضاف إلى ما سبق، حرص ولي العهد على الالتقاء بالعلماء في اللقاء ذاته، وهو ما يُجسّد الاهتمام والعناية الفائقة من القيادة بالعلماء الذين لهم دور مهم، لا يستهان به في التوعية وترسيخ شعور الولاء والانتماء إلى هذا الوطن. وتعود خصوصية العلاقة بين القيادة والشعب إلى أسباب كثيرة، أبرزها شعور ولاة الأمر الصادق بأنهم من هذا الشعب وإليه، وهو ليس مجرد شعور داخلي، وإنما اتخذ أشكالاً عملية، وباتت قوة الترابط بين القيادة والشعب من أبرز الملامح التي تميز المملكة، منذ عهد الملك المؤسس، الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، الذي أرسى قواعد هذه الدولة على أساس انفتاح المسؤولين على الشعب، في تواصل مباشر لا تحكمه بيروقراطية المناصب، ولا تمنعه إجراءات روتينية.