صورة من صور التلاحم بين الشعب وقيادته تتجسد كل يوم في هذه البلاد العزيزة، ولقد كان مشهد البيعة الذي جرى مساء البارحة في قصر الحكم بمدينة الرياض لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، ومبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع يمثل أعمق صور هذا التلاحم والوفاء حينما توافد أهل الحل والعقد من أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء وأصحاب الفضيلة المشايخ والوزراء وشيوخ القبائل وأعضاء مجلس الشورى والمسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموع المواطنين الذين توافدوا على قصر الحكم، إنما يعبر عن التفاف الأمة خلف قائدها والولاء له وتنفيذ إرادته في إعطاء البيعة لمن اختاره عضداً وسنداً له ممن هم محل الثقة والعزيمة والإرادة التي يتوسمها فيهم مليكنا وراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - وهنا يبرز أيضاً التفاف المواطنين على كلمة واحدة عنوانها السمع والطاعة، ولعل أبرز ما يؤكد مشهد البيعة الرائع في قصر الحكم تقديم البيعة لسمو ولي العهد ولسمو ولي ولي العهد من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ومن سماحة مفتي المملكة، وهنا نلمس تأكيد الحضور لأحفاد المؤسس في ولاية العهد وولاية ولاية العهد مما يعني تكريس صلابة مؤسسة الحكم وسلاسة تداول السلطة، للسير بهذا الوطن الغالي نحو الرفعة والبناء والتطوير ومواجهة التحديات التي تشهدها الأوضاع الإقليمية والدولية وتتطلب الدفع بالمزيد لتحقيق هذه الأهداف. لقد أكد "مشهد البيعة" بهذا الحضور الكبير وهذه الحشود من أبناء الوطن الذين توافدوا على قصر الحكم منذ ساعات النهار الأولى من جميع المدن والمحافظات الحب والاحترام والولاء والسمع والطاعة للقيادة من أبناء هذا الوطن الأوفياء، الذين بالمقابل يجدون التقدير والاحترام من قيادتنا الرشيدة لكل مواطن على كل شبر من أرجاء هذا الوطن الغالي. وليس بمستغرب على قيادة اتخذت من الشريعة الإسلامية دستوراً ومرتكز حياة، وقابلت الوفاء بالوفاء، ولعل هذه الصورة التي شهدناها كانت أبلغ من كل وصف ولعلها صورة من الحب والولاء سوف تتكرر اليوم وغداً في قصر الحكم بمدينة الرياض وفي جميع إمارات مناطق المملكة ومحافظاتها وممثليات المملكة بالخارج ليتشرف الأمراء والمحافظون وممثلو ولي الأمر بالخارج بأخذ البيعة نيابة عن سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، وهذا جزء من التخفف من ولي الأمر - حفظه الله - على المواطنين ليكفيهم تكبد عناء السفر إلى قصر الحكم بالرياض.