الأشخاص من ذوي الإعاقة لديهم درجات متفاوتة من الاحتياجات، احتياجاتهم تشبه تماماً أولئك الذين يتمتعون بجسد خالٍ من أي إعاقة، لذلك تسعى المجتمعات إلى الاهتمام الكبير بهم وتقديم الخدمات المناسبة لهم، وتذليل كل القيود التي تحول دون مشاركتهم في المجتمع؛ ليمارسوا القيام بأنشطتهم المعتادة؛ مثل: الرعاية المصاحبة، والوصول السهل إلى المباني، ووسائل النقل العام، والأرصفة وما إلى ذلك. حتى الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة، عندما يحصلون على خدمات رعاية صحية جيدة والمعدات اللازمة، يصبحون قادرين على القيام بمهام مماثلة كتلك التي يقوم بها الأشخاص العاديون. ويعرف ذوو الاحتياجات الخاصة بأنهم أشخاص لديهم عجز جسدي أو عقلي يعيقهم عن أداء وظيفة من وظائف الحياة الأساسية بشكل واضح ولديهم سجل بهذا العجز والمقصود بوظائف الحياة الأساسية هي تلك المتمثلة في عناية الفرد بنفسه أو القيام بأعمال يدوية أو المشي أو الوقوف أو السمع أو البصر. تلك الفئة فعالة في المجتمع ولهم أنشطة يمارسونها بالشكل الصحيح، ولهم القدرة الكاملة على التعلم في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، بل الكثير منهم يعملون في المؤسسات الحكومية وغيرها من القطاعات، حتى أن قوانين بعض الدول تفرض على المؤسسات توظيف نسبة معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة كما في مملكتنا الحبيبة، حيث وفرت فرص التعليم والعمل من خلال برامج إعادة التأهيل، كما شجعت المؤسسات والأفراد على دعم هذه الفئة الغالية. وبرزت المكتبات بكافة أنواعها كأداة ثقافية وتعليمية يمكن أن تسهم في خدمة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بطرح خدمات المكتبات والمعلومات لهذه الشريحة بأسلوب وإمكانات خاصة تلبي احتياجاتهم كجمهور مستفيد حيث لا بد أن تقدم له الخدمة المرجوة وفقا لنوع الإعاقة التي يعانيها. وتعتبر فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف أنواعهم من أهم الفئات التي يجب على المكتبات مراعاتها، والنظر في تطلعاتها المعرفية، وتلبية حاجاتها من المعلومات والمصادر العلمية بطريقة تتناسب مع قدراتهم المحدودة. ومن أجل توفير خدمات مكتبية يمكن الوصول إليها من المستفيدين من ذوي الإعاقة من المهم تهيئة البيئة المناسبة لهذه الفئة بتجهيز مباني المكتبات بتوفير كل ما يسهل حركتهم، بحيث تكون الممرات بمساحة كافية لاستخدام الكراسي المتحركة، وتطويع الأرضيات بما يناسب حركة المكفوفين عن طريق وضع العلامات الإرشادية المساعدة على تنقلهم، وأن تكون أزرار المصاعد في متناول مستخدمي الكراسي المتحركة، وتكون أرقامها بلغة برايل وغيرها من التجهيزات البنيانية التي يجب أن تحرص عليها المكتبات. ومما يجب توافره أيضاً الأجهزة التقنية المساعدة التي تخدم الإعاقات بأنواعها في المكتبات مثل: قارئ الشاشة للمكفوفين والمكبر، وطابعة برايل، ولوحة مفاتيح برايل، وغيرها الكثير من الوسائل التي تسهل خدمة أصحاب الإعاقة في المكتبات. كل هذه الخدمات تجعل من المكتبات مكانا متكاملا شاملا مهيئا للأشخاص ذوي الأعاقة، ففي عام 2007 أسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة برنامج الوصول الشامل (UAP)، وهو وضع الأسس لبيئة ملائمة خالية من العوائق وفقا للمعايير الدولية العالمية، لذا توجب على محترفي المكتبات أن يجعلوها مكاناً هادئاً مريحاً متطوراً متميزاً بخدمات عالية الجودة لكافة الفئات من مرتاديها.