جاءَ في المادةِ الثالثةِ من النظام الأساسيّ للحكم: "يكون علم الدولة أخضر، عرضه يساوي ثلثيّ طوله، تتوسطه كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، تحتها سيف مسلول، ولا يُنكس العلم أبدًا". وحينما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمره الكريم رقم أ/303 وتاريخ 9-8-1444ه والذي جاء فيه: "انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139ه الموافق 1727م، والذي يرمز -بشهادة التوحيد التي تتوسطه- إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ويرمز -بالسيف- إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة. وعلى مدى نحو ثلاثة قرون؛ كان هذا العلم شاهدًا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس. وإيمانًا بما يشكله العلم من أهمية بالغة؛ بوصفه مظهرًا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزًا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، وحيث أن يوم 27 ذي الحجة 1355ه الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء"؛ أصدر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- أمره الكريم بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يومًا خاصًا بالعلم، باسم (يوم العَلَم). وبدراسةٍ تحليليةٍ لديباجة المرسوم الملكيّ، وبوقفةٍ للتاريخ؛ نستخلصُ منها أنّها وثيقة تاريخية من رجلٍ عاشق بل مُتيّم بالتاريخ؛ وبالأخصِّ تاريخِ وطنه وبلاده المملكة العربية السعودية، منذُ تأسيسها على يدِّ الإمام محمد بن سعود وإلى يومِ توحيدها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمهما الله-؛ حيثُ عُرِفَ عن خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- وَلَعهُ الشديد بكلِّ تفاصيلِ الدولة السعودية؛ سواءً الدولة السعودية الأولى أمِ الثانية أم الثالثة، وهو مرجعٌ وشاهدٌ على تلكم التفاصيل؛ وبالأخص الدولة السعودية الثالثة. وحينما يُصدر -يحفظه الله- أمره بأن يكونَ اليوم الحادي عشر من شهرِ مارس من كلِّ عام يومًا خاصًا بالعَلَم؛ فإنّ هذا يعني فيما يعنيه من مكانةٍ للعلم الذي يرمزُ لوحدةِ وعزّةِ ومكانةِ بلادنا المملكة العربية السعودية، وإيمانًا منه -يحفظه الله- بدورِ العلم ورمزيّته وما يحمله من دلالات؛ إذ إنّ العلم شاهدٌ على تأسيس الدولةِ وتوحيدها وازدهارها ونموّها. وعلمُ بلادنا المملكة العربية السعودية -كما جاء في النظام الأساسيّ للحكم- أخضرٌ؛ تفاؤلاً بالعيشِ الرغيد الهنيء الذي نعيشُه ونعايشُه، كما أنّ السيف الممتد أسفله يرمز إلى القوّة والمَنَعة والعزمِ والحزم الذي نشهدهُ ونعايشه أيضًا في كل لحظة من لحظات حياتنا اليوميّة. غفر الله لمؤسس دولتنا الإمام محمد بن سعود، ولموحّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وبُورِك بوطننا وبورك بولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبورك بولي عهده صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وبورك بعلمٍ يحمل راية العزّ خفّاقة، ودامت دولتنا ترفلُ عزًا ومجدًا وسؤددًا.