العبود تحت المجهر، والأحاديث تتحدث عن نادٍ أكبر منه، وهذا ليس محل جدل أو شك، لكن الغريب ألا أحد يستطيع أن يجزم بحقيقة ما فعل ولكنه لا يمانع في المطالبة بإبعاده بحجة عدم اعتذاره للمدرب (لا يهم ما هو الحدث لكن المهم أن يكون هناك كبش فداء لذلك). لماذا يعتذر، لا أحد يعرف، لكنهم ينصرون المدرب المحبوب وهذا تحديداً ما يجعل الأحكام العاطفية من المدرجات لا يعتد بها وحدها الإدارات الهشة والباحثة عن الدعم هي من تصغي لهكذا عواطف. إبعاد العبود ليس قضية ولا عودته أيضاً ولا غموض موضوعه ولا شخصية سانتو الناجحة حتى الآن والتي استطاعت تغيير شكل وقيمة ومستوى الفريق، ولكن القضية في محاولة تصعيد حدث طبيعي والتطرف في الحكم بإبعاد اللاعب أو محاربة المدرب، بغض النظر عن عاطفة من يتبنون هذه الآراء. فصنف منهم نصب العبود بديلاً لفهد المولد وتفرغ لدعمه كرهاً في فهد وآخرين اتخذوا الجانب العكسي، وأصبح اللاعب عدواً لهم، وهذا تحديداً ما جعل سانتو عنصرا رئيسا في هذا الحديث الفارغ. العبود له تجاوزات سلوكية في بعض اللقاءات، وقد يكون هناك تجاوزات انضباطية منذ العام الماضي، والسؤال هنا كيف تعاملت معه إدارة الكرة؟ وهل كان هناك رادع لأي انفلات وخاصة تلك التجاوزات التي كان يحصل فيها على كروت مجانية؟ حين ظهر الخلاف مؤخراً وتم استبعاد العبود، كان يجب أن يطرح السؤال على جهاز الكرة (هل كان القرار منصفا أم أن هناك قسوة على اللاعب وعقاب للفريق؟ هل تم تقريب وجهات النظر بين اللاعب والمدرب؟ هل اللاعب يرفض ذلك أم أن المدرب لا يرغب بإعادته؟). الكثير من الأسئلة لا أنتظر إجاباتها، لكني مؤمن جداً أن العمل الإداري يجب أن يساهم في حلها وضبط الفريق دون كسر هيبة مدرب كسانتو خاصة وأنه قادر على إعادة صياغة وبناء فريق شرس ومنافس ثابت على كل البطولات. حين يوجد النظام يوجد الانضباط، وحين يخشى اللاعب على خانته يحضر الفارق الفني والشخصية القتالية، وحين يستبعد المهمل يبرز البديل الشاب ويتم إنقاذ الفريق من النجوم المترهلة وهذا تحديداً ما يحتاجه الاتحاد في هذه الأيام ولا يوجد أفضل من سانتو لإتمام المهمة. تجاوز الأحداث من بدايتها وضعف إدارة الكرة يجعل تراكم الانفلات يتحول سلباً على مستوى اللاعب وشخصية الفريق ويتحول المدرب من شخصية تحاول إعادة تنظيم الفريق فنياً إلى شخصية تحاول نفض غبار العبث أولاً قبل البدء بالركض نحو العمل الفني وهذا ينعكس على تأخر عودة الفريق ويجعل سقوطه في آخر خطوات التتويج عادة. يجب أن يواكب العمل الإداري لإدارة الكرة عمل الجهاز الفني الناجح بقيادة سانتو ولا يدخل المدرب في أزمات استبعاد اللاعبين والبحث عن بدلاء لإكمال الدكة فقط. وهذا يعني أن قضية العبود تُسأل عنها إدارة الكرة وهي الوحيدة التي ينبغي أن تحل مثل هذه القضايا وتقرر مع المدرب مستقبل أي لاعب، يكفي الاتحاد أعضاء تظهر عند التصوير وتختفي عند العمل، ويكفي الاتحاد الإهمال الإداري وضعف وعدم الإحساس بقيمة الكيان وحجم التطلعات التي تنتظرها جماهيره، والهيبة التي يجب أن تبدأ في شخصية مسيريه قبل اللاعبين. فلا انفلات في حضرة النظام ولن يوجد فرعون في حضرة موسى، وكما قال أبناء النيل: يا فرعون مين فرعنك؟ قال: مالئيتش حد يلمني. عماد الحمراني