أصبح الشارع الرياضي السعودي محبطا أكثر من أي وقت مضى، وهو يشاهد منتخب بلاده يترنح ويحتل المراكز الأخيرة في أي بطولة يخوضها، وبغض النظر عن بطولة ((أو أس ان)) الأخيرة وهي تحمل الصفة الودية إلا أن الأداء العام مقلق ولا يوحي بأننا في تطور رغم تغير المدربين وبصفة مستمرة والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن أداء منتخبنا وعطاء اللاعبين داخل الميدان لا يمكن أن يقبل حيث فقد المنهجية والتوظيف السليم، ومن يشاهد المنتخب يعتقد أنه يشاهد منتخب حارات أو جاليات وليس منتخب بلد تواجد في نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، وما يؤسف إليه إلى أن معظم النقاد قد صبوا جام غضبهم على اللاعبين وأدائهم داخل الملعب متناسين أو متجاهلين أن الاختيارات وإحضار العناصر لم تكن الأفضل ودائماً من يمثل المنتخب هو الأفضل والأجهز في الساحة إلا أن واقعنا مخالف الجميع حيث تجد اللاعب المصاب والاحتياط في ناديه ومنخفض المستوى هو من يمثل منتخب البلد، ولو عدنا إلى القائمة لوجدنا أن هناك أكثر من لاعب غير جاهز، وتم استبعاده في اللقاء الأول أمام نيوزلندا لعدم جاهزيته، واليوم لن أتفرع وأذهب بعيداً وأحمل عدة جهات المسؤولية، ولكن سأقتصر المسافة على الجميع وأقول: إن الاتحاد السعودي وسياسته العقيمة في عدم الاستقرار والتخطيط السليم هو من أوصلنا إلى هذه المرحلة، وجعل من كانوا خلفنا وبمراحل يتجاوزوننا ونحن في تراجع غير مسبوق يؤلم البعيد قبل القريب. الله يستر على النصر كثير من المتابعين يعتقدون أن نادي الاتحاد هو النادي الوحيد الذي يمر في أزمة مالية غير مسبوقة ومشاكل مديونيات كثيرة وغير مسبوقة، ولكن الواقع يقول: إن هناك أكثر من ناد راح ضحية تخبط إدارته وثقته العمياء بالآخرين أو قد يكون قلة خبرة منهم مما فتح المجال للسماسرة الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية وتعبئة أرصدتهم بالملايين، وقد يكون الأبرز من هذه الأندية ويقف جنباً إلى جنب نادي الاتحاد هو نادي النصر الذي يغرق بديون غير مسبوقة، وقد تتجاوز ديون نادي الاتحاد ولا يوجد فرق بين أزمة الناديين إلا أن لاعبين نادي النصر قد استسلموا أو خدعوا (الله أعلم) وقاموا بالتوقيع على مسيرات رواتب ستة أشهر لم يستلموها، وقد يكون هذا نوعا من الوفاء وافتخار بعض منهم لانضمامه لهذا النادي العريق، ولكن الخوف ألا يقابل هذا الوفاء إلا بالجحدان والمماطلة، كما هي عادة هذه الإدارة واليوم يدخل النصر في غمار دوري جميل ولاعبوه لم يستلموا مستحقاتهم ولا مقدمات العقود، وهذا هو أكبر إحباط للاعب فزمن الاحتراف يلزم كل طرف بتأدية مسئولياته فمثلما نطالب اللاعب أن يقوم بدوره وتوظيف إمكانياته داخل الميدان الإدارة من جانبها مطالبة بتسليم المستحقات والمرتبات أول بأول وقطع دابر الأعذار والتخاذل ناهيك عن العامل النفسي للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وهم يعيشون في قلق مستمر في عدم صرف مستحقاتهم، والسؤال اليوم كيف يتجاوز نادي النصر مديونياته والتي تتجاوز الخمسين مليونا في ظل عدم وجود راع رسمي وابتعاد نهائي لجميع أعضاء الشرف في ظل عقم إداري لم يستطع احتواء أعضاء شرف ناديه أو ايجاد البديل وهذه من مهامه ومسئولياته. نقاط للتأمل - كانت رسالة الجماهير واضحة ومعبرة من خلال الدورة الودية فقد تكون المرة الأولى في تاريخ الرياضة السعودية الذي لا يتجاوز عدد الجماهير في الملاعب السعودية عدد أصابع الأيدي. - يجب أن يدرك المسؤولون والمعنيون برياضة البلد أن الثقة قد انعدمت لدى الجماهير الرياضية في جميع الاتحادات والألعاب المختلفة وخاصة اتحاد كرة القدم الذي يعيش تخبطا غير مسبوق. - لا أملك إلا كلمة واحدة وهي كلمة (عيب) لذلك الإعلامي الذي ادعى أنه تم الاعتداء على مركبته في أحد اللقاءات وثبت أنه لم يحضر وقد تابعها في أحد المراكز الإعلامية الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا) وهذا دليل على أن الاحتيال ليس من صفة المسلم. - يجب أن يعي ذلك الكاتب أن المقال هو عبارة عن فكرة راسخة في ذهنه ويترجمها من خلال مقاله وليس من خلال سرقة عناوين مقالات الآخرين فبعد مقال (في خاطري شيء) سرق عنوان آخر سبق أن كتبته وهو (خذ من كيسه وعايده). - أعتقد أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد استعجل كثيراً بتصريحه حول مشكلة التحكيم والحكام لأن فريقه من أقل الفرق التي تضررت فماذا عسى أن يقول لو كان رئيس نادي الاتحاد الذي ظلم في لقائه أمام العروبة. - عض الأهلاويون أصابع الندم على إلغاء عقد (العمدة) عماد الحوسني، وكذلك اللاعب بليمينو وهذا ناتج عن تغيير الطاقم الفني فدائماً من أسباب النجاح هو الاستقرار ولكم في نادي الفتح عبرة. - رسالة الثاني مرة يرسلها ويؤكدها منتخب الامارات الذي أصبح المنتخب المحترم في جميع المجالات حتى ولو لم يحقق شيئا ولكن انتصر الفكر والتخطيط السليم والصبر على التأسيس وهذا ما نحتاجه في هذه المرحلة. - لا أعتقد أن منتخبنا بهذا الأداء والمستوى السيئ والمدرب السلبي في تغيراته واستبدالاته العشوائية أننا نتجاوز المنتخب العراقي في 15 من شهر اكتوبر القادم. - هناك بعض التأكيدات من عدم استبعاد ملف السعودية من استضافة كأس آسيا 2019 والسؤال: لو فرضنا وقبل هل الأجواء لدينا صحية وممكن نستقبل من يأتي إلينا لحضور البطولة ومؤتمراتها؟.. أشك في ذلك. خاتمة: لا يوجد إنسان ضعيف ولكن يوجد إنسان يجهل مواطن قوته، ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.