دخل نجم المنتخب والهلال الأسبق الكابتن فهد المصيبيح (63 عاماً) شهره الثاني على السرير الأبيض وما يزال يتلقى العلاج في أصعب مرحلة مرضية يمر بها نتيجة مشاكل صحية في الصدر استدعت نقله لأحد المستشفيات في 10 يناير الماضي وظل طوال تلك الفترة يرقد في العناية المركزة بمستشفى دلة وبعد مضيء عشرة أيام جرى تحويله لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لاستكمال علاجه. وتشير آخر تقاريره الصحية الى أن حالته بدأت ولله الحمد في التحسن التدريجي وسمح الأطباء يوم الاثنين الماضي بمغادرته قسم العناية إلى غرفة خاصة "شفاه الله" لكن الزيارة لا تزال ممنوعة عنه. ضرب أروع الأمثلة في الإيثار برفضه تكريمه بمهرجان اعتزال مثالي من الطراز الفريد ويحمل هذا الرياضي الخلوق الذي يعد واحداً من أبرز اللاعبين المثاليين الذين عرفتهم الكرة السعودية.. تاريخ حافل بالإنجازات ومطرز بالبطولات في حياته الرياضية كلاعب بارع وإداري ناجح بعد اعتزاله للكرة. وفهد من مواليد مدينة الرياض عام 1381ه - 1961م واسمه الكامل (فهد محمد صالح المصيبيح).. أب لولد وابنتين وينتمي الى عائلة رياضية عريقة فوالده الشيخ محمد بن مصيبيح كان عضواً في أول مجلس إدارة لنادي الهلال برئاسة مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمهما الله- عام 1380ه - 1960م وكان (أبو فهد) حريصا على التحاق ابنه بصفوف الهلال وعندما بلغ ال 18 من عمره اصطحبه -والده- الى ملعب الملز وكان فريق شباب الهلال يتدرب تحت اشراف كارلوس البرتو مساعد المدرب الأول زاجالو ومعه الوطني محمد الخراشي ونال اللاعب الشاب المصيبيح إعجابهما بأدائه اللافت في خط الوسط وتم تسجيله رسمياً أوائل عام 1399ه - 1979م وصعد فهد بسرعة للفريق الأول في ذلك العام وفي خطوة جريئة قرر المدرب العالمي ماريو زاجالو اشراكه مع اثنين من زملاءه الشبان المدافع حسين البيشي والظهير الأيسر سلطان المهنا في مباراة دورية امام القادسية ونجح الثلاثي في أول اختبار لهم مع الكبار وهو ما عزز ثقة مدربهم في منحهم فرصة اللعب في المباراة التالية امام الغريم التقليدي النصر وانتهت تلك المواجهة بتعادل الطرفين وسط تألق لافت للنجم الخلوق فهد المصيبيح واستطاع الفريق الهلالي في ذلك الموسم الفوز بلقب الدوري الممتاز للمرة الثانية في تاريخه بقيادة مدربه زاجالو. المصيبيح (مارادونا السعودية) ساهم تألق فهد وبروزه المبكر في دفع مدرب المنتخب الأول مانيلي – برازيلي- الى ضمه لصفوف الصقور الخضر ومثله أساسياً برغم صغر سنه. ولقب ب (مارادونا السعودية) وواصل المصيبيح مسيرة إنجازاته بمشاركة الهلال في العودة لمنصات بطولات مسابقة كاس الملك بعد 16 عاماً من الغياب عندما توج بطلاً لكأس 1400ه - 1980م امام الشباب بجانب احراز كاس الملك لعام 1402ه - 1982م امام الإتحاد إضافة الى كاس الملك لموسم 1404ه - 1984م امام الأهلي ونجح المصيبيح في احراز احد اهداف فريقه الأربعة في تلك المباراة التاريخية بجانب زملائه خالد الغانم -رحمه الله- ومنصور بشير وعبدالرحمن اليوسف. بطولات محفورة في الذاكرة وساهم فهد في تحقيق الهلال كاس الملك لموسم 1409ه - 1989م امام المنافس التقليدي النصر في مباراة الثلاثية الشهيرة بقيادة المدرب البرازيلي كندينو. وعلى مستوى بطولات الدوري كان لفهد بصمات محفورة في بطولة موسم 1405ه و 1406ه و 1408ه و 1410ه الى جانب بطولتي كاس الإتحاد 1407ه وكاس الأمير فيصل بن فهد 1410ه. أول بطولة هلالية خارجية كما سجل التاريخ الأزرق اسم المصيبيح مع النجوم الذين قادوا الهلال للفوز بأول بطولة خارجية في تاريخه تمثلت بكاس بطولة اندية مجلس التعاون الخليجي 1406ه - 1986م. صولات وجولات مع الصقور تخلل تلك الحقبة نجاحات دولية رائعة للمصيبيح مع المنتخب الأول اذ كان من المساهمين في وصول المنتخب لأولمبياد لوس انجلوس 1984م وتحقيق كأسي أمم اسيا الثامنة في سنغافورة 1984م والتاسعة في الدوحة 1988م. ضرب أروع الأمثلة في الإيثار وبعد مسيرة حافلة بالنجاحات والمكاسب على مدى 12 عاماً قرر فهد المصيبيح التوقف عن الركض واعتزال الكرة عام 1411ه - 1991م وهي الفترة التي شهدت اعتزال الكابتن صالح النعيمة والمدافع الدولي حسين البيشي في الموسم التالي وأقيم لكل واحد منهما حفل اعتزال. وحين عرضت الإدارة الهلالية على فهد إقامة مهرجان اعتزال له ضرب المصيبيح أروع الأمثلة في نكران للذات حين رفض بشدة وقال بكل ايثار: «هناك من هو أجدر مني بالتكريم». تواضعه في منصات البطولات لم تنقطع صلة الكابتن فهد مع ناديه بعد اعتزاله اذ اتجه الى خدمته في ميدان العمل الإداري واسندت اليه مهام الاشراف الإداري على قطاعي الناشئين والشباب واستمر في منصبه مع أكثر من رئيس هلالي وحققت الفئات السنية الزرقاء بطولات عدة في تلك الفترة وكان اللافت فيها ان المشرف فهد المصيبيح كان يضع نفسه بتواضع جم في آخر طابور الفريق البطل الصاعد لمنصة التتويج خلف آخر لاعب في القائمة. كما اختير فهد لمنصب مدير الكرة مع الفريق الهلالي الأول وحقق معه أربع بطولات: كاس اسيا وكاس ولي العهد وكاس الأمير فيصل بن فهد وكاس المؤسس. نجاحاته الادارية باتحاد الكرة بعد ذلك تم اختياره مديراً للمنتخب الأول واستمر في مسؤوليته حتى عام 2011م اذ قدم استقالته وكلّف في اتحاد الكرة برئاسة لجنة المسابقات بجانب توليه مناصب أخرى رئيساً للجنة الفنية وللجنة المنتخبات. المصيبيح أيقونة المثالية إن الحديث عن السيرة المثالية لهذا الرياضي النبيل تطول وتطول ولو نظرنا الى أبرز السمات الخُلقية الرفيعة والمضيئة في تاريخه نقول أن فهد المصيبيح هو اللاعب الوحيد الذي أجمعت الجماهير بمختلف ميولها على محبته وتقدير اسمه لأخلاقه العالية وروحه المثالية. نسأل المولى عز وجل أن يكتب للكابتن الخلوق فهد المصيبيح الشفاء العاجل وأن يجمع له بين الأجر والعافية. فهد يتسلم درعا تكريميا خارج المملكة من الأمير سلطان بن فهد ويظهر الأمير نواف بن فيصل عام 2006م الكابتن فهد المصيبيح -شفاه الله- ضوئية لخبر (دنيا الرياضة) عن حصول فهد المصيبيح على جائزة أحسن لاعب بالمملكة (24/6/1401ه) المصيبيح مع فهودي وكاس الملك 1400ه فهد بشعار الهلال مع منصور الرحمة وعبدالرحمن القحطاني 1404ه في صورة نادرة المصيبيح «الأول من اليمين جلوسا» مع فريق المتوسطة الثانية ويبدو ماجد عبدالله مع كاس البطولة 1394ه في طائرة العودة من جدة بكاس الملك مع الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- وصالح النعيمة وصالح الشنيفي 1409ه في معسكر المنتخب بالبرازيل مع أحمد الصغير -رحمه الله- وهاشم سرور 1402ه