في هذه الأيام نسأل الله تعالى أن يحفظ ويشفي اللاعب فهد المصيبيح أحد اللاعبين المثاليين في نادي الهلال، والذين كان لهم الدور البارز مع مجموعة من اللاعبين الهلاليين في شهرة ذلك الصرح الكبير، حيث ساهم مع فريق الكرة الأول بنادي الهلال في سنة 1399ه، في الحصول على بطولة الدوري بعد منافسة حامية مع النصر في أول موسم كروي له، وجاء ترشيحه من قبل المدرب كارلوس والمدرب محمد الخراشي بالفريق الهلالي آنذاك في فئة الشباب، لكونه يتمتع بمواصفات الموهبة والمهارة ما جعلوه يشترك بجميع مباريات ذلك الموسم 1399ه، هذه المواصفات لفهد المصيبيح أجبرت المدرب البرازيلي مانيللي الذي كان حينها مدرباً لمنتخبنا الوطني على اختياره للقائمة الخضراء. لا أنساه وأتذكره جيداً عندما أشاهد مباريات نادي الهلال أو المنتخب في استاد الأمير فيصل بن فهد في الملز أو استاد الملك فهد الدولي عبر أشرطة الفيديو أو في وسائل الإعلام المختلفة بحكم عدم معاصرتي له وقتها، كانت صناعته للعب رائعة، وكانت قدرته على تغذية زملائه المهاجمين بالكرات السهلة التي تضعهم أمام المرمى جداً مميزة، وكذلك كانت لياقته عالية. هذا اللاعب لا يمكن نسيانه فهو نجم الأخلاق والروح الرياضية، تمكَّن المصيبيح من فرض نفسه ضمن التشكيلة الرئيسة وليس كلاعب احتياط كما يفعل بعض اللاعبين الصاعدين، فهو يلعب للشعار والذي يرتديه ولم يلعب يوماً لنفسه. حقَّق فهد المصيبيح ألقاباً كثيرة مع ناديه الهلال أهمها بطولات الدوري التي وصلت (6) ألقاب وكأس الملك وبطولة الخليج وغيرها من الألقاب الجماعية مع النادي، وساهم في تأهل المنتخب لأولمبياد لوس أنجلوس عام 1984م، وكذلك في إحراز بطولة كأس آسيا الثامنة بسنغافورة عام 1984م، وكلك في الحصول على بطولة كأس آسيا التاسعة بقطر عام 1988م. بعد انتهاء منافسات كأس الاتحاد لعام 1411ه أعلن فهد المصيبيح فجأة أنه قرّر الاعتزال وقد حاول محبوه ثنيه عن هذا القرار، ولكن فهد المصيبيح أصر على ذلك، وترك الملاعب وعشاقه ومحبيه من كل الأندية يتمنون استمراره؛ لأنه مثال رائع للاعب الخلوق الذي ظلت هوايته وهدفه المحافظة على التنافس الشريف واحترام جميع زملائه. وبعد أن اعتزل المصيبيح الكرة كلاعب توجَّه للعمل الإداري، وأشرف على درجتي الشباب والناشئين بنادي الهلال عدة أعوام، وقرر الهلاليون ترشيحه لمنصب مدير الكرة للفريق ومعه حصل الهلال على 4 بطولات كأس آسيا وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد وكأس المؤسس وغيرها من البطولات. لقد كان فهد المصيبيح نقطة مضيئة في جبين الكرة السعودية، ككيان رياضي شامل، تجسَّد في السنوات التالية، ليتولّى مناصب عدة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، منها رئيساً اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكذلك رئيساً للجنة المنتخبات، وكذلك ورئيساً للجنة المسابقات. لقد علت أسماء رائعة في الرياضة السعودية تستحق التوثيق والذكر، منها اللاعب والإداري والإنسان فهد المصيبيح، وليس لنا من واجب اتجاهه إلا الدعاء له بعد الوعكة الصحية التي تعرَّض لها، أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيه، ولا أقول له إلا لا بأس عليك أخي فهد وطهور إن شاء الله.