يعتز مدافع المنتخب والهلال حسين البيشي أنه توأم نجومية الكابتن صالح النعيمة لنحو عقد من الزمان.. ويفخر أنه من جيل النجوم الذي عايش بداية البطولات الخارجية على مستوى المنتخب وناديه، إذ كان أحد أفراد الطاقم الأساسي الذي أهدى الوطن أول لقب قاري عام 1984م عندما حقق (الصقور الخضر) كأس أمم آسيا الثامنة ووصلوا أولمبياد لوس أنجلوس للمرة الأولى في تاريخ الكرة السعودية. أما على مستوى النادي فقد كان البيشي ضمن قائمة النجوم التي أحرزت أول لقب هلالي خارجي.. كأس بطولة أندية مجلس التعاون لعام 1406ه. حسين فتح قلبه ل «الرياض» وأبحر معنا في حديث الذكريات لمشواره الرياضي: بدأت ممارسة الكرة بقرية نمران في بيشة عام 1392ه، وفي العام التالي التحقت بنادي النخيل بعدما عرض علي التسجيل بواسطة بعض لاعبيه وكنت ألعب مهاجماً في مركز الجناح الأيسر ومثلته لمدة عامين أو ثلاثة في عدة مباريات رسمية بأبها وخميس مشيط وجازان ونظراً لظروف عمل الوالد وانتقلت معه إلى الرياض للمرة الثانية وفي أحد الأيام طلب مني زميلي في المدرسة عبدالحكيم العساكر الالتحاق بصفوف نادي الرياض وذهبت معه إلى النادي وطلب مني صلاح السقا إحضار خطاب تنازل من نادي النخيل فلم أتحمس للموضوع. الكوريون أبكوني.. وابن سعيد أنقذني من الرياض ب 1600 ريال ابن سعيد سجلني في الهلال وذات يوم جاء إلى مدرستي المتوسطة (أبي حنيفة) بحي منفوحة «شيخ الرياضيين» ومؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) وذلك على إِثر توصية من الأستاذ محمد القباع أحد محبي الهلال الذي ذكرني لأبي مساعد فجاء وتحدث معي بحضور المدير طالباً أن أحضر إلى النادي وكان مقره السابق في شارع العصارات بالناصرية. وبالفعل ذهبت مساء ذلك اليوم وقابلت الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير خالد بن فيصل بن سعود نائب الرئيس وعبدالرحمن الحمدان (رحمهم الله جميعاً) والأمير سعود الثنيان وذكرت لهم ما قاله لي مسؤول نادي الرياض بخصوص خطاب التنازل من النخيل فقام (أبو مساعد) بإعطائي خطاباً من إدارة الهلال بهذا الشأن مع مبلغ (1600) ريال وقال لي: «بكرة تروح إلى بيشة وتجيب خطاب التنازل». جئت للهلال مهاجماً.. والنعيمة مثلي الأعلى رئيس النخيل رائع سافرت إلى بيشة وقابلت رئيس النخيل الأستاذ سياف البيشي الله يذكره بالخير وكان رجلاً تربوياً فاضلاً تجاوب معي إلى أقصى درجة ولم يشترط مالاً مقابل التنازل وأعطاني الخطاب لأعود للرياض وأسجل رسمياً في الهلال عام 1398ه وحمدت الله إنني تقاعست عن تنفيذ طلب نادي الرياض وصارت «خيرة» أنني لم أسجل في كشوفاته. ذكرياتي في ملاعب المنصورية أتذكر زملائي في ملاعب المنصورية قبل تسجيلي في الهلال ومنهم الأستاذ محمد القباع ومدهش الكلباني وحمد الحمدان وأخي عبدالله البيشي وعبدالله النفيسة ولقبه (بوكير) حيث أشار علي ترك نادي الرياض والالتحاق بالهلال وقال لي مستقبلك كنجم سيكون في الهلال أفضل وبمراحل وقد صدق فيما توقع. بعد التحاقي بالهلال تمرنت مع المصري أحمد مصطفى في الصايغ وكان النادي ينتظر مدربه الجديد العالمي ماريو زاجالو وكنت أتمرن مع سلطان خميس، عبادي الهذلول، سلطان المهنا، فهد المصيبيح، فريد الرشيد، وخالد الغانم (رحمه الله) وصالح العمر ووقتها كنت ألعب كجناح أيسر في الفريق. زاجالو حولني للدفاع بعد وصول زاجالو انتقلت تدريباتنا إلى الملز فشاهدنا وكان يعد العدة لإجراء غربلة في الفريق الأول وحين لمحني ورآني أمتاز بالسرعة كجناح وضعني في البداية ظهيراً أيسر في التقسيمة ولم أمانع ثم أعادني لمركز متوسط الدفاع بعدما شاهد المهنا وثبته ظهيرا أيسر وكان الفريق يغص بالنجوم: ريفالينو، الامام، عبدالله الجربوع، سلطان النصيب، فهودي، فهد الحبشي، خالد الغانم وغيرهم. الزهور الهلالية الثلاثة غربلة زاجالو في الفريق امتدت لقلبي الدفاع وقتها كان بداح وبشير - رحمه الله - ثم قام المدرب بوضع صالح النعيمة وثبتني بجانبه في مركز بشير ووضع المهنا في مركز الظهير الأيسر والمصيبيح في الوسط وزج بنا في مباراة الدربي في دوري 1399ه أمام النصر المنافس التقليدي وسط تحفظات الإدارة على إشراكي والمصيبيح والمهنا لصغر أعمارنا وبالفعل كان قرار زاجالو جريئاً وصائباً 100٪ حيث أكرمنا الله بالفوز (1/صفر) عن طريق ريفالينو وفي اليوم التالي خرجت الصحافة تشيد بنا ووصفتنا "بالزهور الثلاثة". المدرب رفض قرار الإدارة وأتذكر أن الإدارة عقدت اجتماعاً مطولاً مع المدرب زاجالو ضم ابن سعيد والأمير هذلول والأمير عبدالله بن ناصر - رحمهم الله - لكنه أصر على موقفه وتمسك بقراره ولم نخيب ظنه حين راهن على نجاحنا أمام النصر. أفخر بالبطولات الهلالية أعتز بكل البطولات التي عشت فرحة تحقيقها مع الهلال بدءاً من دوري 1399ه مروراً بكأس الملك 1400ه و1402 و1404 ودوري 1405 و1406 و 1408 و 1410ه . وفي كأس الملك 1409ه أمام النصر التي سجلت فيه هدفاً غالياً بجانب كأس الإتحاد (مرتين) إضافة إلى البطولات الخارجية مع الهلال خليجياً وآسيوياً. كما أفخر بنجاحاتي الدولية في صفوف المنتخب الأول على الأصعدة القارية والدولية وهذا كله بتوفيق الله، لكن تبقى أجمل ذكرياتي مع المنتخب كأس آسيا 1984م وأولمبياد لوس أنجلوس في نفس العام بجانب كأس التعاون 1406ه وبطولة آسيا الأولى للهلال 1412ه وكنت احتياطياً بسبب الاصابة ولعب النمشان والأحمد وكانا أكثر من رائعين. الكوريون أبكوني من الذكريات الآسيوية حين تسببت في ولوج أحد الأهداف الكورية الأربعة في تصفيات لوس انجلوس الآسيوية وبرغم فوزنا بالمباراة 4/5 إلا أنني بقيت أبكي بحرقة حتى بعد المباراة في الباص والفندق إذ كانت الأرض موحلة وارتطمت الكرة بركبتي وتغير اتجاهها إلى مرمى خالدين ولا أنسى زميلي بالغرفة الحارس محمد المطلق الذي حاول جاهداً تهدأتي الله يذكره بالخير . وكانت آخر مشاركتي مع المنتخب في بطولة الأمم التاسعة بالدوحة 1988م كنت احتياطياً بعدما استقر المدرب كارلوس البرتو باريرا على النعيمة وجميل. كاستيلو أفضل مدرب لا أنسى البرازيلي كاستيلو مدربنا في دورة الألعاب الآسيوية والذي قدم المنتخب معه مباريات لا تنسى وكان من أفضل المدربين تعاملاً مع اللاعبين.. فقد أعادني مرة أخرى للمنتخب رغم اصابتي بعدما شاهدني متفاهماً مع النعيمة كثيراً في سنغافورة وقد تأثرنا لوفاته منتحراً بالبرازيل. النعيمة مثلي الأعلى هواة الاصطياد في الماء العكر حاولوا الايقاع بيني وبين أخي وأستاذي ورفيق دربي في الهلال والمنتخب الكابتن صالح النعيمة وفشلوا حيث لم أكترث بما كانوا يرددونه من أن البيشي هو من يتألق في الدفاع والاشادة تذهب للنعيمة. صالح يبقى مثلي الأعلى وأخ عزيز ونجم كبير أحترمه وأعتز به إلى الأبد كما استفدت منه الشيء الكثير سواء في المنتخب أو في الهلال ولم يفلحوا في زعزعة الثقة الدائمة بيننا ولله الحمد. البيشي يرفع كأس آسيا 1984م مع يوسف خميس وخالد الغانم (رحمه الله) وناصر المنصور حسين متوجاً بكأس الملك مع الهلال 1400ه يرفع درع دوري 1406ه البيشي مع رفيق دربه النعيمة بشعار المنتخب