حثت أوكرانيا حلفاءها على تسريع وتيرة المساعدة العسكرية، بينما قالت روسيا إن قواتها اخترقت خطين محصنين من الدفاعات الأوكرانية على الجبهة الشرقية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الأوكرانيين تراجعوا في مواجهة الهجمات الروسية في منطقة لوغانسك. وذكرت الوزارة على تطبيق تيليجرام "خلال الهجوم... تراجعت القوات الأوكرانية بشكل عشوائي لمسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات من الخطوط المحتلة سابقا". وأضافت "حتى خط الدفاع الثاني الأكثر تحصينا للعدو لم يصمد أمام تقدم الجيش الروسي". وكثف الكرملين هجماته عبر أجزاء من جنوب وشرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع على نطاق واسع شن هجوم كبير جديد. وتركزت الجهود الروسية الرئيسية على بلدة باخموت في إقليم دونيتسك المتاخم للوغانسك. ولم تشر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إلى أي انتكاسات كبيرة في لوغانسك في تقريرها الصباحي الأربعاء. وقالت إن وحدات أوكرانية صدت هجمات في أكثر من 20 منطقة، بما في ذلك باخموت وفوليدار، وهي بلدة تقع على بعد 150 كيلومترا جنوب غربي باخموت. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن روسيا في عجلة من أمرها لتحقيق أقصى ما في وسعها بأحدث مساعيها قبل أن تستجمع أوكرانيا وحلفاؤها قواهم. وأضاف خلال اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل على مدى يومين من المحادثات المستمرة الأربعاء "لهذا فإن السرعة أمر جوهري. السرعة في كل شيء: اتخاذ القرارات وتنفيذ القرارات وشحن الإمدادات والتدريب. السرعة تنقذ حياة الناس". ومن شأن السيطرة على باخموت أن توفر نقطة انطلاق لروسيا للتقدم في مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك في دونيتسك. وقال زيلينسكي في كلمته الثلاثاء "الوضع على خط المواجهة، لا سيما في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لا يزال صعبا للغاية". وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف إن معارك دارت "حول كل منزل" في باخموت. وأضاف في مقطع مصور على موقع يوتيوب "الوضع لا يزال صعبا للغاية لكن تحت سيطرة قواتنا والخط الأمامي لم يتحرك". * دعم غربي تستهلك أوكرانيا قذائف بوتيرة أسرع مما يمكن للغرب تصنيعها وتقول إنها تحتاج أيضا إلى مقاتلات وصواريخ بعيدة المدى لصد الهجوم الروسي واستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها. وتعهدت الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي بأن الدعم الغربي لن يتزحزح في وجه الهجوم الروسي الجديد الوشيك. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه يتوقع أن تشن أوكرانيا هجومها في الربيع. وتابع قائلا "أوكرانيا لديها متطلبات عاجلة لمساعدتها على مواجهة تلك اللحظة الحاسمة في مسار الحرب. نعتقد أن فرصة ستسنح لهم للمبادرة". وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن تزويد أوكرانيا بمقاتلات سيطرح حتما للنقاش لكنه ليس محور التركيز في الوقت الراهن. وتقول روسيا، التي تصف إن حلف شمال الأطلسي يوضح عمليا ويوميا عداءه لروسيا وأصبح أكثر تورطا في الصراع. وتصف كييف وحلفاؤها الغزو الروسي بأن هدفه استيلاء غير مبرر على الأراضي. وتسيطر روسيا حاليا على مساحات شاسعة من منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب بما يشمل المفاعل النووي هناك كما تسيطر تقريبا على كل لوغانسك وعلى نحو نصف دونيتسك. وفي العام الماضي، أعلنت روسيا ضم المناطق الأربعة في خطوة نددت بها أغلب الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بوصفها غير قانونية. ونقلت وكالة نوفوستي للأنباء الأربعاء عن مُشرع بارز أن مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان الروسي سيعقدان اجتماعين استثنائيين في 22 فبراير سيركزان على إقرار قوانين تتعلق بدمج الأربع مناطق في الاتحاد الروسي. وذكر تقرير مدعوم من الولاياتالمتحدة ونشر الثلاثاء أن روسيا احتجزت ستة آلاف طفل أوكراني على الأقل، ومن المرجح أن العدد أكبر بكثير، في معسكرات في شبه جزيرة القرم وأن روسيا تهدف بالأساس فيما يبدو لإعادة تعليمهم على أسس سياسية جديدة. ونفت السفارة الروسية لدى واشنطن الاتهامات الأميركية، وأكدت أن موسكو تعمل ما بوسعها لحماية الأطفال الذين كانوا مضطرين للفرار من الفظائع التي ترتكبها القوات الأوكرانية. وفي تعليقها على اتهامات وزارة الخارجية الأميركية ب "ترحيل" الأطفال الأوكرانيين، كتبت السفارة في صفحتها على "تيليجرام": "قبلت روسيا الأطفال الذين كانوا مضطرين للفرار مع عائلاتهم من القصف والفظائع التي ارتكبتها القوات الأوكرانية. ونبذل قصارى جهدنا للاحتفاظ بالمواطنين القصر في العائلات وفي حالة غياب أو وفاة الوالدين والأقارب - نضع الأيتام تحت الوصاية. نقوم بحماية حياتهم ورفاهيتهم". وأكدت السفارة أنه يجب على الجانب الأميركي أن يقدم "تقييما موضوعيا لأعمال نظام كييف التي تؤدي إلى مقتل وإصابة الأطفال"، مشيرة إلى مقتل 153 طفلا وإصابة 279 آخرين في دونباس نتيجة قصف القوات الأوكرانية في عام 2022. وأضافت: "تنفذ القوات الأوكرانية ضربات ضد منشآت البنية التحتية المدنية وخاصة على المدارس ورياض الأطفال والمستشفيات، باستخدام الأسلحة الغربية بما فيها أنظمة "هيمارس" الأميركية". كما اتهمت السفارة الروسية واشنطن بأنها "تتكتم على هذه الحقائق بلا خجل من أجل تبييض صورتها وتشويه سمعة روسيا".