قال الكرملين إن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة، يظهر عداءه لروسيا كل يوم، وبات منخرطا على نحو متزايد في الصراع بأوكرانيا. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين "حلف شمال الأطلسي، منظمة معادية لنا وتثبت هذا العداء كل يوم". وأضاف "إن (الحلف) يبذل قصارى جهده لجعل مشاركته في الصراع بأوكرانيا واضحة قدر الإمكان". وقالت روسيا، إن إمداد دول حلف شمال الأطلسي أوكرانيا بأسلحة، يؤدي إلى إطالة أمد الصراع ويرفع احتمال زيادة التصعيد. وتقول أوكرانيا والغرب إن تسليم كييف معدات عسكرية متطورة، أمر ضروري في مساعدة البلاد على الدفاع عن نفسها، في مواجهة الهجوم الروسي. في المقابل، تبحث الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، سبُل تسريع شحناتها من الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، خلال لقاء في بروكسل، ستتمّ خلاله مناقشة تزويد كييف بالطائرات المقاتلة لتمكينها من مقاومة الغزو الروسي. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قبل اجتماع ل"مجموعة رامشتاين" إنّ "ما هو أولوي وملح يتمثّل في تزويد الأوكرانيين بالأسلحة، التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم". ويتمّ اتخاذ جميع القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا، ضمن هذه المجموعة التي شكّلتها وترأسها الولاياتالمتحدة، والتي تشارك فيها حوالى 50 دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأميركية في رامشتاين الألمانية. وتعهّد الحلفاء بتزويد أوكرانيا بالمدفعية والعربات المدرّعة والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي، كما "سيتمّ تقديم التزامات أخرى"، حسبما أكد ستولتنبرغ. وأضاف أنّ "الطائرات المقاتلة ليست القضية الأكثر إلحاحاً، ولكن النقاش جار بشأنها". من جهته، شدّد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الموجود في بروكسل، في رسالة عبر حسابه على "تويتر"، على الحاجة لتأمين مخزونات كافية من الذخيرة وصيانة المعدّات، وحماية الأجواء الأوكرانية وتعزيز حلف الدبابات. وقال ستولتنبرغ، إنها "حرب استنزاف ومعركة لوجستية"، مضيفاً أنّ الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين لا يستعدّ للسلام. إنه يستعدّ لعدوان جديد وهجمات جديدة. لذلك، يجب أن نواصل تزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه للنصر". وتطلب أوكرانيا طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى، الأمر الذي كرّره الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي زار لندن وباريس وبروكسل الأسبوع الماضي. ضغط على الصناعات الدفاعية إلّا أنّ الخوف من التورّط في الصراع يمنع عدداً من الحلفاء من تزويد أوكرانيا بهذه المعدّات. وأكّدت وفود عدّة أنّه من غير المتوقّع اتخاذ قرار بشأن الطائرات المقاتلة. بدوره، أشار ستولتنبرغ، إلى أنّ دعم أوكرانيا تطوَّر منذ بداية الصراع، وستتم مناقشة تزويدها بالطائرات المقاتلة. غير أنّه أضاف أنّ الأمر سيستغرق وقتاً، والأولويات قصيرة المدى هي الذخيرة والأسلحة الموعودة مع الوقود وقطع الغيار. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد شدّد، بعد اجتماعه مع نظيره الأوكراني، على أنّه "يجب أن نعطي الأولوية لعمليات التسليم المفيدة لتمكين الأوكرانيين من المقاومة، وتنفيذ العمليات بدلاً من الالتزامات التي ستصل متأخرة جداً". وقد تحوّلت ذخائر الأسلحة المقدّمة للأوكرانيين إلى أولوية، ومشكلة بالنسبة للحلفاء. وفي هذا الإطار، حذّر ينس ستولتنبرغ من أنّ "المعدّل الحالي لاستخدام أوكرانيا للذخيرة، أعلى بكثير من معدّل إنتاجنا". وأضاف "هذا يستنزف مخزوننا ويضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط"، داعياً إلى زيادة معدّلات الإنتاج من جهة، والاستثمار في الطاقات الإنتاجية من جهة أخرى. وأشاد ينس ستولتنبرغ، كنموذج يُحتذى، بالعقود الجديدة التي تمتدّ على سنوات، والتي وقعتها الولاياتالمتحدة وفرنسا والنروج مع شركات الصناعات الدفاعية، ممّا يسمح لها بالاستثمار في زيادة الطاقة الإنتاجية. وكانت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس قد اقترحت خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، أن تستخدم الدول الأعضاء آلية مماثلة لتلك المستخدمة في شراء اللقاحات، بهدف دفع الصناعة الدفاعية على إنتاج المزيد. وقالت "الدول الأعضاء تقدّم التمويل، والمفوضية تهتم بالمشتريات وتذهب المساعدات مباشرة إلى أوكرانيا"، مضيفة أنّ ذلك "يمكن أن يساعد في تسريع العملية". من جانبه، تعرضت مدينة باخموت الأوكرانية للقصف بنيران المدفعية الثقيلة، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي التقارير الواردة من مسؤولين في المنطقة، بأن روسيا شنت هجوما كبيرا جديدا قبل أيام من اكتمال مرور عام على بدء الحرب. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن قوات الدفاع الأوكرانية الصامدة منذ شهور، في المدينة الواقعة شرق البلاد تتصدى لهجمات برية جديدة، في ظل قصف عنيف. وقال الجيش الأوكراني إن قواته صدت على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، هجمات روسية في أحد التجمعات السكنية بمنطقة خاركيف، ونحو خمسة تجمعات في منطقة لوجانسك وستة في منطقة دونيتسك، بما في ذلك مدينة باخموت. وقال نائب القائد في إحدى الكتائب، إن جميع المواقع في مدينة باخموت محصنة، ولا يدخلها سوى الأشخاص الذين لهم دور عسكري، بينما سيتعين على أي مدني يريد المغادرة مواجهة نيران العدو. وقال بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك للإذاعة الوطنية الأوكرانية "لا يوجد متر مربع واحد في باخموت آمن، أو بعيد عن مرمى نيران العدو أو طائراته المسيرة". ومدينة باخموت هدف رئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن شأن الاستيلاء عليها أن يمنح روسيا موطئ قدم جديدا في منطقة دونيتسك، وانتصارا نادرا بعد عدة أشهر من الانتكاسات. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج للصحفيين، في بروكسل "نرى كيف يرسلون مزيدا من القوات والأسلحة والقدرات"، مضيفا أن ذلك بداية هجوم جديد. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن الهجوم الروسي على باخموت يقوده مجموعة فاجنر الروسية، وحققوا خلال الأيام الثلاثة الماضية انتصارات في الضواحي الشمالية لباخموت. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه، إن القوات الروسية تحاول محاصرة باخموت. وأضاف "شكرا لكل جنودنا الذين يمنعون المحتلين من تطويق باخموت... ويدافعون عن مواقعنا الرئيسية في الجبهة". وتشكل منطقتا دونيتسك ولوجانسك معا منطقة دونباس، التي تمثل قلب أوكرانيا الصناعي، والتي تحتل روسيا حاليا جزءا منها وترغب في السيطرة عليها بالكامل. وأعلن حاكم لوجانسك سيرهي هايداي، أن القوات الروسية تريد الاستيلاء على منطقة لوجانسك بأكملها، والوصول إلى حدودها الإدارية. وقال لوسائل الإعلام "لقد جلبوا بالفعل كمية كبيرة من الجنود والعتاد، ونحن بالفعل نلاحظ زيادة في القصف المدفعي والجوي". توتر في مولدوفا قال مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إنه سجل مقتل 7199 مدنيا وإصابة 11756 آخرين منذ بداية الغزو الروسي، معظمهم من جراء القصف والضربات الصاروخية والجوية. لكنه قال إنه يعتقد أن العدد الفعلي أكبر بكثير. وشنت روسيا ما أسمته "عملية عسكرية خاصة" من أجل "إزالة النازية" من أوكرانيا وحماية الناطقين بالروسية. ويقول زعماء غربيون إن الأمر مجرد استيلاء على الأرض. ووجهت رئيسة مولدوفا، اتهامات لروسيا بالتخطيط لنشر مخربين أجانب للإطاحة بحكومتها، واستخدام بلادها في الحرب على أوكرانيا. ونفت موسكو هذه الاتهامات. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "مثل هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة".