أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن برنامج تقييم أضرار تزايد قرود البابون وإيجاد الحلول الذي ينفذه المركز يسير وفق الخطة الموضوعة بدعم حكومي كبير وبالشراكة مع جميع الجهات ذات العلاقة، ويضم البرنامج مجموعة من الخبراء حول العالم. وبيّن المركز أنه قطع شوطًا كبيرًا في الرصد والتقييم وتحديد البؤر وحصر أسباب المشكلة ووضع خط أساس لمعالجتها إضافة إلى تنفيذ عدد من الحلول العاجلة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية. وفي هذا الصدد تم الانتهاء من المسوحات الميدانية لحصر أعداد ومواقع قرود البابون المستأنس الذي تتولد منه المشاكل، في 504 مواقع، وتم حصر الحلول المقترحة على مستوى العالم وقياس مدى فاعليتها وتطبيقها في المملكة، إضافة إلى تركيب أكثر من 300 لوحة إرشادية وتنفيذ 5 حملات توعوية على مستوى المملكة وانشاء تطبيق إلكتروني للبابون. كما استجاب المركز لأكثر من 2000 بلاغ عبر منصة فطري، وتم الانتهاء من إعداد خرائط للغطاء النباتي والمائي والحراري للمناطق المتضررة، إضافة إلى فحص الأمراض المشتركة لعينات من قرود البابون، كما تم إبعاد القرود عن مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومعالجة المشاكل الناجمة عنها في هذه المناطق. وفي العام 2023 سيواصل المركز تطبيق أفضل الحلول في المناطق المتضررة بناءً على نتائج الدراسة التي نفذها في العام 2022 مع الحرص ألا تكون حلولًا موقتة، بل حلولًا جذرية مستدامة تم الوصول إليها من خلال التشخيص الدقيق والمعالجة الشاملة الذي شارك فيه خبراء ومختصون محليون ودوليون لتعالج المشكلة من جذورها. ولأن مشكلة تزايد أعداد قرود البابون مشكلة قديمة يبلغ عمرها عقود ومتعددة الأبعاد، يؤكد المركز أن معالجتها تتم بشكل مرحلي تتطلب وقتًا وتحتاج تظافر الجهود، ويعد المواطن هو صاحب الدور الأهم في علاجها من خلال إيقاف التغذية البشرية المباشرة وغير المباشرة ذات التأثير الأساسي على سلوك الحيوان وتضخم أعداده، وذلك من خلال الاهتمام بالنظافة العامة والتوقف عن إطعامها في الأحياء السكنية والطرق العامة لوقف جذبها للمناطق المأهولة بالسكان.