بينما كانت الأسرة في رحلة بالسيارة في مرتفعات الهدا بمحافظة الطائف، طلب الأطفال من والدهم التوقف على جانبي الطريق من أجل مشاهدة قردة البابون، وهي تحتضن صغارها وتقفز برشاقة بين التضاريس الوعرة، وفيما حاول أحد الأطفال تقديم حبات من فاكهة الموز لها، فإن رب الأسرة منعه، مؤكداً، أن إطعام القردة من أسباب تكاثرها. ولحل مشكلة تزايد قردة البابون, بحث المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أمس في ورشة عمل بعنوان "الحد من أضرار تزايد قرود البابون", النتائج المرحلية لبرنامج دراسة أضرار تزايد أعداد قرود البابون والإنجازات التي تحققت وإيجاد الحلول، وذلك بمشاركة مختصين وخبراء محليين وعالميين. وتحدث الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور محمد علي قربان عن أبعاد المشكلة التي تُسبب بها تزايد قرود البابون، مُضِيفاً أن المركز عمل، ولا يزال على معالجة المعضلة بشكل ممنهج، مُسَخَّراً الإمكانات كافة لتحقيق الغاية المتمثلة في تقليل أضرار ذلك التزايد على البيئة والمجتمع، مؤكدًا أن البرنامج يسير وفق الخطة المحددة محققًا أهدافه المرحلية. وقدّمت الورشة في محاورها نظرة شاملة عن المشروع وأهم المنجزات التي تحققت متضمنة المسوحات الميدانية وإحصائيات أعداد قرود البابون في المملكة وأماكن توزيعها في المناطق المتضررة، إضافة إلى الحملات التوعوية وحصر أبرز الحلول، كما تحدثت الورشة عن الرصد الأرضي للغطاء النباتي والمائي والبيئات المكانية ودورها في توزيع البابون، واستعرضت المسوحات المجتمعية وآليات تعديل سلوك البابون. وطُرحت أساليب للتحكم في الأعداد كالتعقيم والتحكم الهرموني وحظر التغذية وأساليب حماية الممتلكات والمحاصيل والتخلص السليم من النفايات. واختتمت الورشة بحلقة نقاش طرح خلالها الحضور استفساراتهم على المختصين بشأن محتوى ومضمون الورشة. يُذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أطلق في وقت سابق برنامجه لتقييم أضرار تزايد أعداد قرود البابون، وذلك بهدف تقييم الأضرار الناتجة عن تزايدها في المواقع السكنية والزراعية مع إيجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الأضرار، كما يجري المركز دراسات لاحتواء مشكلة تزايد قرود البابون خاصة مع الآثار السلبية صِحِّيّاً وَاِقْتِصادِيّاً التي تتسبب بها في المناطق المتضررة.