أعلنت القيادة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال، ردا على استشهاد تسعة فلسطينيين، بينهم سيدة خلال عدوان لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها بشمال الضفة الغربية. وترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الخميس، في مقر الرئاسة في الضفة الغربية اجتماعا للقيادة الفلسطينية ضم أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لبحث تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي في جنين. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان خلال مؤتمر صحفي في مدينة رام الله عقب الاجتماع الطارئ إنه "في ضوء العدوان المتكرر على أبناء شعبنا والضرب بعرض الحائط للاتفاقات الموقعة، بما فيها الأمنية، نعتبر أن التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم يعد قائماً اعتباراً من الآن". ودعا البيان إلى قدوم لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجزرة للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن. واستشهد أكثر من 30 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري بينهم 5 أطفال وسيدة برصاص الاحتلال، النسبة الأكبر منهم في مدينة جنين، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية. وبجانب التصعيد الميداني، أقر المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل (الكابنيت) في السادس من يناير الجاري إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية على خلفية توجهها لمحكمة العدل الدولية في لاهاي من بينها اقتطاع مبلغ 39.6 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية. كما شملت الإجراءات، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجميد تصاريح البناء في منطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة في الضفة الغربية، وسحب التسهيلات الممنوحة للشخصيات الفلسطينية (في أي بي). من جهة ثانية شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الجمعة، سلسلة غارات جوية على قطاع غزة، محدثة أضرارا كبيرة في منازل المواطنين الفلسطينيين، فيما تصدت المضادات الأرضية للمقاومة لهذا العدوان. وقالت مصادر محلية في غزة، إن طائرات حربية من نوع "أف 16" وأخرى مسيرة بدون طيار، تناوبت على قصف موقع عسكري تابع للمقاومة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، يطلق عليه اسم "الكتيبة 13". وأضاف أن هذه الطائرات أغارت عدة مرات على هذا الموقع الذي كانت المقاومة كانت قد أخلته بأكثر من 20 صاروخا موقعة دمارا هائلا فيه، وأضرارا كبيرة في منازل المواطنين. كما قصفت الطائرات موقع "قريش" الكائن في حي "تل الهوا" جنوبي غربي مدينة غزة عدة مرات. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال في بيان، أن مقاتلاته هاجمت موقعا لإنتاج الصواريخ العسكرية تحت الأرض، تابعا لحركة حماس، يقع في منطقة المغازي وسط القطاع. وقالت مصادر محلية في غزة، إنه من المرات النادرة التي تقوم فيه المقاومة خلال تنفيذ غارات إسرائيلية بإطلاق الصواريخ بالتزامن على عسقلان ومستوطنات غلاف غزة، دون انتظار توقف العدوان. وأضافت أن رشقة صواريخ أطلقت من القطاع أثناء الهجوم الإسرائيلي على القطاع، في ظل إرباك كبير لحركة الطيران وصواريخ القبة الحديدية في أجواء غزة. وكانت مدينة عسقلان الساحلية المحتلة (تبعد 30 كم عن غزة) تعرضت الليلة الماضية لإطلاق رشقة من صواريخ المقاومة التي انفجرت داخل المدينة، دون اعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية. يأتي تبادل إطلاق النار عبر الحدود بعد اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية الخميس أسفر عن سقوط ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين. وتسود حالة من الهدوء الحذر قطاع غزة، بعد انتهاء الغارات ومغادرة الطائرات الحربية، مع الإبقاء على تحليق الطائرات المسيرة "بدون طيار". وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا الخميس عبرت فيه عن "قلقها البالغ" حيال العنف في الضفة الغربية، وحثت الجانبين على تهدئة الصراع.