يواصل نادي جازان الأدبي برنامجه المميز (رشفات سردية)، وفي لقائه التاسع، استضاف القاص والروائي عمرو العامري في حوار حول رحلته وتجربته الإبداعية في عالم السرد القصة والرواية ومسيرته الكتابية في مساء تولى إدارته صاحب التجارب الشعرية المتفردة الشاعر والمثقف إبراهيم زولي الذي استهل الأمسية مرحبا بالحضور متحدثا عن سيرة العامري الشخصية حياته العسكرية حتى وصل لرتبة عميد بحري. وذكر أنه من مواليد محافظة ضمد وهو. شغوف بالأدب والأسطورة.. وحاصل على درجة الماجستير في العلوم البحرية. وقاص، وأديب، ومثقف، ويعشق الأسطورة ويعتبر من الذين حفروا عميقاً في ذاكرة مدورة السرد السعودي. مفسحا له المجال للحديث عن تجربته في البدء تحدث العامري عن سعادته بتواجده في أدبي جازان الذي احتواه وقدم له مجموعته الأولى قبل أربعين عاما مضت. مضيفا أنه لم يكن يريد هذا الظهور والمنصات بصورة عامة. ليس لسبب معين ولكن حسبما يرى بأن جيله قد قدم ما لديه. ويجب عليه التقاعد كما يجب على لاعب كرة القدم بعد مرحلة معينة من العمر فكذلك الحال بالنسبة للأديب. ويرى بأن المنصات هي حاليا للشباب وليست لهم إلا أن إصرار رئيس النادي، الأستاذ حسن الصلهبي له بأن يكون ضيفاً على النادي، وأيضا ليلتقي بمحبيه من الأدباء والمثقفين. ويشير أن كتاباته بدأت في مجلة اقرأ. وصحيفة عكاظ. حيث بدأ بكتابة الشعر، ولكن المحرر أقنعه بأن كتابة السرد لديه أفضل من كتابة الشعر. ومن بعدها بدأ يكتب في منشورات سردية أو نصوص، حيث ما لبث أن انقطع عن الكتابة والمشهد الثقافي لفترة أربع سنوات، وذلك لسفره لباكستان في بعثة تعليمية. ويضيف أن تلك الفترة انقطع فيها عن المشهد الثقافي، وقابل عدة أجناس من دول مختلفة من فلسطين، ليبيا، الأردن وخليجيين. وكانوا طلاب علم وبينهم نخب من المثقفين والأدباء ولديهم بعض الكتب الثقافية المختلفة وقرأ العديد منها واكتسب ثقافة جديدة وانفتحت ذاكرته الثقافية مرة أخرى عاد بعدها لممارسة الكتابة والسرد بشغف شديد. كما أشار إلى محطه هامة ومفصلية في حياته وهي حين استعانت الحكومة البحرينية بالبحرية السعودية لإزالة الألغام التي كانت منتشرة في منطقة الخليج والبحرين بصورة خاصة آنذاك نتيجة لما يسمى بحرب الخليج الأولى وكان يكتب لمجلة اقرأ وصحف عكاظ الرياضية الشرق الجزيرة وبالعودة إلى نتاجه الأدبي قال: إن مجموعته الأولى (طائر الليل) التي صدرت عن نادي جازان الأدبي وهي التي قدمته للمشهد المحلي. وأنه يدين بالفضل لنادي جازان الأدبي ولأستاذه عمر طاهر زيلع والذي كان يقوم بأعمال النادي وقتها وكان يوجهه ويشجعه. ومن ثم أصدر روايته الثانية (جنوبجدة شرق الموسم). وبتشجيع من زميله عبدالرحمن المولى كما أصدر (غابات مؤجلة) ثم أصدر بعد تقاعده كتاب السيرة مذكرات ضابط سعودي ليس للأدميرال من يكاتبه وهذه السيرة التي عرفه من خلال القارئ العربي ويرى في عنوان الكتاب دور في ذلك ثم أصدر روايته تذاكر العودة وأيضا من أساطير القرى وهي حكايات شعبية وكذلك أصدر ديرة الوحشة كما أصدر روايتي بيت أمي وغربة الشيح وكذلك سأمضي نحو الربيع العامري أضاف أنه كان يواجهه إشكالية في التوزيع كغيره ويرى أن الإشكالية لاتكمن في النشر والكتابة وختم حديثه بأنه عاش كثيرا من اللحظات القلقة والمطربة في الكتابة إلا أن الكتابة تأتي طوعا عندما. نشعر أن لدينا شيئا مختلفا نريد أن نقوله، نكتب لأننا نتمرد (الكتابة فعل تمرد) نكتب لأننا نتداوى بالكتابة، نكتب لنضيف إلى أعمارنا عمرا، وللحياة رصيفا صغيرا يتنزه عليه عاشقين وغصنا يحط على طائر عائد من رحلة الغربة. وأضاف لقد منحتني الكتابة الكثير، ومنحتها الكثير، منحتها الصدق والانحياز للجمال ولا غيره، ومنحتني صداقتكم وصداقة الكثيرين الذين حتى لا أعرفهم ولم ألتق بهم، ومنحتني ما هو أهم، لقد كانت الكتابة عربوني للمرأة التي أحب، ودون الكتابة ربما ما كنا لنلتقي أو يقوم هذا الجسر الممتد من القلب إلى القلب، وأظن أن هذا وحده سببا كافيا كمهر للكتابة. وأخيرا فإن الكتابة تصعد بنا للأعلى والأعلى، وكلما صعدنا رأينا أبعد رأينا أكثر ورأينا أعمق. بعدها قدمت عدة مداخلات وأسئلة للروائي عمرو العامري والتي قدمها عدد من النقاد والمتابعين لسيرته وأعماله ثم كرم رئيس نادي جازان الأدبي الأستاذ الشاعر حسن الصلهبي ضيف الأمسية ومديرها مشيراً إلى تجربته العميقة ورحلته في عالم السرد والكتابة مشيدا بإدارة الأستاذ الأديب والشاعر إبراهيم زولي للأمسية.