كتاب "تعليم الخرجوالدلم في مئة عام" لمؤلفه: عبداللطيف بن محمد المهيني أمين اللجنة الثقافية ومشرف تربوي بتعليم الخرج، يتناول المؤلف في كتابه: التعليم في الخرجوالدلم وما مر به من تحولات خلال ال100 عام الماضية، حيث تناول فيه "التعليم بمفهومه العام" الذي أكد على وجوده على مرّ العصور وفي كل مكان يوجد ويعيش فيه الإنسان، و-يعني ذلك أنّه يتعلّم-، ويبقى المسلم حريصاً على أن يتعلم ما يعرّفه بربه ودينه ورسوله، ومهتماً بأن يحفظ ويقرأ ويكتب حتى يقرأ القرآن ويعرف الأحكام، لذلك هناك متعلم وهناك معلم. وفي الجزيرة العربية وبالتحديد في المملكة مع بداية تأسيسها، كان التعليم تقليدياً إلا ما كان عليه نظام التعليم في الحجاز تحديداً في بعض المدارس والدور، وكذلك الأحساء بنسبةٍ أقل، أما في نجد فطال به الأمد تعليماً تقليدياً يرفض التغيير والتطوير، مع وجود علماء ومعلمين أفاضل وكبار مخلصين زاهدين يعلمون الصبية تعاليم الدين وعلوم الحياة، إلى أن قيّض الله لبلاد نجد والحجاز وما جاورها الإمام الهمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- فأمر في عام 1344ه بإنشاء مديرية المعارف التي تؤسس للتعليم النظامي في المملكة، هنا أقف مستعرضاً كتاباً جمعت معلوماته ووثائقه وصور شخصياته للحديث عن تاريخ التعليم في إقليم الخرج (الخرجوالدلم) ومراكزها. ويؤكد المؤلف أنه حرص على بدأ الكتاب بنبذة مختصرة عن محافظتي الخرجوالدلم، تلتها مقدمة تعريفية عن الكتاب فكرته وأهدافه ومضمونه، ثم وريقات عن الملك عبدالعزيز والتعليم (كيف تعلم - اهتمامه بنشر التعليم)، بعدها لمحات عن مديرية المعارف (بداياتها - مديرو المعارف - أبرز المؤلفين عند بداية المديرية والمدارس التابعة لها)، تلا ذلك تاريخ تأسيس إدارات التعليم بالمملكة، وبإيجاز عن الحالة التعليمية في الخرجوالدلم بين عامي 1344 - 1362ه وأبرز العلماء خلال هذه الفترة، بعدها لمحة عن المدرسة الوزيرية التي أنشأها الوزير ابن سليمان -رحمه الله- مع بداية مشروع الخرج الزراعي، ودور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في نهضة الحركة التعليمية بالدلموالخرج وأسماء طلاب الشيخ إبان فترة قضائه في الدلم. وأبرزتُ جهود ملوك المملكة في تأسيس وتطوير التعليم، وكذلك وزراء المعارف والتربية والتعليم بين عامي 1373 - 1442ه، بعدها كان الحديث عن إدارة التعليم بالخرج (مراحل التأسيس والنشأة والتطوير) وأبرز روّاد التعليم بها ومؤسسيها، ثم أفردت لمديري التعليم بالخرج سيرهم الذاتية بين عامي 1379 - 1443ه، كذلك أسماء مساعدي مديري التعليم ومؤسسي أقسام الإدارة والمدراء الحاليين، ثم جاء التدوين عن جميع مدارس تعليم الخرج ومعاهدها منذ أول مدرسة تأسست عام 1362ه حتى آخر مدرسة تأسست عام 1443ه مع ذكر أوّل مدير لكلّ مدرسة ومديرها الحالي وصور المدارس ومواقعها. تلا ذلك سير مختصرة عن جميع رجال التربية والتعليم بالخرجوالدلم الذين وردت سيرهم في موسوعة تاريخ التعليم بالمملكة في مئة عام الصادرة عام 1421ه من قبل وزارة المعارف وهم 135 معلما ومربيا، كما أفردت صفحات لأهم المناسبات والزيارات التي قام بها ولاة الأمر والمسؤولون لمدارس الخرجوالدلم وطلابها، واختتمت الكتاب بوفاء وتقدير لسيرة ومسيرة بعض المربين الفضلاء كوالد المؤلف: محمد المهيني، وكذلك الكاتب والمؤرخ حمد الجاسر وعبدالكريم الجهيمان وسليمان السكيت -رحمهم الله-. وأضاف المهيني قوله: ما أحب أن أنوّه به هنا، ما احتواه الإصدار من مئات الصور ما بين شخصيات ومدارس ومناسبات. علماً بأن المادة العلمية استغرق في جمع معلوماتها وصورها أكثر من ثلاث سنوات، وتكفل بطباعته وتوزيعه مجاناً الشيخ فهد بن عمر بن معيقل وحرمه دعماً وتقديراً للتعليم ورجاله، كما رعى تدشين الكتاب محافظ الخرج السابق مساعد بن عبدالله الماضي في حفلٍ أُعد بهذه المناسبة، وخصصت قيصرية الكتاب مشكورةً يوما للاحتفاء بهذا الإصدار عبر منصة توقيع كتاب، بحضور جمع كبير من المثقفين والأدباء.