لم يحدثنا التأريخ أبداً عن جلادين متمرسين أبدوا الرحمة أمام ضحاياهم، فالجلاد أشبه ما يكون بشيطان عديم الرحمة ومجرد آلة لا تعرف غير مهمة قتل الأنفس، ومن هنا فإن رئيس النظام الإيراني إبراهيم رئيسي عندما يتعهد في تصريحات نقلها التفزيون الايراني يوم الثلاثاء الماضي، بأن نظامه لن يرحم المعادين لنظام الملالي، فإن الشعب الإيراني بشكل خاص، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في العالم بشكل عام، ينظرون بسخرية بالغة إلى كلامه هذا لأنه يصدر عن سفاح وجلاد مجزرة صيف عام 1988، الخاصة بتنفيذ أحكام الإعدام بأكثر من 30 ألف سجين سياسي! سفاح مجزرة صيف 1988، له سمعة بالغة السوء إذ إن سجل جرائمه وانتهاكاته تسبق مجزرة صيف 1988، فهو ومن خلال تماديه في القسوة والوحشية تجاه ضحاياه قد أثبت للنظام الإيراني بأنه جلاد فريد من نوعه وأنه لا يتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم وأكثرها وحشية بوجه من يقفون بوجه النظام، والمثير للسخرية والتهكم أنه لا يوجد في سجله الاسود أنه قد كان رحوماً في يوم الأيام تجاه ضحاياه وقد جاءت مجزرة صيف عام 1988 لتثبت وتؤكد المعدن البربري لهذا السفاح. عندما قام خامنئي بالإعداد لترشيح هذا السفاح وهندسة الانتخابات الرئاسية في العام 2021، وتنصيبه كرئيس للنظام، فإن الشعب الايراني كان يعلم مسبقاً بأن خامنئي ومن خلال تنصيبه لهذا الجلاد إنما أراد أن يكشف مرة أخرى عن المخالب والأنياب الدموية للنظام وهو بذلك قد كلف رئيسي بمهمة مشابهة لمهمة مجزرة صيف 1988، وذلك من أجل مواجهة المد الثوري المتعاظم في أوساط الشعب الايراني برفض النظام والنضال من أجل إسقاطه ولاسيما وإن انتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، قد أثبت مدى كراهية الشعب الايراني لهذا النظام ورغبته بزواله. اليوم وبعد أكثر من ثلاثة عقود من مشاركة السفاح رئيسي في ارتكاب مجزرة صيف 1988، فإن تحدثه عن الرحمة هو كلام مثير للتقزز والسخرية البالغة، ذلك إن الرحمة والشفقة تجسد عمق الاخلاق الانسانية والسماوية وهي لاتمت بصلة لرئيسي ونظامه حتى يتحدثون بشأنها خصوصا وإن هذا النظام الذي يقوم على مر الاشهر المنصرمة على إندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية بوجهه بإرتكاب أبشع وأسوء الجرائم وأفظعها بوجه الشعب الايراني، ليس جديرا أبدا بأن يتناول أحد مسؤوليه عموما ورئيسي بشكل خاص، موضوع إبداء الرحمة تجاه من يقفون بوجه النظام. النظام الايراني عندما يلجأ لهكذا حديث على لسان السفاح رئيسي، فإن ذلك ليس بشئ جديد على النظام بل إنه يعكس حقيقة أمره ويبين للعالم كله معدنه الردئ وكيف لا، فهل سمعتم عن يوما عن جلاد وسفاح متمرس في القتل والجريمة وهو يرحم ضحاياه؟! *عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية