روحاني اعترف أن تنفيذ العمليات الإرهابية في الخارج يتخذ في المجلس الأعلى لأمن النظام في أعقاب مهزلة الانتخابات الرئاسية في إيران، وعشية إقامة التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية، والذي يعد أكبر استعراض لقدرات المقاومة الإيرانية بعد مقاطعة الشعب الإيراني ل«انتخابات» الرئاسة، أجرت «الرياض» حواراً مع السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، وقد أجابت على أسئلة مهمة تتعلق بظروف إيران الداخلية والإقليمية والدولية في هذا الظرف الدقيق، وكذلك الحديث عن مواقف المقاومة الإيرانية وخطوطها العريضة لإيران المستقبل بهدف إطلاع الرأي العام في العالم العربي، وإليكم نص الحوار: أي اتفاق غربي مع النظام ليس سوي انتهاك لحقوق الشعب الإيراني ونشر الإرهاب خارجية إيران غطاء للإرهاب * عمليات إرهابية كبري في أوروبا وأنحاء العالم يخطط لها رئيس النظام الإيراني، والولي الفقيه، عبر السفارات الإيرانية ودبلوماسييها، ومعظمها موجّه لمعارضين إيرانيين في الخارج، بينما تتعامل الدول الأوروبية والغرب مع هذه الجرائم بنوع من التساهل، بحيث لا تحمّل النظام هذه المسؤولية، هل سياسة الاسترضاء هذه تشجع النظام بالتخطيط والترتيب باستمرار لعمليات إرهابية أخري؟ * نظام الملالي الحاكم في إيران بني علي كبت الحريات وتصدير الحروب والإرهاب، ويؤكد الخبراء أن حكومة روحاني التي تدعي أنها اعتدالية كانت من أكثر حكومات النظام حكومة أمنية استخباراتية منذ 42 عاماً من عمر النظام، وتحوّلت سفارات النظام الإيراني في بلدان المنطقة والعالم إلي بؤرالتجسس والأنشطة الإرهابية. وفي هذا المجال ألفت انتباهكم إلي تصريحات روحاني في إبريل كم، خلال اجتماعه مع أعضاء حكومته، حيث قال: «عندما نريد أن ننفذ علمية دفاعية أوعملية هجومية في مكان ما... تتم مناقشة تلك العمليات في المجلس الأعلي للأمن القومي، وفي النهاية عندما يتخذ قرار فيجب أن يصادق عليه خامنئي، قد تبرز خلافات في الرؤي ووجهات النظر غير أنها تناقش في نهاية المطاف في المجلس، ويتخذ القرار بشأنه في جميع القضايا المهمة التي تخص المنطقة سواء العراق أو سورية، أو سابقاً أفغانستان، أو اليمن، أو لبنان... كلها تتم مناقشتها واتخاذ القرار بشأنها في المجلس الأعلي للأمن القومي». مقاطعة الانتخابات الرئاسية باتت كابوساً مستمراً لخامنئي كما أوضح جواد ظريف في تسجيل تم نشره قبل أشهر: «معظم السفراء... ووزارة خارجيتنا لها طابع أمني في شاكلتها الأساسية، إن وزارة خارجيتنا منذ بدايتها كانت تواجه قضايا أمنية، وإن جدول الأعمال المحدد للخارجية منذ بداية الثورة كان عبارة عن جدول أعمال سياسي وأمني... في التسعينات أغلقت المديرية الاقتصادية لوزارة الخارجية، وبدلاً عنها فتحوا مديريات إقليمية، حيث كانت لها توجهات معظمها سياسية وأمنية». إن الملالي يمرّرون السياسة الخارجية بالاعتماد علي الإرهاب، وينفذّون الإرهاب تحت غطاء السياسة الخارجية، والحق في هذا المجال مع السيد سيكورسكي نائب البرلمان الأوروبي ووزير خارجية بولندا السابق حيث قال: «إن ظريف عبارة عن نسخة مبتسمة ل «ربين تروب» وزير خارجية هتلر». وصول السفاح «رئيسي» لرئاسة النظام يشكل مؤشراً على الإفلاس وعلامة لسقوط الملالي إن محكمة آنتورب البلجيكية وبعد سنتين ونصف من التحقيق حول المخطط الإرهابي لنظام الملالي بتفجير التجمع السنوي للمقاومة في قاعة فيلبنت الباريسية، أصدرت قرارها بحبس 20 عاماً بحق الدبلوماسي الإرهابي للنظام أسدالله أسدي كما دانت ثلاثة عملاء متعاونين معه ب 15 إلي 18عاماً من السجن. إن هؤلاء خططوا لوضع قنبلة في التجمع الكبير للمقاومة الإيرانية عام 2018م حيث كانت هناك حشود من الإيرانيين إضافة إلي مئات الشخصيات السياسية البارزة من الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وكانوا ينوون زرع القنبلة بأقرب نقطة مني ومن الضيوف غير أن المخطط تم إحباطه وإفشاله في ساعاته الأخيرة. وأعلن رئيس جهاز الأمن البلجيكي في المحكمة:«أن مخطط الهجوم كان مدبّراً من قبل النظام الإيراني وبإشرافه، ولم يكن المخطط من قرار أسدالله أسدي الشخصي»، نعم حيث إن المتهم الرئيس كان دبلوماسياً رسمياً تابعاً للنظام، فكان من الواضح أن الطرف الرئيس الذي جرت محاكمته كان نظام الملالي، وأثبتت المحاكمة أن نظام الملالي نظّم ودبّر عملية إرهابية واسعة النطاق، كما أثبت هذه المحكمة حقيقة دامغة أخري وهي أن النظام يشعر بخطر السقوط كحد سيف علي عنقه، ومن أجل التصدي لبديله الديمقراطي يقبل المواجهة بأخطر المجازفات. نعلن تضامننا مع جيراننا العرب وفي مقدمتهم المملكة لنشر السلام بالمنطقة غير أن المجتمع الدولي لم يعد بريئاً في هذا الملف، لأن سياسة المسايرة والمداهنة خلال أربعة عقود أعطت الفرصة للملالي الدمويين أن يباشروا القمع الوحشي ضد أبناء الشعب الإيراني وأعدامات يومية، وكذلك إشعال الحروب وتصدير الإرهاب إلي كل من العراق وسورية واليمن ولبنانوأفغانستان والبلدان الأخري فيالشرق الأوسط، إلي جانب إصرارهم على المشروع النووي التسليحي وإيصال مديات صواريخهم والمواد المتفجرة إلى قلب أوروبا. يجب منع النظام من استغلال تسهيلاته القانونية والدبلوماسية والمصرفية والتقنية لتمرير الإرهاب مطالب ثلاثة يجب تطبيقها * ما الرؤية الصحيحة للمجتمع الدولي تجاه الإرهاب الحكومي الذي يمارسه النظام الإيراني؟ * للإجابة على هذا السؤال يجب أن نأخذ بنظرالاعتبار حقيقة مهمة: إن الإرهاب الذي يمارسه النظام الإيراني ليس منفصلاً عن الكبت المسيطر عى وطننا، كما أنه ليس منفصلاً عن برنامج السلاح النووي والصاروخي، ولا من إشعال الحروب وارتكاب الجرائم في المنطقة. فالردّ علي السؤال هو في اعتماد سياسة حازمة وصارمة حيال هذا النظام قبل أي اعتبارآخر. على جميع الدول الإسلامية والعربية تشكيل جبهة موحّدة للتصدي لنظام الملالي لإشعاله الحروب إدانة نظام الملالي في محكمة انتورب تعد خطوة كبيرة، لكنها يجب أن تستمر حتي الاجتثاث الكامل لماكينة إرهاب النظام، يجب علي الأممالمتحدة والدول الأعضاء، وخصوصاً الحكومات الغربية، أن تمنع النظام من توظيف واستغلال تسهيلاته القانونية والدبلوماسية والمصرفية والتقنية من أجل تمرير إرهابه، علي وجه الخصوص من الضروري وكما أعلنته من قبل اتخاذ الخطوات الثلاث التالية: إغلاق السفارات وسائر مراكز النظام في أوروبا، وهي بؤر الإرهاب كلها، واشتراط إعادة العلاقات الطبيعية الدبلوماسية بإنهاء المخططات الإرهابية، وبمراعاة حقوق الإنسان في إيران. إدراج وزارة المخابرات وقوات الحرس بكامل كيانهما في قوائم الإرهاب، مع مطاردة عملائهما ومرتزقتهما تحت مختلف المسمّيات وإخراجهم، مع منع منح اللجوء والجنسية لهؤلاء الأشخاص. ملاحقة رموز النظام الذين هم المسؤولون وأصحاب القرار لماكينة الاغتيالات والجرائم، ويجب مثولهم أمام العدالة. ٪ المشارکون في الانتخابات 10 * إن فخامتكم وحركتكم دعوتم إلي مقاطعة شاسعة للانتخابات في إيران، إن الأرقام والإحصائيات للوقائع تشير الآن أن المقاطعة كانت ناجحة، ما تقييمكم عنها؟ وما تداعياتها في المرحلة المقبلة؟ o أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن نسبة المشاركة في مهزلة انتخابات الملالي كانت أقل من 10 ٪ من الناخبين، وذلك استنادًا إلي تقارير شبكاتها الاجتماعية الواسعة في أرجاء إيران، إن هذا التقييم مسنود بتقارير لأكثر من 1200 من مراسلي قناة الحرية (تلفزيون المقاومة الإيرانية) من قرابة 450 مدينة، ووفقًا لآلاف من مقاطع الفيديو من آلاف مراكز الاقتراع، وبالرغم من أن عمليات الغش والتزوير وزيادة الأرقام عدة مرات اضطر النظام للاعتراف بمشاركة 48 ٪ من الناخبين فقط. ومن الطريف أن حسب الأرقام المعلنة الحكومية فإن 13 ٪ منها كانت أصوات بيضاء وباطلة، وفي طهران العاصمة حتي لو لم نأخذ بنظرالاعتبار الأصوات الباطلة فإن الأرقام التي أعلنتها الحكومة تشير إلي مشاركة أقل من 20 ٪. إن نسبة عدم المشاركة حسب الأرقام الحكومية ارتفعت أكثر من ضعفين بالمقارنة مع مسرحية الانتخابات عام 2017م، وكانت الأصوات الباطلة في بعض مناطق الاقتراع الرتبة الأولى، وفي معظم المناطق الرتبة الثانية بين المرشّحين!. إن هذه المقاطعة العامة والناجحة عكست في الحقيقة إرادة الشعب الإيراني لإسقاط النظام، وكانت الوجه الآخر من انتفاضة نوفمبر 2019م، وإن هذه المقاطعة كانت أكبر استعراض سياسي واجتماعي في وجه خامنئي والاستبداد الديني، ومن شأنه تقدم تهنئة تاريخية للشعب الإيراني في المعركة الكبري التي يخوضها ضد النظام حيث رأي العالم الحقيقة بعينيه، وثبت مرة أخري بأن صوت الشعب الإيراني هو إسقاط نظام الملالي، كما اتضحت مرة أخري بأن عقد الصفقات مع هذا النظام وسياسة المسايرة معه يفقدان الشرعية، لقد خرجت الدكتاتورية الدينية من هذه الانتخابات الفاضحة أكثر ضعفاً وهشاشة، وأصبح يتدحرج في منحدرالسقوط، النظام سيسقط أخيراً بانتفاضة شعبية وبيد جيش التحرير، وإن الحرية والجمهورية الديمقراطية من الحقوق المؤكدة للشعب الإيراني. خامنئي يرتعد خشية الانتفاضة * من خلال مهزلة انتخابات نظر إليها العالم نظرة الريب والتشكيك، أُعلن عن إبراهيم رئيسي الذي له سجل معروف للقاصي والداني حافل لانتهاك حقوق الإنسان رئيساً جديدًا، ما تقييمكم عن الرئيس الجديد للنظام الإيراني؟ * إن رئيسي سفّاح مجزرة 1988 م، وجزار مجاهدي خلق، يعد الورقة الأخيرة لخامنئي لبقاء النظام. إن تبوّء سفاح المجزرة الجماعية ومجرم ضد الإنسانية في منصب رئاسة النظام يشكل مؤشراً للإفلاس، وعلامة لنهاية النظام وسقوطه، وكان رئيسيعضواً في لجنة الموت المكوّنة من أربعة أشخاص، وهي اللجنة التي أشرفت علي تنفيذ فتوي الخميني لارتكاب المجزرة الجماعية ضد أعضاء مجاهدي خلق القابعين في السجون، حيث أمر الخميني بأن أي سجين من مجاهدي خلق وهو متمسك بمواقف مجاهدي خلق ومستمر بولائه لهم فإنه محارب يجب إعدامه، وخلال فترة قصيرة تم إعدام 30 ألفاً من السجناء، حيث كان إبراهيم رئيسي أحد المنفّذين والمشرفين الرئيسين فيهذه المجزرة. وخلال الإتيان بهذا الجلاد، ينوي خامنئي أن يحصّن خطه الدفاعي أمام خطر الانتفاضات التي تترصد له من جهة، وأن يكون المجال أمامه مفتوحاً للمضي قدماً في مشروعاته الصاروخية والنووية، وكذلك تدخلاته الإقليمية من جهة أخري، بحيث إذا اتجه النظام إلي هذه الاتجاهات لا يجد أمامه عراقيل من داخله. غير أن خامنئي يحاول يائساً إنقاذ نظامه باستخدام مثل هذا الجلاد، ومثلما فشلت دكتاتورية الشاه بتنصيب الجنرال إزهاري في أيامه الأخيرة في منصب رئاسة الوزراء في إنقاذ نظامه، فإن خامنئي لن ينجو من خلال إتيانه بإبراهيم رئيسي. الديکتاتورية الدينية ليست مؤهلة للإصلاح * الإدارة الأميركية السابقة ضغطت بشدة علي النظام الإيراني لتغيير سلوكه، بينما النظام يراهن اليوم على اجتماعاته مع الإدارة الديمقراطية لتقديم التنازلات، هل تعتقدون أن هذه الاجتماعات ستغير سلوك النظام، أم أنها مناورة كسابقاتها؟ * تشير الدراسة عن السياسة الخارجية للنظام الإيراني فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة بأن النظام الإيراني لا يستطيع أن يستمر في حياته بلا قمع وحشي داخلي، وبلا تصدير الإرهاب وإشعال الحروب بسبب طبيعته الكهنوتية، فلهذا السبب أن هذا النظام لا يستطيع أن يقيم علاقات سلمية متبادلة مع الولاياتالمتحدة الأميركية، ولا مع دول المنطقة، ولا مع جوارنا العربي. وفي الجانب الآخر بسبب تقييم خاطئ عن طبيعة الدكتاتورية الدينية فإن الأطراف الأجنبية لهذا النظام كانت تحاول دوماً تعديل تصرفات النظام من خلال المهادنة والمسايرة تجاهه وتقديم التنازلات له، غير أننا قد قلنا من اليوم الأول إن هذه الديكتاتورية الدينية ليست مؤهلة للإصلاح ولا تعديل تصرفاتها، فإن الطريق الوحيد لاستتباب السلام والهدوء هو إسقاط هذا النظام. لقد أكد خامنئي مراراً وتكراراً أن تغيير التصرفات بالنسبة للنظام سيؤدي إلي تغيير النظام برمته، وقد أدّت هذه السياسية الخاطئة إلي تجرّؤ الملالي في تصعيد سياستهم بتصدير التطرف الديني وإشعال الحروب والتدخلات الخارجية وسعيهم للحصول علي القنبلة النووية. وخلال ستة أشهر ونصف الشهر مضت علي تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، لقد ظهرت هذه الحقيقة مرة أخري بأنه خلافًأ لما كانت تتوقعه ربما الدول الغربية، فإن النظام قد شدد مساعيه للحصول علي القنبلة النووية، فضلاً عن هجماته الإرهابية فيالعراق وفي اليمن وفي البلدان الأخري للمنطقة، أينما شعر النظام بأن جرائمه لن تواجه رد فعل جاد أو عقوبات جادة فانه يتجرؤ لارتكاب المزيد. وفي الحقيقة لم يدفع هذا النظام حتي الآن ثمناً باهظاً جراء جرائم حرب اقترفها في المنطقة ولا مقابل إشعاله الحروب ودعمه للإرهاب، ولقد أثبتت التجربة بأن الملالي لا يفهمون سوي لغة الصرامة والقوّة. وكان موقفنا الذي أعلناه يوم 14 يوليو 2015م وهو يوم الإعلان عن الاتفاق النووي: «إن الاتفاق الذي لا يأخذ بنظر الاعتبار حقوق الإنسان للشعب الإيراني ولا يتبناها ولا يؤكد عليها، فإنه ليس سوي مشجع علي مزيد من ممارسة القمع والإعدامات بلا هوادة من قبل هذا النظام، وانتهاك حقوق الشعب الإيراني وخرق البيان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأممالمتحدة.. لأن الشعب الإيراني هو الضحية الرئيسة للبرنامج النووي المشؤوم». والآن أوكد مرة أخري أن أية جهة أرادت احتواء النظام من خلال منحه التنازلات كأنها باتت تغذي وتربي الأفاعي في أردانها وسوف تؤدي إلي نتيجة عكسية، فإذا رغبتم في عدم حصول النظام علي القنبلة النووية فيجب أن القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة أن تعود إلي الواجهة وتنهي الترتيبات الخاصة بعمليات التخصيب والمواقع النووية للنظام بصورة نهائية، وأن تعاد عمليات التفتيش المفاجئة في كل وقت ولكل مكان. إنها رؤية خاطئة بأن انخفاض العقوبات الدولية قد تؤدي إلي عزوف النظام عن عدوانيته، لن يحدث ذلك أبداً، بالمناسبة أن النظام وتحت مظلة الاتفاق النووي استطاع من استفحال إرهابه في الساحة الأوروبية بصورة منفلتة. إبراهيم رئيسي سفاح يجب مطاردته * ما تقييمكم كمعارضة إيرانية لدور الإدارة الأميركية تجاه إرهاب نظام الملالي داخل إيران وخارجها، لا سيما بعد وصول إبراهيم رئيسي لسدة الحكم؟ كما ذكرت أعلاه، فإن الإرهاب في هذا النظام ليس منفصلاً عن حقوق الإنسان وعن المشروعات النووية والصاروخية وعن السياسة الإقليمية. يشعر النظام بالأمن والأمان إزاء اقترافه الجريمة داخل إيران وخارجها وانتهاكات قرارات مجلس الأمن، كانت الدول الغربية تأمل بعد الاتفاق النووي لعام 2015م أن يغير النظام الإيراني سلوكه في المنطقة ويوقف الإرهاب والتحريض على الحرب، لكن العكس حدث، فبعد عام 2015م استأنف النظام نشاطه الإرهابي في أوروبا فضلاً عن تدخلاته في المنطقة، وواصل سراً مشروعاته النووية، لذلك يتوجب على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات شاملة على النظام ليس فقط بسبب الملف النووي، بل بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان، والإرهاب، وإجبار النظام على دفع الثمن، وفي هذه الحالة الوضع سيكون مختلفاً. هذا التوجّه ضروري بشكل مضاعف مع رئاسة إبراهيم رئيسي، ينبغي للمجتمع الدولي ألاّ يعترف برئاسة شخص تورط حتي المخّ في جرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية، وينبغي ألاّ يقبل دخول مثل هذا الشخص إلى الأممالمتحدة أو أراضي أي دولة في العالم، وعلي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة أن تبادر بالتحرك من أجل مطاردة هذا الشخص. بحجة المفاوضات النووية، ينبغي عدم السكوت إزاء وصول سفّاح 1988م إلي الرئاسة، أو تجاهل جرائمهم في المنطقة، من دون ذلك فإن النظام سيتقدم في المجال النووي ويصبح أكثر خطورة في ارتكابه الجرائم الأخرى، يعيش هذا النظام أضعف مراحله وسيسقطه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، ويجب على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية وليس إلى جانب القتلة، فهذا مطلب الشعب الإيراني وضرورة السلام في المنطقة والعالم. ٪ النظام ليس له أکثر من 4 * فساد مالي ووضع اقتصادي صعب يعيشه المواطن الإيراني، نتج عنهما تظاهرات كبيرة، وحتي لو كانت الشعارات معيشية إلاّ أن وراءها غايات سياسية، لماذا هذا الإصرار علي الدفع بأموال الشعب لأذرعه الإرهابية في المنطقة العربية على الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة في الداخل، والعقوبات الأميركية؟ * فيما يتعلق بهذا النظام فالمعادلة بسيطة جداً وواضحة، فهو يعلم جيداً أنه لا مكان له بين الشعب الإيراني، فإذا أجريت انتخابات حرة برعاية الأممالمتحدة، فلن يحصل هذا النظام حتى على 4 ٪ من الأصوات وقاليباف، رئيس مجلس النواب للنظام ، قال مراراً وبصراحة إننا حكومة 4 ٪، لذلك وجد النظام طريقه للبقاء منذ اليوم الأول في اعتماد الإرهاب والتحريض على الحرب والحصول علي القنبلة الذرية، لذلك صرّح خامنئي أنه إذا لم نقاتل في سورية والعراق، فيجب أن نقاتل في طهران وأصفهان وكرمانشاه. لذلك، فإن الأولوية في ميزانية النظام هي القمع، والمشروعات العسكرية والنووية وتأجيج الحروب، وما إلى ذلك، وليس من العجب أن بلداً يجلس الآن على بحر من النفط والغاز غير قادر على توفير الكهرباء في الصيف، التدخل في شؤون الغير والقنبلة الذرية هما عمودان للحفاظ على حكم الملالي سيئ السمعة، حيث استخلص خامنئي التجربة من سقوط الشاه بأن لا يترك أبداً تخلخلاً للقمع المطلق، واستخلص التجربة من سقوط النظامين في العراق وليبيا إلى أنهما لم يكن بالإمكان إسقاطهما لو أنهما كانا قادرين على مواصلة برنامجهما للمشروعات النووية. المعارضة في الخارج والمقاومة في الداخل * بالحديث عن الشعب الإيراني جل المعارضة الإيرانية موجودة في الخارج، بينما النظام الإيراني يقمع بشدة كل من يتحرك بالداخل، هل ما زال هناك أمل علي تغيير النظام من داخل إيران؟ o نعم بالتأكيد، ليس هناك أمل موجود فحسب، بل هناك حملة كبري من أجل تغيير النظام داخل إيران قد انطلقت منذ فترة. لنتأمل تطورات العامين الماضيين، فالانتفاضة في أواخر عام 2019م كانت في الواقع مناورة وتمرين لعملية إسقاط النظام من قبل الشعب والمقاومة، انظروا إلى انتفاضة 2020م حيث كان الناس يهتفون «لا نريد الشاه ولا مرشداً»، انظروا إلى الإضرابات والاحتجاجات، انظروا إلى تطورات الأسابيع الأخيرة، انظروا إلى مقاطعة الانتخابات الشاسعة التي دقت ناقوس الموت للنظام، انظروا إلى أنشطة معاقل الانتفاضة التي أخذ النوم من عيون النظام، انظروا إلى إضرابات عمال النفط لعدة أسابيع وانتفاضة الشعب من أجل الكهرباء، إن قوي المعارضة، ولا سيما معاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وشبكتها الاجتماعية الواسعة منتشرة اليوم في جميع أنحاء إيران، وتنمو كل يوم أكثر من ذي قبل، من حيث الكم والنوع. هذا في حين أن نظام الملالي لا يتحمل أقل تسامح مع معارضيه، لم تستطع ماكينة النظام للقمع بكل الوحشية والقساوة التي مارسها النظام في الشوارع والسجون ضد المتظاهرين من وقف الانتفاضات والاحتجاجات، انتفاضة يقودها مجتمع متفجر ومقاومة منظمة. خامنئي ينظر إلي کورونا کفرصة لنظامه * يحظر نظام الملالي شراء لقاحات كورونا من الولاياتالمتحدة وأوروبا، وثبت أنه يبحث عن دروع لحماية نظامه من خطر الانتفاضة والإطاحة به، وذلك عبر إلحاق خسائر بشرية كبيرة بالمواطنين، ما تعليقكم على ذلك؟ * لقد فاق عدد الضحايا لجائحة كورونا في إيران 325 ألف متوفى، وفي هذه الأيام دخل بلدنا مرحلة الموجة الخامسة للجائحة، لكن النظام لم يتخذ أدنى خطوة ضد كورونا، وبالتالي فإن عدد الوفيات أعلى بكثير من أي دولة أخرى في العالم، كان يمكن منع مثل هذا المصير لمعظم هؤلاء الضحايا، والحقيقة أنه في كل الدول تتوحّد الحكومة والشعب ضد كورونا، أما في إيران فالنظام وكورونا متحدان ضد الشعب، ومنذ اليوم الأول استخدم خامنئي جائحة كورونا كفرصة لمنع الانتفاضة، وأراد خامنئي استخدام أعداد كبيرة من الضحايا كحاجز ورادع له أمام الانتفاضة، لهذا السبب حظر بوقاحة استيراد لقاح كورونا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. إن حظر خامنئي على شراء اللقاحات جريمة ضد الإنسانية، إنه مسؤول عن قتل الآلاف من أبناء بلدي المحرومين والمضطهدين في مذبح كورونا. بالإضافة إلى أن اللقاح يعد مصدراً للنهب للنظام، الكمية المحدودة من اللقاح التي يتم استيرادها إلى إيران أو إنتاجها داخل إيران تُباع في السوق السوداء بسعر 40 إلى 60 مليون تومان، لذلك إيران هي الدولة الوحيدة التي يُباع فيها اللقاح. نحن نؤمن بالأخوة مع الجيران * ماذا ترون في مواقف المملكة تجاه الشعب الإيراني وقضيته العادلة، وما الذي تأملونه أن يتحقق من مواقف؟ * إن نظامي الشاه والخميني كانا يروجان بالعدوانية والفرقة بين دول المنطقة، حيث الشاه كان يعمل بمثابة شرطي المنطقة، وأما الملالي فهم يعملون بمثابة مصدّر التطرف والإرهاب المغطى بغطاء الإسلام بكل دجل، نحن لم ننسَ ثماني سنوات الحرب مع العراق، كما لم ننسَ إرسال المتفجرات إلي الحرمين الشريفين وإثارة البلبلة والشغب في بيت الله الحرام وقتل الحجيج الأبرياء. لكن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية يناشدان باستباب السلام والتعايش والتآخي مع جميع الدول الصديقة والشقيقة، وبدلاً عن الإرهاب والجريمة والحرب، نحن نريد تمتين أواصر الصداقة والأخوة والتعاون مع المملكة والدول العربية، ولقد أثبتت التجارب خلال السنوات الأخيرة بأن أشقاءنا في البلدان العربية يعملون أيضاً من أجل الأخوة والصداقة، نحن في تضامننا ووحدتنا مع جيراننا العرب سواء في المملكة وفي العراق نستطيع معاً من تجفيف أرضية التطرف الطائفية، وأن نعمل من أجل منطقة مليئة بالأمن والسلام، وليس لدي أدني شك بأن هذه الأمنية ستتحقق في إيران الغد الديمقراطي. ولاية الفقيه العدو الأول للشعب الفلسطيني * يدعي النظام الإيراني دعم الشعب الفلسطيني، وفي المقابل قتل الفلسطينيين في سورية، ودمّر حواضرهم، ما رأيكم حول ازدواجية هذه المعايير؟ * لقد ألحق نظام الملالي أكثر الضربات على جسم حركة الشعب الفلسطيني طيلة 42 عاماً مضت، حيث كان منهمكاً بصورة نشطة للتآمر ضد منظمة التحرير الفلسطينية بهدف تضعيف المنظمة، وبث الفرقة في صفوف المقاومة الفلسطينية، وأوغل النظام في هذه السياسة إلي أن وصل لحد وضع الخطط لاغتيال القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ثم الرئيس محمود عباس. إن خامنئي لا يتورع عن ارتكاب أية جريمة من أجل الحفاظ علي الحكومة الصنيعة له في سورية، فإن اقترافه المذابح ضد الفلسطينيين هو جزء من هذه السياسة المعتمدة، لقد بلغ خامنئي بمستوي من القساوة حيث أصبح يذبح حتي الخادمين للنظام طوال 40 عاماً بحد السيف. استراتيجية النظام إشعال الحروب * هل ترون وجوب بلورة رؤية سياسية وإعلامية عالمية وإقليمية موحّدة لمواجهة خطر نظام الملالي المهدد للأمن والسلم الدوليين؟ * إن إشعال الحروب وتدخلاته في العالم الإسلامي يعد جانباً جوهرياً من استراتيجية النظام للبقاء، وطالما بقي هذا النظام فإنه لن يكف عن الإرهاب والتطرف الديني، وكما أعلنته مراراً وتكراراً ينبغي لجميع الدول الإسلامية والعربية أن تشكل جبهة موحدة من أجل التصدي لهذا النظام، وذلك لإشعاله الحروب، حيث يتموضع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في قلب هذه الجبهة المنشودة.