في مشهد مهيب للطبيعة الجبلية الشامخة ب» بصحراء حسمى بمنطقة تبوك «شمال غرب المملكة، أظهرت عدسة «واس» معالم المنحوتات الصخرية الشهيرة بتلك الصحراء في مشهد بديع يُعبر عن قدرة الخالق. وتُضفي الجبال الرملية على صحراء حسمى جمالاً طبيعيًا وبُعدًا جيولوجيًا للمكان الذي تنتشر فيه الجبال الحاضرة في سجل التاريخ، والتي يعود عمرها لأكثر من 500 مليون عام بحسب الخبير الجيولوجي البروفيسور عبدالعزيز بن لعبون الذي أكّد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن هذه الجبال قد تكونت أشكالها عبر تلك السنين، فشكلت مناظر جاذبة للسياح والسياحة، لتصبح كالمتحف المفتوح لا يمل منه الزائر أينما اتجه، حيث أسهمت عوامل التعرية التي مرت بهذه المنطقة في صنع لوحات جمالية بديعة يندر في العالم مثيلها. وقال:» بالعودة لتفاصيل هذه المتكونات، يتضح جلياً أنها عبارة عن أحجار من الرمل والقليل من الغرين والطين، التي تضم في أوديتها وطبقاتها الأرضية خزانات من المياه الجوفية، و تتزيّن على أسطح صخورها الكثير من الكتابات والنقوش، التي تدل على ما تضمه هذه المنطقة من إرث تاريخي ذي أهمية للباحثين في أسبار التاريخ وتطور اللغة العربية، مشيراً إلى أن للموقع السبق في اكتشاف بعض النقوش العربية عرفت فيما بعد باللهجة الحسمائية وهي لهجة عربية شبيهة باللهجة النبطية، وتُعد أول كتابة عربية ترتبط فيها الحروف ببعضها كما في الخط الكوفي، ويشبه الحرف الحسمائي الحرف الصفائي، إلا أنه متميز عنه بموقعه وتاريخه، مبيناً أن تلك الشواهد الموغلة في القدم تحمل إرثًا يستنطق جانبًا من تاريخ جزيرة العرب ولغتها الخالدة.