احتراماً لقيمته المعنوية والفنية وتاريخه، بدا المدرب فرناندو سانتوش متردداً لفترة طويلة في التعامل مع مسألة كريستيانو رونالدو و"العبء" الذي يشكّله على المنتخب البرتغالي، لكنه تحلى بالجرأة خلال ثمن نهائي مونديال قطر وأعطى ذلك ثماره بفوز جماعي كاسح على سويسرا 6-1. والآن، يجد سانتوش نفسه أمام معضلة البدء برونالدو في مواجهة ربع النهائي ضد المغرب، أو إبقائه على مقاعد الاحتياط ومنح الفرصة مجدداً للشاب غونسالو راموس الذي خطف الأضواء الثلاثاء بتسجيله ثلاثية في الفوز على سويسرا (6-1). بدا رونالدو كأنه عقبة في وجه منتخب وجد نفسه مجبراً على التعامل يومياً مع أسئلة الصحافيين بشأن "سي آر 7"، بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما دفع النادي الإنكليزي الى التخلي عنه. بالنسبة للاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب لقرابة عقدين من الزمن بمبارياته ال195 وأهدافه ال118 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم، وكثيرون يتحدثون عن ضرورة استبعاده كي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر على سوء وضع أفضل لاعب في العالم خمس مرات. وصل الأمر بالبرتغاليين إلى المطالبة بعدم إشراك رونالدو، كما فعلت صحيفة "آ بولا" حين خرجت بعنوان "القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال". عجز سانتوش عن التخلص من رونالدو الذي بدأ جميع مباريات كأس العالم أساسياً باستثناء واحدة في مشاركته الأولى عام 2006 ضد المكسيك. وبدا المدرب البالغ 68 عاماً عاجزاً عن الوقوف في وجه "جوع" رونالدو لاحتكار الأضواء حتى في المباراة الهامشية ضد كوريا الجنوبية التي لعبها أساسياً، على الرغم من أن بلاده كانت ضامنة تأهلها. وعندما أخرجه سانتوش في الشوط الثاني، لم يعجبه الأمر بتاتاً ما دفع البعض إلى اعتبار قرار مدربه بعدم إشراكه أساسياً ضد سويسرا بمثابة عقوبة نفاها المدرب. التوليفة المناسبة في الوقت المناسب ومثلما حصل في الفوز على الأوروغواي 2-صفر في الجولة الثانية من دور المجموعات حين انشغل الناس بمسألة مطالبة رونالدو بالهدف عوضاً عن احتسابه لبرونو فرنانديش، كان لقرار سانتوش بإبقاء نجم ريال مدريد ويوفنتوس السابق خارج التشكيلة تبعاته وحتى إن صحيفة "ريكورد" زعمت أن أفضل لاعب في العالم خمس مرات هدد بمغادرة المنتخب، قبل أن يعود عن قراره. وخلال مؤتمره صحافي، اضطر لاعب الوسط أوتافيو إلى التعامل مع أسئلة الصحافيين بشأن رونالدو الذي علّق بدوره على هذه الأنباء بقوله على إنستغرام: "تتميز هذه المجموعة بلحمة كبيرة ومن الصعب على أي قوة خارجية تحطيمها. هذا فريق حقيقي سيدافع عن الحلم حتى النهاية". بالنسبة لسانتوش ورغم أنه كان مهندس اللقبين الوحيدين في تاريخ البلاد (كأس أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019)، فكان دائماً عرضة للانتقادات بسبب تركيزه على النتائج عوضاً عن الأداء الاستعراضي. لكن بعد الذي قدمه ضد سويسرا إن كان من ناحية التشكيلة التي ضحى فيها أيضاً بظهير مانشستر سيتي جواو كانسيلو لصالح رافاييل غيريرو، أو الأداء، فهل يمكن القول إنه وجد التوليفة المناسبة في الوقت المناسب؟