استهل المدرّب الهولندي إريك تن هاغ مشواره مع مانشستر يونايتد الإنجليزي بفرض شخصية انضباطية وثلاثة انتصارات في أربع مباريات خلال جولة "الشياطين الحمر" الآسيوية والأسترالية. برغم غياب النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو "لأسباب عائلية" عن الجولة، فاز يونايتد على مواطنه ليفربول 4 - صفر، ملبورن فيكتوري الأسترالي 4 - 1 قبل أن يفوز ويتعادل مع مواطنيه كريستال بالاس 3 - 1، وأستون فيلا 2 - 2 توالياً، مع بدء العكس لانطلاق مسابقة الدوري في غضون اسبوعين. تلقي وكالة فرانس برس نظرة على عملية تحوّل يونايتد بعد قدوم المدرب السابق لأياكس أمستردام الهولندي. يريد رونالدو الخروج من النادي، لم يظهر في تمارين بداية الموسم في مجمّع كارينغتون، على خلفية "أسباب عائلية". لكن تن هاغ قال إنه تحدث مع أفضل لاعب في العالم خمس مرات، مصرّاً أنه "ليس للبيع". قال الهولندي في تايلاند "نخطّط لكريستيانو رونالدو في هذا الموسم، واتطلع للعمل معه". لكن في مؤشر لحساسية الموقف، رفض الهولندي الردّ على أسئلة إضافية حول اللاعب البالغ 37 عاماً خلال الجولة الاسترالية. قد يكون في نهاية مسيرته الزاخرة، لكن رونالدو سجل 24 هدفاً في مختلف المسابقات الموسم الماضي واختير أفضل لاعب في الموسم في ناديه. سرت تكهنات جدية حول مصير شارة القائد التي حملها قلب الدفاع هاري ماغواير، بعد تعرّضه لانتقادات لاذعة إثر تدهور مستواه الموسم الماضي. لكن تن هاغ أخمدها بمنحه اللاعب الخبير الشارة في الجولة الصيفية، معتبراً أنه سيبقى القائد بعد هذه الفترة. قال قبل المباراة الافتتاحية ضد ليفربول في بانكوك والتي غاب عنها ماغواير للإصابة "هو قائد فرض نفسه لسنوات مقبلة، وقد حقق الكثير من النجاح، لذا لا أشكك بهذا الموضوع". استهل ابن التاسعة والعشرين المباراة ضد كريستال بالاس في ملبورن، لكن بعض الجماهير قابلته بصافرات الاستهجان. وقد يكون تن هاغ مقتنعاً به، لكن بعض الجماهير تحتاج إلى مزيد من الإثباتات. مع غياب رونالدو، حصل الفرنسي أنتوني مارسيال على فرصته، ليقنع مدربه الجديد مع ثلاثة أهداف في الجولة. كانت مسيرة ابن السادسة والعشرين على وشك الانتهاء في ملعب أولد ترافورد، بعد إعارته منتصف الموسم الماضي إلى إشبيلية الإسباني، لكن يبدو أنه عاد من جديد. وبرزت حيويته في المقدمة إلى جانب ماركوس راشفورد وجايدون سانشو، محارباً لانتزاع موقع في التشكيلة الحمراء، واستمتع بأفضل فتراته تحت إشراف لويس فان غال، مواطن تن هاغ الذي تشبه بداياته المنهجية ما قام به مدرب المنتخب الهولندي الحالي مع يونايتد. وكان تن هاغ صارماً مع اللاعبين، مطبقاً نظام الغرامات بحال الخروج عن القواعد، وقيل إنه فرض حظراً على الكحول في أسابيع المباريات. رحّب لاعب الوسط البرتغالي برونو فرنانديش بالمقاربة الصارمة "افتقدنا هذا الأمر لفترة، فالانضباط مهم، الانضباط ليس فقط بالطريقة التي تلعب بها، بل ما يتعين عليك القيام به، هو أيضاً خارج الملعب". وتابع "لا تتأخر على الاجتماعات، لا تتأخر على الفطور.. هذا مهم، لأنه إذا جاء الجميع في الوقت المحدد وتأخر أحدهم، يجب أن يُعاقب". وأجرى تن هاغ ثلاثة تعاقدات مهمة مع تشكيل فريقه الجديد هم لاعب الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن والمدافعان الهولندي تايلر مالاسيا من فينورد والأرجنتيني ليساندرو مارتينيس من أياكس أمستردام. وكان مالاسيا الوحيد ضمن الجولة، وأظهر علو كعبه بعد حلوله كظهير أيسر بدلاً من لوك شو، لكن تن هاغ يبدو متحمساً لضمّ صانع اللاعب إريكسن المخضرم القادم من برنتفورد الإنجليزي "أعتقد أنه لاعب رائع وسيستمتع المشجعون برؤيته، هو مبدع ولديه أفكار". وكان اللاعب البالغ 30 عاماً المميز في الكرات الثابتة، قد تعرض لأزمة قلبية خطيرة خلال مشاركته مع بلاده في كأس أوروبا الصيف الماضي. ولا يزال يونايتد نشطاً على جبهة ضم لاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونغ من برشلونة الإسباني، فيما يقول تن هاغ انه يريد وجوهاً جديدة.