يعد الفريق أول عاصم منير والذي تم تعيينه أمس كقائد لأركان الجيش الباكستاني الجديد، خلفا للفريق أول قمر باجوا الذي انتهت فترة عمله، من أكفأ قيادات الجيش الباكستاني وأرفعهم مرتبةً ويعرف الفريق منير بتجربته العسكرية التراكمية خصوصا في مجال الاستخبارات العسكرية، ويحظى باحترام وتقدير داخل الأوساط العسكرية والسياسية ويطلق عليه «القناص الاستراتيجي» وكان الحصان الأسود وهو مصطلح يطلق لأكثر المرشحين حظوة للمنصب. وسيصبح الفريق منير قائد الجيش السابع عشر لباكستان منذ إعلان استقلالها عن بريطانيا عام 1947، مقارنة بنحو 30 رئيس وزراء تم تعيينهم خلال الفترة نفسها. وسيدخل الفريق منير مرحلة التقاعد بعد غد إلا أن تعيينه كقائد لأركان الجيش سيعطيه الفرصة للخدمة لثلاث سنوات قادمة في المنصب الجديد. وتمت ترقيته إلى رتبة جنرال في سبتمبر 2018، وانضم الفريق منير للخدمة عبر برنامج مدرسة تدريب الضباط في مانجلا، وتم تكليفه في فوج القوة الحدودية. وتقلد منصب مساعد باجوا منذ أن قاد القوات في قيادة القوة في المناطق الشمالية. وتم تعيينه مديرا عاما للمخابرات العسكرية في أوائل عام 2017 .. وفي أكتوبر 2018 تم تعيينه رئيسا للمخابرات الداخلية. كما تم تعيينه كقائد لفيلق جوجرانوالا، وهو المنصب الذي شغله لمدة عامين. من جهة أخرى أنهى الفريق أول قمر جاويد باجوا فترته كقائد لأركان الجيش الباكستاني، بخطاب وداعي وصفه المراقبون المعنيون بالشأن الباكستاني، بأنه خطاب تاريخي حدد فيه ملامح مستقبل العلاقة ما بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة المدنية الحاكمة، حين أعلن أن الجيش الباكستاني اتخذ قرارا هاما، منذ فبراير الماضي بعدم تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة، وترك القوى السياسية تعمل وفق القواعد الديمقراطية. وسيسلم الفريق أول باجوا قائد أركان الجيش الجديد الفريق أول عاصم منير مهام عمله في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الحالي في مراسم رسمية وفق القواعد العسكرية المتبعة. وأكد المراقبون أن خطاب الفريق أول باجوا يعتبر بكل المعايير وثيقة كونه تحدث بشفافية عن الظروف التي مر بها الجيش خلال الفترة الماضية من حيث الانتقادات المباشرة للجيش من قبل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، وكان آخرها اتهام الاستخبارات العسكرية بأنها وراء اغتياله مؤخرا، وفي معرض حديثه عن الانتخابات القادمة، قال قائد أركان الجيش الفريق أول باجوا، أن على جميع الأحزاب السياسية احترام نتائج الانتخابات القادمة مؤكدا أن الحكومة القادمة ستكون منتخبة من الشعب وليست مختارة أو مستوردة في رد غير مباشر لاتهامات عمران خان السابقة بأن الحكومة الحالية هي مستوردة من الخارج بزعمه. وتابع قائد أركان الجيش في كلمته التي وصفها المراقبون بأنها كانت شفافة ومباشرة «أن على أولئك الذين يعتقدون أنه بإمكانهم إيجاد نزاع بين الجيش والشعب الباكستاني هم مخطئون».. وأضاف الفريق باجوا قائلا» من النادر في انتقاد المؤسسة العسكرية في العالم، إلا أن ذلك للأسف يحدث في الباكستان في إشارة أخرى للانتقادات التي أطلقها عمران خان ضد الجيش خلال الأشهر الماضية مشيرا إلى الاعتقاد السائد بأن الجيش يتدخل في السياسية غير صحيح. صبر الجيش كاد أن ينفد وفي لغة تحذيرية قال: «إن الجيش مؤسسة منضبطة وما حدث في الماضي من انتقادات له وللجيش لم يكن لائقا وكاد صبر الجيش أن ينفد.. وولد قمر جاويد باجوا في غاخار ماندي التي تبعد 140 كيلومترا جنوب العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وهو خريج كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا وجامعة الدفاع الوطني في إسلام آباد وتلقى تدريبا عسكريا في تورنتو بكندا. وشغل جاويد باجوا عدة مناصب عسكرية مختلفة، منها المفتش العام المسؤول عن التدريب والتقييم في مقر قيادة الجيش في راولبندي من سبتمبر 2015 إلى 29 نوفمبر 2016. ومن 14 أغسطس 2013 إلى 22 سبتمبر 2015 قاد «فيلق إكس» المسؤول عن المنطقة التي يوجد بها خط وقف إطلاق النار في كشمير المتنازع عليها مع الهند. ويوم 26 نوفمبر 2016 أصبح قائدا للجيش حيث عينه نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني في هذا المنصب.