لم يحصر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عوامل القوة السعودية الناعمة، بثروتها النفطية فقط، كون مخرجات الرؤية 2030، تعددت وتنوعت وتصدرت مفاصل الدولة، والمتغيرات داخل المجتمع السعودي من جهة، وإعادة تشكيل التحالفات العالمية شرقاً وغرباً وإيصال المملكة لمصاف الدول العالمية من جهة أخرى. ويؤكد الخبراء أن سمو ولي العهد أعطى ملف تعظيم القوة الناعمة الرياضية أولوية كبرى، فخلال سنوات قليلة أصبحت السعودية مركزاً عالميًا لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، مؤكدين أن المملكة أضحت وجهة وبوصلةً لبطولات كبرى مثل رالي داكار، وفورمولا 1، وأكبر نزالات الملاكمة، وبطولات كرة القدم، وأخيرًا إعلانها المهم عن استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا بمنطقة نيوم، خصوصا أن سمو ولي العهد أدرك أن منابع القوة في المملكة تتنوع في مجال الثقافة والفنون والتكنولوجيا والتقنية الذكية الرقمية والرياضة والقوة الروحانية باعتبارها أسلحة ناعمة قد يفوق تأثيرها قوة الطائرات والدبابات. لقد نجح الأمير محمد بن سلمان ومن خلال «رؤية 2030»، أن يضيف الجاذبية للرؤية السعودية العالمية من خلال جولته الآسيوية، وردفها بدبلوماسية القوة الناعمة الرياضية في قطر حيث تنظم مباريات كأس العالم، وقد نجحت المملكة في إعادة تموضعها على الساحة الرياضية العالمية، كونها أصبحت أسلوبًا مهمًا في التأثير على العقول وكسب العواطف، ومنذ العام 2018 بدأ سمو ولي العهد في رسم مسار الاستثمار في القوة الرياضية الناعمة عالميا بمختلف أنواعها، وبدأ في نفس الوقت تهيئة المنتخب السعودي لخوض غمار مسابقة كأس العالم الذي يقام حاليا في الدوحة، كون الأمير محمد بن سلمان لا يسعى فقط لتحقيق نهضة شاملة متنوعة للمملكة في عصر ما بعد النفط وعصر التحديث، بل أيضا ترسيخ وتصدير القوة الناعمة للمملكة للخارج وتحويلها لنموذج جذب عالمي، وتعظيم القوة الرياضية الناعمة عالميا في إبراز صورة وهوية المملكة على الساحة الدولية، وتعزيز الفخر بإنجازات المنتخب الوطني، بل أصبحت إحدى أدوات القوة الناعمة الفاعلة في المجال الرياضي، وتجلى ذلك من خلال مشاركة المنتخب السعودي في دورة كأس العالم المقامة حاليا في قطر حيث حقق المنتخب إنجازا ضخما أبهر العالم من خلال تفوقه على المنتخب الأرجنتيني تحدث عنه الإعلام العالمي بامتياز.