تُعد السعودية اليوم مركزًا عالميًا لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، لمَا تتمتع به من تنوّعٍ جغرافي ومناخي جعل منها: وجهة لرالي داكار، فورمولا 1، أكبر نزالات الملاكمة، وبطولات كرة القدم، وأخيرًا إعلانها المهم عن استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا بمنطقة نيوم، وهي الوجهة الأمثل لألعاب شتاء آسيا.. من المُرتكزات المحورية التي تعمل عليها الحكومة السعودية منذ أربع سنوات تقريبًا، العمل على تنمية استثمار مواطن قوتها الناعمة، من خلال عدة مسارات مختلفة، أهمها سعيها التنافسي إلى استضافة البطولات الرياضية المختلفة الآسيوية والدولية. في هذا الإطار وقبل الدخول في منعطفات مناقشة هذه الموضوعات، قد يسأل البعض سؤالًا مشروعًا نوعيًا: هل السعودية مؤهلة لاستضافة البطولات الرياضية المختلفة؟، والإجابة باختصار: «نعم بكل تأكيد، والشواهد كثيرة وسنأتي لها لاحقًا». التوجه السعودي منذ إطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والمدعوم بشكل مباشر ولا محدود من هرم الدولة ممثلًا في سمو ولي العهد، يهدف إلى جعل بلادنا وجهة مناسبة لمختلف البطولات الرياضية، وهو ما نجح فيه وزير رياضتنا الشغوف الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وتؤمن حكومتنا أن الرياضة تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز التقدم الاجتماعي، وهو ما يتقاطع مع القرارات المتعددة الصادرة عن الجمعية العامة الأممالمتحدة، خاصة القرار (70/1)، المعنون ب «تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030»، الذي اعتمد في 2015، والإقرار بدورها في ذلك. وبعيدًا عن بعض ما تروج له وسائل الإعلام الغربية والأميركية من هنا وهنا بشكل سلبي بعيد عن المهنية أو الموضوعية أو الحياد، وهي تشير إلى أن الهدف السعودي من تنظيم واستقطاب المنافسات الرياضية، يأتي ضمن اتهام بلادنا -زورًا وبهتانًا- ب»الغسيل الرياضي» واستعمال ثروتها الضخمة في الأحداث الرياضية الكبرى. لست هنا في معرض الرد، لكن من المهم أن يعي الرأي العام الداخلي من أن قيادة بلاده والقائمين على ملف الرياضة يسعون في الأساس من خلال ذلك إلى تنويع اقتصادنا الوطني، وتوفير فرص العمل للجيل الجديد، والانفتاح على الاستثمار الأجنبي والسياحة، بعوامل الجذب الرئيسة ومن ذلك: جذبهم بالأحداث الرياضية الكبرى، لذلك أنفقت حكومتنا 900 مليون دولار لضمان حقوق استضافة سباق الفورملا 1 لمدة 10 سنوات، وفي وقت سابق، أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية عزمها على إنفاق 694 مليون دولار لإنشاء نحو 90 اتحادًا رياضيًا، وتدريب الرياضيين من الصفر ليكونوا أبطال العالم، مثلما فعلت الصين منذ عقود. تُعد السعودية اليوم مركزًا عالميًا لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، لمَا تتمتع به من تنوّعٍ جغرافي ومناخي جعل منها: وجهة لرالي داكار، فورمولا 1، أكبر نزالات الملاكمة، وبطولات كرة القدم، وأخيرًا إعلانها المهم عن استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا بمنطقة نيوم، وهي الوجهة الأمثل لألعاب شتاء آسيا، حيث ترسم مستقبلاً جديداً تمتزج من خلاله التجربة الطبيعية الفريدة بتقنية مستقبلية لم تشهدها الألعاب من قبل، وبذلك تُصبح بلادنا أول دولة عربية وفي غرب آسيا تتقدم بطلب استضافة هذه البطولة. وفي الأسبوع الماضي دخل الاتحاد السعودي لكرة القدم على خط المنافسة بطلب استضافة كأس آسيا لكرة القدم للسيدات عام 2026، وهو يأتي من منطلق تحقيق قفزات جديدة في ميدان كرة القدم النسائية، والتي شهدت الأشهر الماضية انطلاقتها رغم حداثة عهدها. ومن الأمور المُعززة للسعودية، أنها وضعت يدها على خارطة طريق تنظيم البطولات الرياضية المختلفة، وما يؤكد فوزها بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة والفنون القتالية 2025، والألعاب الآسيوية 2034، فضلًا عن التزامها باحتضان أكبر المنافسات الرياضية الآسيوية. هناك جانب مهم ونحن نناقش هذا الموضوع، وهو سعي السعودية إلى تنويع مصادر ممارسة الرياضة من خلال جذب اهتمام وأنظار الشارع السعودي إلى رياضات جديدة باستمرار. باختزال.. المملكة اليوم بدعم قيادتها ستنافس بكامل طاقتها وجهودها لاستضافة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية على أعلى المستويات؛ بهدف ترسيخ روح المنافسة وتنمية شعبية هذه الرياضات وتشجيع السعوديين على دخول غمارها وضمان جودة الحياة، وتمكين شبان وشابات بلادنا من إبراز قدراتهم على إدارة وتنفيذ الأحداث العالمية الكبرى بكل احترافية.. دمتم بخير.