الأخضر يكبل التانغو ميسي في عهدة الدفاع السعودي أداء بطولي وانضباط تكتيكي للانتصار طعم وفرحة عمّا أرجاء الوطن الكبير الذي فرح وغنى بفوز المنتخب الوطني، ومعه فرحت القيادة التي وقفت خلف هذا الانتصار، وفرح الشعب السعودي كباره وصغاره، كما فرح العالمان العربي والإسلامي، إذ لم يعد التطور والتقدم في المجال الكروي والرياضي بشكل عام محصوراً في دول بذاتها، وإنما هو حق مكتسب للجميع وتحديداً لمن يفكر ويخطط ويعمل، وفي الأخير يقطف الثمار، وهنا نحن من قطف الثمار، حتى وإن كان الوقت باكراً في المونديال العالمي، لكن الانتصار على الأرجنتين لابد أن يسجله التاريخ بأحرف من ذهب، ويبقى خالداً، وذكراه لا تغيب، فالفوارق الفنية لا تنكر، لكن الفن الكروي ومتعته حضرا هذه المرة مع نجوم المنتخب السعودي الذين أدوا بهمة وعزيمة وروح عالية، وروضوا نجوم التانغو ميسي ورفاقه، وألغوا كل الفوارق، وحافظوا على تفوقهم الميداني وتنظيمهم وتركيزهم الذهني العالي وروحهم، ولم يستسلموا لاستفزازات حكم المباراة السلوفيني الذي أجحف بحقهم كثيراً سواء في الأخطاء أو في احتساب الوقت بدل الضائع الذي تحول بقدرة قادر من ثماني دقائق مبالغ فيها إلى خمس عشرة دقيقة، بعدها يأس وخجل من نفسه والمباراة تنتهي بنتيجة منصفة للأخضر الأفضل، وبخسارة مستحقة للمنتخب الأرجنتيني الذي دخل المباراة وهو يبحث عن نتيجة كبيرة وعن من يسجل أكثر للاعبيه، فوجد نفسه يبحث عن التعادل الذي رفضه الحارس الأمين العملاق محمد العويس وزملاؤه في خط الدفاع وكل الخطوط ولتنتهي المعركة الكروية بلون أخضر زاهٍ بعد أن شهدت تضحيات وإصابات شأنها شأن كل المعارك التي تترك خلفها إصابات ممزوجة بحب الوطن وترابه وقيادته وشعبه، فهنيئاً للوطن بأبنائه الذين جعلوا اسمه يتردد في كل أنحاء العالم وعبر كل الفضائيات العالمية ووكالات الأنباء ومواقع التواصل التي شهدت ضغطاً وكماً غير معهود من المشاركات والتعليقات جراء هذا الانتصار الكروي الكبير الذي خطط ورسم وأعد له سمو ولي العهد الأمين ورئيس مجلس الوزراء الأمير الشاب محمد بن سلمان من خلال لقائه نجوم الأخضر قبل المغادرة للدوحة، وكلماته التي كان لها مفعول السحر، وكانت بالفعل جرعة معنوية كبيرة وتهيئة نفسية، شاهد الجميع نتيجتها على أرض الواقع.