في كل مناسبة ومحفل تؤكد المملكة العربية السعودية ريادتها وإسهامها في خدمة البشرية ودعمها لكل ما يحقق الحياة الكريمة والأمن والأمان للإنسانية، وتؤكد مسؤوليتها ودورها المؤثر إيجابياً على الخارطة العالمية، ونظرتها العميقة لمستقبل العالم وكيفية مواجهة التحديات التي تحدق بالإنسان. وفي القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومبادرة السعودية الخضراء المنعقدة بشرم الشيخ برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أثبتت السعودية حرصها على حماية البيئة وقدرتها على الإسهام في تقليص مخاطر تغير المناخ وتقليل الانبعاث الكربوني، وقيادة دول المنطقة إلى صناعة بيئة نظيفة مستدامة وضمان مستقبل خال من الملوثات. وخلال القمة التي تبحث هذه المبادرة الإقليمية النوعية التي تستوجب التعاون الإقليمي والدولي من أجل وضع تدابير خفض انبعاثات الاحتباس الحراري أعلن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أن السعودية سوف تستضيف الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر وخصصت لها مليارين و500 مليون دولار دعماً لمشروعات الأمانة العامة وميزانيتها للسنوات العشر القادمة، وأن صندوق الاستثمارات العامة أعلن الوصول للحياد الصفري لانبعاثات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050م، وهذا يؤكد أن مبادرة الصندوق هي الأولى في الشرق الأوسط، ومن أوائل المبادرات على مستوى العالم، وهذا يؤكد جهود المملكة العربية السعودية لتقليل آثار انبعاث الكربون والتركيز على نظام الاقتصاد الدائري للكربون كنظام مرتبط ومتكامل ومستدام، يعزز مسؤولية المملكة ودورها الرائد والمؤثر في صناعة مستقبل العالم، ومواكبة التقدم التقني في مجال الطاقة، والاستخدام الإيجابي لها. واتسمت كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في القمة بالوضوح التام لتحديد مستهدفات المبادرة وآليات تنفيذها مؤكدةً مواقف المملكة الراسخة وتعهداتها والتزاماتها لتحقيق أهداف القمة، من خلال المبادرات المميزة والخلاقة التي تقدمها من أجل حماية البيئة ومواجهة التغيير المناخي على المستويين الإقليمي والدولي. حيث تعهدت المملكة العربية السعودية بتخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030 واستهداف زراعة 10 مليارات شجرة في السعودية و40 مليار شجرة على مستوى الشرق الأوسط واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة بواسطة التشجير. وأكدت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة استمرار التعاون الإقليمي والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المبادرة، فيما جددت المملكة التزامها بالعمل مع دول المنطقة من أجل تجسيد مستهدفات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتكون نموذجاً عالمياً لمكافحة التغير المناخي والتقليل من المخاطر البيئية المحتملة. وقامت المملكة بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات ومصادر الطاقة النظيفة، المتمثلة باستخدام الطاقة المتجددة، بهدف إدارة الانبعاثات من المواد الهيدروكربونية، وأبرز هذه الخطوات يتمثل في تنويع مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة بحيث يتم إنتاج 50 % من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، والوصول بالتالي إلى إزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يعادل 15 % من إسهامات المملكة المحددة وطنياً حالياً، بحلول عام 2035م. وتحقيقاً لمستهدف التشجير الذي يجسد استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات، تم في القمة السابقة إطلاق مبادرات عديدة، منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب. وتضاف هذه المبادرات ودعمها إلى مبادرات المملكة السابقة ودورها المحوري في تحقيق الأمن والاستقرار على المستوى الدولي، وحرصها على ضمان استمرار إمدادات الطاقة، وإنفاذاً لتعهداتها في القمم السابقة الخاصة بالمناخ والبيئة، وهي مواقف تكرس الدور الرائد للمملكة في خدمة الإنسانية.