قبل أيام قليلة من بداية مونديال كأس العالم قطر 2022م، وصف أسطورة الكرة الغانية مايكيل ايسيا منتخب بلاده الحالي بالأفضل بين الأجيال السابقة، وتوقع ايسيان أن يحدث منتخب بلاده مفاجأة في كأس العالم مؤكداً أن النجوم قادرون على فعل ذلك متى ما وجدوا الدعم والتحفيز. غانا في مشاركتها المونديالية الرابعة بالتأكيد لا تبحث عن اللقب العالمي لكنه تبحث عن مشاركة أفضل من المشاركات الثلاث الماضية التي لم يكن فيها غانا ضيف شرف بل مؤثر على النتائج وعلى مصير المنتخبات الأخرى في المجموعات. البداية كانت من مونديال 2006م وهي المشاركة الأولى لمنتخب غانا، نجوم «البلاك ستارز» كما يطلق عليهم في بلادهم ويشتهرون في العالم، كان لهم كلمة في تلك النسخة التي أقيمت في المانيا، وبالرغم من الخسارة في افتتاح المشوار المونديالي من إيطاليا بهدفين نظيفين إلا أن غانا نجح في الصعود لدور ال16 بعد فوزين على التشيك بنتيجة 2-صفر وعلى الولاياتالمتحدةالأمريكية 2-1، لكن حظ غانا العاثر أوقعها وجهاً لوجهاً مع البرازيل التي حققت فوزاً سهلا بنتيجة صفر-3، لينتهي المونديال الأول ل»البلاك ستارز». في مونديال 2010م الذي أقيم على أرض جنوب افريقيا سجل منتخب غانا أفضل مشاركة له في تاريخ المونديال حيث بلغ دور الثمانية من البطولة، وفاز غانا في دور المجموعات على صربيا بنتيجة 1-صفر، ثم تعادل 1-1 مع استراليا، وعلى الرغم من خسارته من المانيا صفر-1 إلا أن غانا صعد إلى دور ال16 وواجه الولاياتالمتحدةالأمريكية في المونديال الثاني على التوالي وأنتصر للمرة الثانية بالنتيجة ذاتها 2-1، وفي أول مرة تواجد فيها غانا في دور الثمانية حدثت له أحداث تاريخية لن ينساها التاريخ أبداً، وقصة مأساوية خرجت على أثرها غانا من المونديال. تكمن هذه القصة حين انتهى الوقت الأصلي للمباراة بتعادل إيجابي 1-1 وفي الوقت الإضافي تحديداً الدقيقة 120 من عمر المباراة وهي الدقيقة الأخيرة قبل الاحتكام لركلات الترجيح تحصل غانا على هجمة خطرة وهدف محقق لكن مهاجم الاورغواي الشهير لويس سواريز تدخل على خط المرمى وتصدى للكرة بيده ليشهر حكم المباراة البرتغالي اوليخاريو بينكورينكا البطاقة الحمراء لسواريز ويعلن معها منح غانا ركلة جزاء، تقدم لها مهاجم غانا وهدافها جيان اسامواه وسدد الكرة برعونة في العارضة مهدراً فرصة تاريخية لمنتخب بلاده الذي أقصي يومها بركلات الترجيح، حيث كانت غانا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنصف نهائي كأس العالم وهو الإنجاز الذي يصعب تكراره. أما في مونديال 2014م كانت مشاركة غانا أقل من المتوقع بعد خروجها من دور المجموعات بخسارتين من الولاياتالمتحدةالأمريكية ب1-2 وتعادل مثير مع المانيا 2-2 وخسارة أخرى من البرتغال بنتيجة 1-2، ولم ينجح غانا في بلوغ نهائيات النسخة الماضية التي أقيمت في روسيا 2018م. على مستوى النجوم يبرز الكثير من اللاعبين في خارطة «البلاك ستارز» ولكن نجم الشباك بينهم هو نجم وسط أرسنال الإنجليزي توماس بارتي الذي كان أحد أبرز لاعبي اتيتيكو مدريد الاسباني قبل انتقاله إلى ارسنال منتصف عام 2020م، ويشكل بارتي ركيزة غانا الأولى ويلعب دور القائد والمنظم في منتصف ميدان منتخب بلاده. وخاض منتخب غانا ثلاث مباريات ودية أمام قطر وخسر بنتيجة 1-2 وأمام البرازيل وخسر بنتيجة صفر-3، وأنتصر على نيكاراغوا بهدف يتيم وتبقى له ودية واحدة أمام منتخب سويسرا قبل إنطلاق مشواره في المونديال. مواليد 13 يونيو 1993 نادي أرسنال الإنجليزي ومنتخب غانا بدأ بارتي مسيرته الاحترافية في نادي أتلتيكو مدريد الإسباني في عام 2013 وفاز معه بالدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي في عام 2018. وفي عام 2020 انضم إلى أرسنال أغلى لاعب غاني على الإطلاق مثل بلاده في ثلاث بطولات أمم أفريقية (2017 و 2019 و 2021) فاز بجائزة أفضل لاعب في غانا في 2018 و 2019.