أكد الكرملين أمس الخميس أن كييف انسحبت من مفاوضات السلام مع موسكو في مارس بناء على "أوامر" واشنطن، في وقت "كان قد تمّ التوصّل إلى توازن صعب جدًا". وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "النصّ كان في الواقع جاهزًا، ثمّ فجأة، اختفى الجانب الأوكراني عن الرادارات، وقال إنه لم يعد يريد متابعة المفاوضات". وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر أن "رفضًا من هذا القبيل للاتفاقيات التي سبق أن تم التفاهم عليها، حدث بشكل واضح بناء على أوامر من واشنطن". وكان رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) عمر سيسوكو امبالو قد أكّد الأربعاء في كييف أن بوتين عبّر قبل يوم، في لقاء معه، "عن فكرة مفادها أنه مستعد للتفاوض مع الرئيس زيلينسكي". ولدى سؤاله عن هذه التصريحات، أكّد بيسكوف أن روسيا "مستعدة لضمان أن تكون مصالحنا على طاولة المفاوضات". وتابع "نحن نريد ذلك، لكن في هذه الحالة بالتحديد، نحن نتحدث عن إحجام تام من جانب أوكرانيا"، موضحا أن "لا رسالة محددة" إضافية يوجهها للرئاسة الأوكرانية. في السياق قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية إن الأقمار الصناعية التجارية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها قد تصبح أهدافا مشروعة لروسيا إذا شاركت في الحرب في أوكرانيا. وأطلقت روسيا عام 1957 (سبوتنيك 1) وهو أول قمر صناعي إلى الفضاء الخارجي كما نقلت في عام 1961 أول إنسان إلى الفضاء. وتمتلك قدرة فضائية هجومية كبيرة، شأنها شأن الولاياتالمتحدة والصين. وأطلقت روسيا في 2021 صاروخا مضادا للأقمار الصناعية لتدمير أحد أقمارها. وأبلغ قسطنطين فورونتسوف، نائب رئيس دائرة حظر الانتشار النووي والرقابة على التسلح بوزارة الخارجية، الأممالمتحدة أن واشنطن وحلفاءها يحاولون استغلال الفضاء لفرض الهيمنة الغربية. وأضاف فورونتسوف، وهو يقرأ من ملاحظات، أن استخدام الأقمار الصناعية الغربية لمساعدة المجهود الحربي الأوكراني "توجّه شديد الخطورة". وقال أمام (اللجنة الأولى) بالأممالمتحدة إن "البنية التحتية شبه المدنية ربما تصبح هدفا مشروعا لضربة انتقامية"، ووصف استخدام الغرب لمثل هذه الأقمار الصناعية لدعم أوكرانيا بأنه "استفزازي". وأوضح "نتحدث عن استخدام مكونات من البنية التحتية الفضائية المدنية، بما في ذلك التجارية، من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها في صراعات مسلحة". ولم يذكر فورونتسوف أي شركات أقمار صناعية على وجه التحديد، إلا أن إيلون ماسك قال هذا الشهر إن شركة سبيس إكس لتصنيع الصواريخ التي يمتلكها ستواصل تمويل خدمة الإنترنت ستارلينك في أوكرانيا. من جانب آخر ذكرت السلطات الأوكرانية أن المنطقة المحيطة بكييف تم استهدافها في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس، بضربات جوية روسية. وقال الحاكم أوليكسي كوليبا على "تيليجرام"، إن إحدى البلديات تعرضت للقصف، دون أن يذكر اسم البلدة المتضررة. وأضاف أنه قد تم نشر خدمات الإنقاذ في المكان. وأوضح الحاكم كوليبا أن بعض الصواريخ تم اعتراضها. وجاءت الهجمات الجديدة بعد أن تم إطلاق صافرات الإنذار من الغارات الجوية، أربع مرات في العاصمة الأربعاء. من ناحية أخرى، قال سلاح الجو الأوكراني الخميس، إن الجيش الروسي في جنوبأوكرانيا أطلق أكثر من 20 طائرة إيرانية مسيرة مقاتلة من طراز "شاهد -136" قبل منتصف الليل بساعتين. وأضاف أنه قد تم إسقاط 19 من الطائرات المسيرة، معظمها فوق منطقة أوديسا. ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل. وفي الوقت نفسه، قال الخميس ميخائيل رازفوزاييف، الحاكم الذي عينته القوات الروسية في شبه جزيرة القرم على البحر الأسود، التي ضمتها روسيا في عام 2014، إن هناك محطة كهرباء تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة. واشتعلت النيران في أحد المحولات خلال الهجوم الذي تم شنه ليلا في سيفاستوبول، إلا أن المحول لم يكن متصلا بالشبكة في ذلك الوقت، بحسب ما قاله رازفوزاييف.