فريق العمل في أي مجال لا يحقق النجاح بالاعتماد على شخص واحد وإن حدث ذلك يكون ذلك لفترة محدودة، هو نجاح مؤقت غير مؤهل للاستمرار، هذا ما يدفع بالقيادات الذكية لإيجاد بيئة عمل محفزة للجميع وتوفر فرص المشاركة للجميع وتعزز ثقافة العمل بروح الفريق وإعلاء قيم العدالة ومنها فرص التقدم المهني للجميع. القيادة الذكية الناجحة تعمل على إيجاد فريق عمل متناغم وهذا نجاح استراتيجي يحقق الاستقرار واستمرار النجاح. هذا التوجه هو أحد أسرار تفوق منظمات وتوقف أخرى عند غياب الفرد المميز الوحيد. من الأخطاء الإدارية في المنظمات التركيز على شخص واحد مما يتسبب في سلبية الآخرين أو إحباطهم وانسحابهم وربما تحولهم إلى أعداء، وبهذا تتحول بيئة العمل إلى ساحة للشللية والحوارات غير الموضوعية ويسود فكر منع النجاح بدلا من منع الفشل، وهكذا تحدث النزاعات أحيانا داخل المنظمات بسبب القياديين الذين يستثمرون فكر وجهد شخص واحد وإهمال بقية العقول، التركيز على شخص واحد بمبرر أنه مميز وجعله هو سيد المهام والمسؤوليات والاستشارات سيضعه في موقف صعب، فهو أولا بشر لن يستطيع مهما كانت قدراته أن يقوم بكل المهام ويحل كل المشكلات، وهو ثانيا قد يتعرض إلى مواقف من زملائه تعرقل مسيرته، ثم إن هذا العبء على شخص واحد فيه ظلم لهذا الشخص وللزملاء وللمنظمة التي تحتاج إلى استثمار قدرات الجميع. إن نجاح فريق العمل في أي مجال يعتمد على الاختيار وفق معيار الكفاءة، وعلى الثقة المتبادلة واستثمار كفاءة الفريق، القيادي الذكي الواثق من نفسه لا يرحب بكلمة (نعم) في كل وقت وفي مختلف الظروف، هو ينتظر من فريق العمل أو الفريق الاستشاري الرأي المهني الصادق سواء اتفق مع توجهاته أو كانت عكس ذلك. في الجانب الآخر، تتوقف مسير المنظمة ونجاحها إذا كانت لا تنفذ خطة استراتيجية لتنمية المهارات القيادية، النجاح لا يستمر حين تعتمد المنظمة على شخص واحد (رمز) فإذا غادر لأي سبب حدث الفراغ نتيجة غياب العمل المؤسسي والاعتماد الكلي على تعليمات وتوجيهات رئيس المنظمة أو رئيس الفريق أو رئيس الجمعية أو اللجنة.. إلخ.